( إذْ )[100] : على أربعة أوجهٍ :

[الأول] : أن تكون اسماً للزمان الماضي فتستعمل ظرفاً ، وهو الغالب ومفعولاً به وتكون غالباً في أوائل القصص ، مثل : {وإذ فرقنا بكم البحر}[101] أي اذكروا وقت ذلك ، وبدلاً من المفعول مثل : {إذ انتبذت}[102] ومضافاً إليها اسم زمان صالح للاستغناء عنه كـ(يومئذ) ، أو غير صالح كـ { بعدإذ هديتنا }[103].

الثاني: أن تكون اسم زمان للمستقبل :{فسوف يعلمون إذ الأغلال}[104].

الثالث : أن تكون للتعليل : {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم}[105] ، وهل هي إذن حرف أو اسم على قولين[106].

الرابع : أن تكون للمفاجأة وهي الواقعة بعد (بينا) أو (بينما) ، كقوله :

15- [اسْتَقْدِرِ اللهَ خَيراً وَارْضَيَنَّ بِهِ] فَبَينَمَا العُسْرُ إذْ دَارَتْ مَيَاسِيرُ[107]

وهل هي ظرف مكان أو زمان ، أو حرف بمعنى المفاجأة ، أو زائدة ؛ على أقوال[108]. وعلى الظرفية فعاملها الفعل بعدها ، وعامل (بين) محذوف يفسره مابعده على أحد الأقوال·.

( إذا )[109] : على وجهين :

[الأول] : أن تكون للمفاجأة فتختص بالجمل الاسمية ولا تحتاج إلى جواب ولا تقع في الابتداء ، نحو : خرجت فإذا الأسد . وهل هي حرف أو ظرف مكان أو زمان ؛ أقوال[110]. وعلى الظرفية فإما أن ينصبها الخبر مذكوراً أو محذوفاً ، أو تكون هي متعلق الخبر .

الثاني : أن تكون لغير المفاجأة فالغالب أن تكون ظرفاً للمستقبل ضُمِّن معنى الشرط وتختص بالفعلية الماضيَّة والمضارعيَّة ، وتجزم في الضرورة ، كقوله :

16- [اسْتَغْنِ مَا أَغْنَاكَ رَبُّكَ بِالغِنَى] وَإذَا تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ فَتَحَمَّلِ[111]

وقد تأتي للماضي [كقوله تعالى] :{ وإذا رأوا تجارة أو لهواً }[112] ، أو الحال [كقوله سبحانه] :{ والليل إذا يغشى }[113] وناصبها عند المحققين فعل الشرط وهي عندهم غير مضافة إلى شرطها ، والأكثرون على أن ناصبها الجواب ، وحقق بعضهم أنها إن كانت شرطاً فناصبها فعل الشرط وإلا فجوابه[114].

وقد تخرج عن الشرطية ، كـ(إذا) الواقعة بعد القسم مثل : { والليل إذا يغشى }4.

( ايمن )[115] : للقسم اسم من اليمين ،و همزته وصل ، وليس جمعاً ، ويلزم الرفع على الابتداء ، والإضافة إلى اسم الله فقط وخبره محذوف .




_____________________________________

الهامش :



[101] - سورة البقرة .الآية :50.

[102] - سورة مريم . الآية : 16.

[103] - سورة آل عمران . الآية : 8 .

[104] - سورة غافر . الآية :70 - 71.

[105] - سورة الزخرف . الآية :39 .

[106] - انظر : الهمع 1/205.

[107] - هذا بيت من البسيط ، لعثمان بن لبيد العذري ، أو عثير بن لبيد ، انظر : الكتاب 3/528 . و في شرح الشذور وشرح شواهده نسبه إلى عنبر بن لبيد والظاهر أنه تصحيف . وهذا البيت من قصيدة مطلعها :

يا قلب إنَّك من أسماء مغرور * فاذكر وهل ينْفعنْك اليوم تذكير

انظر : شرح شذور الذهب ص144. وشرح شواهد الشذور ص 94 والتي بعدها .

الشاهد فيه : ( فبينما العسر إذ دارت ) حيث جاءت(إذ) للمفاجأة بعد (بينما) .

[108] - انظر : الهمع 1/205.

· والألف في (بينا) للإشباع وبين مضافة إلى الجملة ويؤيده أنها قد أضيفت إلى المفرد . ذكره لك قُبيل بحث حرف الياء .

[109] - انظر : المغني ص120.

[110] - انظر : الهمع 1/206.

[111] - هذا بيت من الكامل ، روي : فتحمل بالحاء المهملة ويروى بالجيم ( فتجمل ) ، وهو لعبدقيس بن خفاف أو لحارثة بن بدر الغداني ، انظر : شرح الأشموني 2/323 . والدرر 3/102 ومعجم شواهد العربية 1/319. الشاهد فيه : الشطر الثاني كله حيث جزمت (إذا) فعل الشرط ضرورةً .

[112] - سورة الجمعة . الآية : 11.

[113] - سورة الليل . الآية : 1.

[114] - انظر : الهمع 1/207.



[115] - انظر : المغني ص136
.