النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: دُرُوس في مُختصَر مُغني اللبيب ِعنْ كتُب ِالأعاَريبِ لابن هشام - ابن عثيمين

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    217
    تابع لما سبق ...



    ( أنَّ )[46] : على وجهين :

    [ الأول ]: أن تكون حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر ، وهي موصول حرفي تؤول مع معموليها بمصدر ، فإن كان الخبر مشتقاً فالمصدر من لفظه مضافاً إلى اسمها ، مثل : بلغني أنَّك قائم ، أي قيامك ، وإن كان جامداً قدِّر بالكون ، مثل : بلغني أنَّك زيدٌ ، أي كونك زيداً .

    الثاني : أن تكون لغةً في (لعلَّ) .

    ( أم )[47] : على أربعة أوجه :

    [ الأول ] : أن تكون متصلة ، وهي التي لايستغني ماقبلها عن مابعدها ، وتقع بعد همزة التسوية ، نحو : سواء علي أقمت أم قعدت ، وبعد همزةٍ يطلب بها وبـ(أم) التعيين ، نحو : أزيدٌ قائم أم عمرو ، فالواقعة بعد همزة التسوية لاتستحق جواباً والكلام معها قابل للتصديق والتكذيب ولابد أن تكون بين جملتين في تأويل مفردين كما في الآية [48] والتقدير : سواء عليهم استغفارك لهم وعدمه . والواقعة بعد همزة التعيين بخلافها فيما ذكر ، فتقع بين مفردين كالمثال ، أو جملتين ليستا في تأويل المفردين ، كقوله :

    6-
    لَعَمْرُكَ مَا أَدْري وَإنْ كُنْتُ دَارياً


    شُعَيثُ بنُ سَهْمٍ أَمْ شُعَيثُ بنُ مِنقَرِ[49]

    الوجه الثاني : أن تكون منقطعة ، وهي التي لايفرقها الإضراب وتقع في الخبر المحض ، كقوله تعالى : {تنزيل الكتاب لاريب فيه من رب العالمين* أم يقولون افتراه }[50] وفي استفهام بغير الهمزة ، كقوله تعالى : {قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور}[51] ، وفي استفهام بالهمزة إذا خرج عن معناه الأصلي ،كقوله تعالى :{ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها }[52] لأن الهمزة هنا للإنكار ، وقال أبو عبيدة[53]: إنها قد تفارق الإضراب للاستفهام المجرد .

    الثالث : أن تقع زائدةً ، كقوله :

    7- يَالَيتَ شِعْري وَلامَنجَامِنَ الهَرَمِ

    أَمْ هَلْ عَلَى العَيشِ بَعْدَ الشَّيبِ مِنْ نَدَمِ[54]

    الرابع : أن تكون للتعريف كما نقل عن حمير وطيء مثل : أَمْقَمَر .

    ( أل )[55] : على ثلاثة أوجه :

    [ الأول ]: أن تكون اسماً موصولاً مشتركاً ويوصل بها اسم الفاعل واسم المفعول دون الصفة المشبهة واسم التفضيل ، وقد توصل بظرف أو جملة اسمية أو فعلية فعلها مضارع وذلك خاص بالشعر .

    الثاني : أن تكون حرف تعريف إما للعهد أو للجنس ، والعهد إما ذكري أو ذهني أو حضوري ، والجنس إما لاستغراق الأفراد ، او استغراق خصائص الأفراد ، أو لتعريف الماهية .

    الثالث : أن تكون زائدة ، إما لازمة كالتي في الأسماء الموصولة ، والمقارنة للأعلام كـ(اليسع) ، وإما للمح الأصل كالداخلة على الأسماء المنقولة من مجرد صالح لها كـ(حارث) و(عباس) ، وهذا النوع سماعي فلا يقال : المحمـد ، وإما للضرورة ، كقوله :

    8- رَأَيتُ الوَلِيدَ بنَ اليَزِيدِ مُبَارَكاً [شَدِيداً بِأَعْبَاءِ الخِلافَةِ كَاهِلُه][56] وإما شذوذاً كقولهم : ادخلوا الأول فالأول ، وجاؤا الجماء الغفير[57].

    ( أمَا )[58] : على وجهين :

    [الأول] : أن تكون حرف استفتاح كـ(أَلاَ) ، وتكثر قبل القسم ، كقوله:

    9-
    أَمَا وَاللهِ إنَّ الظُّلمَ شُومُ [وَمَا زَالَ المُسِيءُ هَوَ الظَّلُومُ][59]


    الثاني : أن تكون بمعنى حقاً أو أحقاً ، فالصواب أنها كلمتان ؛ الهمزة و(ما) بمعنى حق ، وموضعها نصب على الظرفية ، وأنَّ وما بعدها في تأويل مصدر مبتدأ ، مثل : أمَا أني بك مغرم ، وقال المبرد : موضعها نصب مصدراً لِ(حُقَّ) محذوفاً و(أن) ومابعدها فاعل به .

    وزاد بعضهم لها معنى ثالثاً : وهو العرض ، فتختص بالأفعال ، نحو: أمَا تقوم .

    ( أمَّا )[60] : ويقال : أيما ، حرف شرط وتفصيل وتوكيد ، وقد لا تكون للتفصيل ، كما في قولك : أمَّا زيدٌ فمنطلقٌ ،وسُمع : ‘‘أما قريشاً فأنا أفضلها’’ . وهو دليلٌ على أنَّه لايلزم أن يقدر في(أمَّا) : مهما يكن من شيء ، بل يقدر ما يليق بالمحل ، فالتقدير هنا : مهما ذكرت قريشاً.. إلخ

    ( إمِّا )[61] : ويقال : إيما . وهي حرف عطف عند الأكثر في نحو : جاءني إمازيدٌ وإما عمرو ، وقيل لا ونقل الإجماع عليه .

    ولها خمسة معانٍ :

    أحدها : الإبهام ، كقوله تعالى : {إما يعذبهم وإما يتوب عليهم}[62].

    الثاني : الشك ، نحو : جاءني إما زيد وإما عمرو .

    الثالث : التخيير ، نحو: {إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسناً}[63].

    الرابع : الإباحة ، نحو : تعلم إما فقهاً وإما نحواً .

    الخامس : التفصيل ، كقوله تعالى : {إما شاكراً وإما كفوراً}[64].

    ( أو )[65] : العاطفة ، لها اثنا عشر معنى ؛

    الأول : الشك ، نحو : {لبثنا يوماً أو بعض يوم}[66].

    الثاني : الإبهام ، {وإنَّا أو إياَّكم لعلى هدى}[67].

    الثالث : التخيير ، وهي التي تقع بعد الطلب وقبل ما يمتنع فيه الجمع [مثل]: تزوج هنداً أو أختَها .

    الرابع : الإباحة ، وهي التي تقع بعد الطلب وقبل مايجوز فيه الجمع [مثل]: جالس العلماء أو الزهاد ، فيباح الجميع ، فإن تقدمها (لا) الناهية امتنع الجميع ، كقوله : {ولا تطع منهم آثماً أو كفوراً}[68].

    الخامس : الجمع المطلق كالواو ، كقوله :


    9-
    [وَقَد زَعَمَتْ ليلى بِأنِّيَ فاجرٌ] لِنَفسي تُقَاهَا أَو عَلَيهَا فُجُورُهَا [69]


    السادس : الإضراب كـ(بل) ، بشرطين : إعادة ا لعامل ، وتقدم نفي أو نهي [مثل] : ما قام زيدٌ أو ماقام عمروٌ . لايقم زيدٌ أو لايقم عمرو ، وقال الكوفيون[70] : تأتي للإضراب مطلقاً كقوله :

    10-
    كَانُوا ثَمَانِينَ أَوْ زَادُوا ثَمَانِيَةً [لَوْلا رَجَاؤكَ قَدْ قَتَّلْتُ أَولادي][71]


    السابع : التقسيم ، [نحو]: الكلمة اسم أوفعل أو حرف .

    الثامن : أن تكون بمعنى (إلا) الاستثنائية فينتصب المضارع بعدها ،مثل : لأقتلنَّه أو يسلمَ .

    التاسع : أن تكون بمعنى (إلى) فينتصب المضارع بعدها أيضاً ، نحو: لألزمنَّك أو تقضيَ دَيني .

    العاشر : التقريب ، نحو : لا أدري أسلَّم أو ودَّع .

    الحادي عشر : الشرطية ، نحو : لأقولَنَّ الحقَّ رضي الكافر أو سخط .

    الثاني عشر : التبعيض ، نقله ابن الشجري[72] عن بعض الكوفيين ، والتحقيق أن (أو) موضوعة لأحد الشيئين أو الأشياء .

    وقد تخرج إلى معنى (بل) أو الواو وبقية المعاني مستفادة من غيرها ، والمعنى العاشر الذي هو التقريب فاسد فـ(أو) فيه للشك ، وكذلك المعنى الحادي عشر، والحق أنَّ الفعل الذي قبلها دالٌّ على معنى الشرط، فيكون ماعطف عليه كذلك .




    _____________________________________

    الهامش :









    [46] - انظر : المغني ص55


    [47] - انظر : المغني ص61.

    [48] - الآية هي قوله تعالى : { سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم } . في سورة المنافقون .رقم : 6.

    [49] - هذا بيت من الطويل للأسود بن يعفر أو للعين المنقري ، انظر : الكتاب 3/154 . والمقتضب 3/294 والتصريح 2/143. الشاهد فيه : حذف همزة الاستفهام في قوله : (شُعيث) وذلك للضرورة لدلالة (أم) عليها ، فالأصل : أشُعَيث .

    [50] - سورة السجدة .الآيتان :2-3.

    [51] - سورة الرعد .الآية : 16.

    [52] - سورة الأعراف . الآية : 195.

    [53] - انظر تعليق محي الدين عبد الحميد في أوضح المسالك 3/374.

    [54] - هذا بيت من البسيط قاله : سعد بن جؤية .انظر : الهمع 2/134 والدرر 6/115 . الشاهد فيه : (أم هل) فأم هنا زائدة .

    [55] -انظر : المغني ص71.

    [56] - هذا بيت من الطويل لابن ميادة يمدح الوليد بن يزيد بن عبدالملك .انظر : الإنصاف 1/317 وشرح المفصل 1/44 وشرح التسهيل 1/41 . الشاهد فيه : (اليزيد) حيث إن (أل) هنا زائدة .

    [57] - مثل عربي ، قال في اللسان : أي جاءوا بجماعتهم الشريف والوضيع ولم يتخلف أحد وكانت فيهم كثرة ، 5/27 . الشاهد : دخول الألف واللام شذوذاً على الحال .

    [58] - انظر : المغني ص78.

    [59] - هذا بيت من الوافر لأبي العتاهية . التمثيل فيه : ( أما والله) فقد استعمل (أما) حرف استفتاح .

    [60] - انظر : المغني ص79.

    [61] - انظر : المغني ص84 .

    [62] - سورة التوبة .الآية : 106.

    [63] - سورة الكهف .الآية : 86.

    [64] - سورة الإنسان.الآية : 3.

    [65] - انظر : المغني ص87.

    [66] - سورة الكهف .الآية : 19.

    [67] - سورة سبأ . الآية : 24.

    [68] - سورة الإنسان . الآية : 24.

    [69] - هذا بيت من الطويل لتوبة بن الحُميًّر - صاحب ليلى الأخيلية - انظر : أمالي القالي 1/88 و تجريد الأغاني . القسم الأول 3/1286 والهمع 2/134 والدرر 6/117 ، من قصيدة مطلعها :

    نأتك بليلى دارها ماتزورها * وشطت نواها واستمر مريرها

    الشاهد فيه : ( أو عليها) حيث استعمل (أو) كالواو .

    [70] - انظر : الإنصاف 2/478، وتابعهم أبو علي الفارسي وابن برهان (التصريح 2/145).

    [71] - هذا بيت من البسيط لجرير ، انظر : الديوان ص 120 والهمع 2/134 والدرر 6/186 . الشاهدفيه : ( أو زادوا) حيث جاءت (أو) للإضراب بمعنى (بل) .

    [72] - انظر : الأمالي الشجرية 2/320.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر الدوسري ; 05-29-2006 الساعة 05:22 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •