حرف الخاء
( خلا )[162] : على وجهين :
أحدهما : أن تكون حرف جر فقيل موضعها نصب عن تمام الكلام وهو الصواب ، وقيل تتعلق بماقبلها من فعل أوشبهه .
الثاني : أن تكون فعلاً ناصباً للمستثنى ، ويتعين ذلك مع (ما) ، وفاعلُها كفاعل (حاشا) ، ومحل الجملة نصب على الحال أو الظرف أو الاستثناء على خلاف .
حرف الراء
( رُبَّ )[163] : حرف جر خلافاً لكوفيين في اسميته[164]، وترِد للتكثير كثيراً وللتقليل قليلاً ، ويجب تصديرها وتنكير مجرورها ونعته إن كان ظاهراً وإفراده وتذكيره وتمييزه بمايطابق المعنى إن كان ضميراً .
وتحذف كثيراً بعد الواو وأقل منه بعد الفاء وأقل منهما بعد (بل) وأقل منهن بدونهن . وهي زائدة إعراباً· لامعنى .
فإذا قلت : رب رجلٍ صالح عندي ، فمحل مجرورها رفع بالابتداء . ورب رجلٍ صالحٍ لقيتُ نصب على المفعولية . وتزاد بعدها (ما) فتكفها عن العمل غالباً وتهيئها للدخول على الجملة الفعلية .
حرف السين
السين المفردة[165] : حرف يختص بالمضارع ويُخَلِّصه للاستقبال ، ويقول المعربون : إنها حرف تنفيس وأوضح من عبارتهم قول الزمخشري وغيره حرف استقبال ، وزعم الزمخشري أنها إذا دخلت على محبوب أو مكروه أفادت أنه واقع لامحالة[166] فهي مؤكدة للوعد والوعيد .
( سَوْفَ )[167] : حرف مرادف للسين وقيل بل هي أوسع منها وتخالفها بجواز دخول اللام عليها مثل : { ولسوف يعطيك ربك }[168]، وفصلها بالفعل المُلغى كقوله :
25- وَمَا أَدْرِي وَسَوْفَ إِخَالُ أَدْرِي أَقَومٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِسَــاءُ[169]
( سيَّ )[170] : من لاسيما بمعنى (مثل) ، وتثنيته سيان ، وتشديد يائه ودخول (لا) والواو قبلها واجب عند ثعلب ، وذكرغيره أنه قد يخفف وقد تحذف الواو كقوله :
26- فِهْ بِالعُقُودِ وَبِالأَيمَانِ لاسِيَمَا عَقْدٌ وَفَاءٌ بِه مِنْ أَعْظَمِ القُرَبِ [171]
و(سي) اسم (لا) ، ويجوز فيما بعدها ثلاثة أوجه :
أحدها : الجر بالإضافة ، وهو أرجحها فـ(ما) زائدة بين المضاف والمضاف إليه كزيادتها في [قوله تعالى]: { أيَّما الأجلينِ قضيتُ }[172] .
الثاني : الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، فـ(ما) موصولة أو نكرة موصوفة بالجملة ، وعلى هذين الوجهين ففتحة (سيَّ) فتحة إعراب لأنه مضاف .
الثالث : النصب إن كان نكرة على أنه تمييز ، و (ما) كافة عن الإضافة ، وعليه ففتحة (سيَّ) فتحة بناء .
( سواء )[173] : تأتي بمعنى (مستوٍ) فيوصف بها المكان بمعنى أنه نصف بين مكانين ، والأفصح حينئذٍ أن يقصر مع الضم ، كقوله تعالى : {مكاناً سُوى}[174] وقد تمد مع الفتح ،كقوله : ‘‘رأيت رجلاً سَواءٍ والعدم’’ وعلى هذ المعنى يخبر بها عن الواحد فما فوقه بلفظٍ واحدٍ كقوله تعالى : {ليسو سَواءً}[175].
وتأتي بمعنى الوسط والتام ، والأفصح المد مع الفتح ، كقوله تعالى : {في سَواء الجحيم}[176]، وقولهم : هذا درهم سواء .
وتأتي بمعنى القصد فتقصر مع الكسر وهو أغرب معانيها ، كقوله :
27- فَلأَصْرِفَنَّ سِوى حُذَيفَةَ مِدْحَتِي
[لِفَتَى العَشِيِّ وَفَارِسِ الأَحْـزَابِ][177]
وتاتي بمعنى (مكان) أو(غير) فتمد مع الفتح وتقصر مع الضم ويجوز الوجهان مع الكسر وتقع هذه صفة واستثناء وهي عند الزجاج وابن مالك كـ(غير) في المعنى والإعراب[178]وعند سيبويه والجمهور ظرف مكان ملازم للنصب لاتخرج عنه إلا في الضرورة[179]وعند الكوفيين وجماعة للوجهين[180].
_______________________________________
[162] - انظر : المغني ص178.
[163] - انظر : المغني ص179.
[164] - انظر : الدرر 2/12، والهمع 2/25، والإنصاف 2/832 .
· أي فلاتحتج إلى متعلق .
[165] - انظر : المغني ص184.
[166] - انظر : الكشاف 1/315.
[167] - انظر : المغني ص185.
[168] - سورة الضحى . الآية :5.
[169] - هذا بيت من الوافر لزهير بن أبي سُلمى المزني ، انظر : الديوان ص12 والهمع 1/153 الدرر 2/261 ، من قصيدته الحولية :
عفا من آل فاطمة الجواء * فيمنٌ فالقوادم فالحِســــاء
التي منها البيت المشهور :
وإن الحق مقطعه ثلاث * يمينٌ أو نفارٌ أو جلاءُ
الشاهد فيه : (وسوف إخال أدري) : فقد فصلت (سوف) عن الفعل بفعل ملغى وهو : (إخال) وسبب إلغائه هو وقوعه بين(سوف) والفعل . انظر : همع الهوامع 2/230.
[170] - انظر : المغني ص186.
[171] - هذابيت من البسيط ، انظر : شرح التسهيل 3/160 والهمع 1/235 والدرر 3/186، الشاهد فيه : (لاسِيَمَا ) فإنها مخففة والواو محذوفة .
[172] - سورة القصص .الآية :28.
[173]- انظر : المغني ص178.
[174] - سورة طه . الآية :58.
[175] - سورة آل عمران . الآية :113.
[176] - سورة الصافات . الآية : 55.
[177] - هذا بيت من الكامل ، انظره في اللسان مادة (سوا) وفي معجم الشواهد يرى أن الأحزاب تصحيف والصواب (الأجراف) ونسبه إلى حسان أو رجل من بني الحارث ، انظره 1/65 و1/241 . الشاهد فيه : (سوى حذيفة) إذ أتت (سوى) بمعنى القصد مكسورةً .
[178] - قال ابن مالك : ولسوىً سُوى سواء اجعلا * على الأصح مالغير جعلا . (الألفية ص50)
وقال في الكافية : *(سوى) كـ(غير) في جميع ماذكر* 2/716 . وانظر التصريح 1/362.
[179] - الكتاب 1/407 ، والكافية 2/716 ، والتصريح 1/362 .
[180] - الإنصاف 1/294 .