النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أين بقية تفريغ محاضرة تكفير المعين للشيخ فالح بن نافع الحربي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    ****
    المشاركات
    465

    أين بقية تفريغ محاضرة تكفير المعين للشيخ فالح بن نافع الحربي

    تكفير المعين

    للشيخ العلامة فالح بن نافع الحربي

    - حفظه الله و رعاه -


    أيها الإخوة فهذه مناسبة ننتهز الكلام فيها معكم ، والحامل على الكلامِ معكم هي النصيحة الواجبة على المسلم إتجاه أخيه ، وليس المقصود هنا الكلام في التكفير وظوابط التكفير وشُعب ِ المسائل ؛ لتشعب ِ المسائل ِ في هذه القضية ِ، وإنما المقصود هو المذاكرة مع الإخوان في قضيةٍ أَكثروا الكلام َ فيها ، وخاضوا فيها ، وترتب على الخوض ِ فيها ما يُخشى على الإخوان مما لا تُحمد ُ عُقباه ُ ، عندما يخوضوا الناسُ في أمور ٍ دقيقة ، وفي أشياء ٍ لا يعلمُ تفصيلاتها إلا العُلماء ُ ، ولا يعلم إلا العلماء ما يترتب على الزلل والخطأ في تلك القضايا والمسائل ِ الدقيقة ، وذلك عندما يخوضُ فيها من لا يُحسن ُ القول ، ومن لا يُدرك مباحث ِ القضيةِ ، وقد تدخل ُ عليه ِ الشُّبه ُ ، وقد تدخُل علي غيره ِ ، وقد يغترُ أحيانا ً بكلمات ٍ - قد تختلف ُ الأحكام ُ فيها - على عواهلها مُسلمة ً ، ولأهل ِ العلم ِ والدِّراية ِ تفصيلات ٌ أُخرى .
    وقضية ُ التكفِرُ - أيُّها الأُخوة ُ- قضية ٌ ليست بالسهلة ِ ، وإن كان هناك ما هُو واضح ٌ وجليِّ ، ولا ضرر على المُسلم ِ أَنْ يتكلم َفيها ، أوْ لابُّد أَنْ يعتقِدُ ، وان لم يعتقد فهنا تأتي الخُطُورة ُ وذلك حين لا يعتقد ُ العقيدة ُ التي يجب أَنْ يعتقِدها ، والتِّي لايسعي المُسلم َإلا َّ أَنْ يعتقدها .
    * فالمسلم ُ يعلم ُ أن اليهُود والنَّصارى والباطنية ُ والكُفّار ُ الأخرين ؛ فيعلمُ كُفرهُم ، ويعتقد ُ كقرَّهُم - أيضا ً - على العموم ِ وعلى الخُصوص ِ ، أَو على العموم وعلى التعيين ، أو الكفر العام والكفر العيني ، لأن أفراد الكفّار هُم كفّار على الحقيقة ،وما دام الكافر لم يُسلم ، ولم ْ يدخل في الإسلام ِ ؛ فإنَّه ُ يحكم ُ عليه ِ بالكُفر ِ ، ويعتقد ُ المسلم ويعلم ُ أنه ُ كافر ، وهنا كافر ويترتب عليه الموالاة والمُعاداةُ ِ - ويترتب عليه ِ أن نعتقد كفر الكافر ، ومن لم يعتقد كفر الكافر فعليه ِ خطرٌ - إن عرف أنه ُ كافر - ويُنطبق عليه حُكمهُ ، ويكون حاله ُ خال الكافرين بسواء ٍ .
    *هنالك من دخل في الاسلام ويمكن أن يُكفّر على العموم ِ ؛إذا أتى بُمكّفر ٍ ، فعمل عمل مُكفرا ً فنقول : من عمل عمل كذا فهو كافر ؛ فهذا عموم ٌ ، ولم يُقصِّر الكُفْرَ عل مُعين ، ولاضير في كونه ِ يقول ُ بهذا لأنَّ هذا من باب الأسماء ِ ، لأنه قد جاءت النصوص في كتاب الله وفي سنَّة ِ الرَّسُول ِ - صلى الله عليه وسلّم - كذلك عرف -أيضا ً - عن طريق أهل العلم أن من فعل كذا فهو كافر ، فعلمَ هذا عن طريق أهل لعلم ِ قرأَ هذا في كتاب ِ اللهِ وفي سنة الرَّسُولِ - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذا في سنة رسول الله فهو ينقل هذا وان لم يكن عالما ً ؛ فقد تكون هنالك أمور معلومة من الدين وواضح الأمر فيها ، ولكن تأتي الخطورة عندما يأتي الحكم - بها - على الشخص المُعين ، والشخص بعينه ِ ؛فيقال -مثلا ً - " ُفلان كافر !" فهُنا تأتي الخطورة ، ويأتي الإشكال في المسلم ، وليس هو كافرا ً أصيلا ً ، وإنما هو مُسلم ٌ ، شهد أن لا إله إلا الله وأن مُحمَّدا ً رسول ُ الله ِ ، ولايصِّح ُ أن يُقال بحال ٍ منَ الأحوال ِ أنْ من شهد أن لا إله إلا الله لايخرُج ُ من المِّلة ِ ، ولايكفُر ، فهذا لا يُقال ُ ولا يجُوز ُ بحال ٍ من الأَحوال ِ ، وهنالك طوائف ٌ وفِرق ٌ أخرجها أهل ُ العلم ِ بل أجمعوا ْ على إِخراجِها من الإسلام ِ ، وما أفادَها كونُها تشهَدُ أَنْ لا إله إلا الله وأنْ مُحمَّدا ً رسُولُ الله ِ ، وهِي تنقُضها بأفعالها وعقائدِها ، وهُنالك من الفِرق ِ ما جآءَ الوعيد ُ في حقِّها ولكنَّها لمْ تخرُجْ من المِّلة ِ ، في حُدودِ حديث ِ الثنتين والسبعين فرقة ، لأنَّ هذه الأُمة تفترق ُ إلى ثلاث ٍ وسبعين فرقة ً ؛ كلهّا في النَّار ِ إلا واحِدة ً ، وهُم أهل ُ السُّنة ُ وأهل الحق ُّ والطائفة ُ المنصورة والفرقة ُ الناجية والمتمسكون بالكتاب والسُّنة ِ هذه ِ هي الفرقة الثالثة والسبعين ، ثُم َّ تأتي الفرق ُ الأُخرى التي ابتدعت ْ ، وهي في دائرة ِ الإسلام ِ، وحينئذ ٍ قدْ تكون أُمور ٌ ظاهرة ٌ في حقِّ هؤلاء ِ ، ويُحكم ُ عليه بباب الأسماء، لأن أهل السنة والجماعة لهم بابان :
    * بابُ الأسماء ِ
    * وباب ُ الأحكام ِ .
    وباب ُ الأسماء : وهو أنْ يُطلق الاسم ُ ولايُطلق َ الحُكم ُ .
    فالحكم ُ له شأنُّه ُ وله ُ ظوابطه ُ ؛ فيُطلق ُ الاسم ، ويُترك ُ الحُكم ُ .
    ومن هذه الفرق التي ابتدعت وثبت أنها أتت ببدعة ٍ و - أيضا - بمُكفِّر - فإنّهُ يُقال ُ هؤلاء مبتدعة ٌ وعلى العموم " أن أهل البدعة الفلانية ، وأهل النحلة ِ الفُلانية ِ ، وأهل المذهب ِ الفُلاني مبتدعة ٌ " ، فإن كانوا كُفارا ً و أَجمعت الأُمة ِ ، وعُلم من الدين بأنّهُم كفّارٌ ، فإنّ عوامه يتبعونَ سادتِهم ، وقادتهم وعلماءهم ومتبوعيهم ، فيتبعونهم ، فإذا كفرت فرقة ٌ من الفِرق ؛ اتبعُوا هذا ، كما حصل الشأنُ للكفار الذين قاتلهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - حينما قاتلهم الرَّسُول - صلى الله عليه وسلّم - وجعل حُكمَهم ؛ حُكمُهم ، فلمْ يُحاشِي ولم يُمانِع- عليه الصلاة والسلام - من قتالهم ، ولو لم يكُونُ كُفارا ً لما قاتلهم معهم ، كقتاله ِ لقريش ٍ ، وقتاله ِ للوثنيين ، وبالنسبة لأهل ِ الإسلام ِ ومن في دائرة الإسلام والتِّي ابتدعت ْ ، فإنَّه ُ يُقال ُ عن ْ هؤلاء ِ مُبتدعة ، لأنَّهُم على أصل ِّ البدعة ِ ، ومن هُم من أفرادهم يُقال ُ - أيضا ً - بأنَّهُم مبتدعة ، و يحكم عليهم بأنّهم مبتدعة ، ويُحكم ُ عليهم بالبدعة لأن الأصل الذي هُم عليه هو البدعة ، وإن كان الشخصُ المُعيّن كمن فعل كذا من المُكفرات ِ فهُو كافر ٌ ، ومن فعل كذا من المُبتدَعاتِ فهو مُبتدع ٌ على العموم ِ فإنُّ لايُسقَط ُ عليه ِ حُكم ُ الخُصوص ِ ، وإنما يُنظرُ على الحال التِّي هُو عليها ، فإن كان الأمر ُ هذا واضح ٌ ، وجليِّة ٌ ، وما يحتاجُ..وقد انتفت الموانع في حقّه ِ ، وقامت عليه الحجة ، وانتفت الموانع وتوافرت الشروط ، وانتفت الموانع ؛ وهذا - غالبا ً - لايعلمه ُ إلا العلماء ُ ، ولكن إن كانت واضحة ، أوْ يعلمُ تفصيلاتها إن كانت واضِحة ً ،
    عوامهم ، فالعوام قد يفهمون ويعلمون أن هذا الإنسان قد انتفت في حقه الموانع وتوفرت في حقه الشروط فأمره ُ ظاهر ولا ضيرَ أنّه ُ يعلمُ هذا ، ويعتقدوه وقد يكون هذا عن طريق فتاوى علماءهم ، عن طريق ما رأوهُ من وُضوح ابتداع هذا المبتدع ِ ، فإنَّهُ لا ضيرَ عليهم أنْ يعتقدوا ْ العقيدة ، أو يعلم العقيدة ويعتقد ، وينتج عن هذا الولاءُ والبراءُ عند الشَّخص ِ ، أيضا ً إذا كان هذا الشّخص ُ هذا يأتي مُكفرا ً ، والمُكفرات - أيضا ً - منها ما هو خفي كما هو في الابتداع ابتداع ٌ ومنها الأحكام ُ الأُخرى ..،ومنها ماهو خفي ٌ ومنها ماهو جلي ٌّ واضح يعلمهُ النَّاسُ ، و يعلمهُ كُلُّ أحد ٍ ، و يعلمهُ غير ُ العلماء ، فحينئذ ٍ يعلم ُ هذا الشخص ِ أَنَّ هذا المُكفّر ، أو من أتى المُكفّر ، قد انتفت في حقه ِ الموانع ُ ، وتوفرت الشُّروط ، فلا ضيرَ عليه ِ أَنْ يعلم - وطالما - أَنّه ُ قد علِم َ هذا ، أنْ يعتقد أن هذا الشَّخص َ كافر ٌ ، ويتبرأ ُ منه ُ ، ولا يُواليه ِ ويُعاديه ِ ، ويتقرب ُ إلى الله ِ بعدواته ِ ، لكن فرق ٌ بين هذا وبين أَنْ يُفتي ، أَوْ يحكم ْ بحُكم ٍ ،يُشيعه ُ بين النَّاس ِ ، ويُذيعه ُ ، ويرى أنْ النَّاس لابُدَّ أَنْ يتبعوه ُ ، فليس له هذا ، وليس له أن يطعن ، لأن هنالك أمرٌ معلوم ٌ من الإسلام ِ من باب سد ِ الذرائع ِ، ومن باب درء ِ المفاسِد ، لأن النّاس لايقبلون من هذا الشَّخص ِ الحُكم َ ، ولا الفتوى لأنهُ ليس أهلا ً للحكم ، وليس أهلا ً للفتوى، وقد يكون من المفاسد ِ ومن الأضرار ما يقع ُ على الشَّخص ِ نفسُه ُ ، قد يتعرض للقتل وقد يتعرض للأذية ِ ، ويتعرض ُ لما لا يُحتمل ُ ، ويكون قد جنى على نفسه ِ و هو ما كُلفّ بهذا ، قد يُحدث ُ فتنة ً ، ويجُرُّ هذه الفتنة على غيره ِ ، حتىَّ ولو كان هذا الشَّخص ُ يقصدُ الخير َ ، وكم من يقصد الخير ولكن لايصل إليه ، فهنالك ضوابط ٌ وهنالك حدود ٌ للشخص للمطالب والمقاصد لهذه الشَّريعة ، وسد باب الفتنة والفساد ِ ، ودفع المضار والشرور عن النَّاس ِ ، فمن أشاع َ بين النّاس ِ ما يُحدِّث ُ الفتنة َ ، ويُحدثُ الشّر ، حتّى ولو كان ما يفعله ُ حقّا ً ، ولكن قد يُحدث فتنة ، فلا يجوز ُ ، العلماءُ يُراعون هذا ! ؛ فما بالك بالعوام ، ونحنُ نذكرُ من سنوات ٍ ولعل كثير ٌ من المسلمين علموا هذا ، أن أحد العلماء كان أفتى بفتوى وفتواهُ حق ٌ ، ثمَّ أَخَّها من لم يُراعوا المصالم ِ والمفاسِد ِ ، ونشروها في بلادٍ بعيدة ، ولو سألوا ذاك العالمَ ، وتبين له ما يرتتب عليها ، لنهاهم عن نشر تلك الفتوى في تلك البلاد ِ ، فجرت فتنة ً سمع به المسلمون في أقطار ِ الأرض ِ ، في المشارق ِ والمغارب ِ ، في بلاد ٍ بها مسلمون ، وسُفكت دماء ٌ ، وتعرض النَّاسُ لفتنة ً عظيمة ً وكبيرة ً جرت وكانت حتى في شهرِ رمضان ، ممن لم يُراعوا هذا الجانب ، ولم يكونوا علماء حتى يُدركوا ، ويُتقنوا باب المصالح والمفاسد ، في هذا .
    فاذا كان الأمر كذلك ولم يكن خفيّا ً ، وهذا مايقول به أهل العلم ، فهذا مايقول به سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ؛ ولايختلف العلماء في هذا إذا كانت الأمور ظاهرة ً وواضحة وبينّة ، فإنّه لاحرج - أو كُفر الكفّار - الذين كفروهم واضح من أهل الملل ، أو الذين أجمع المسلمون على كفرهم وخروجهم من الملة ، فإنه ُ لاحرج أن يعتقد ؛ إذا علم َ هذا ، فلا حرج أن يعتقد ذلك ، وقد يعلم ذلك العوام ، ومبتدئة ُ طُلاّب ِ العِلم ، يعلمون هذا ، لكن في المسائل الظاهرة ، والبيِّنة ِ ، ولكن إن كانت المسائل خفية ً ، وشيخ ُ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - يُمثِّل على هذا بدخول ِ الجن في الإنسان ، والإيمان بوجود الجِنِّ ، فمن أنكرهُ فقد كفر ، وهذا أصل من أصول أهل السُّنة ِ والجماعة ِ ، من أَنكرَ وُجود الجِنِّ فإنَّهُ يكفُر ، ويخرج من الإسلام ِ ،وكفرهُ ظاهر ، وواضح ؛ وهذا على خلاف من أنكر دخول الجنِّ في اجسامِ بني أدم ، فإنّهُ فيه ِ خفاء ٌ ؛ خفّي ٌ ، والنَّاسُ لايُدركُون َأَنْ هذا من أصُول ِ أهل ِ السُّنة ِ والجمَاعة ِ وأَنّها من أصول العقيدة ِ ، لايُدرِكُه كل أحَدٍ ، فإذا ً يُتَوقف ُ في كُفرِ هذا الإنسانِ حتَّى تُقامُ عليه ِ الحُجة ُ ، ويُبيّن ُ لهُ ، ولايُسارعُ في تكفيره ِ ، يُخرجُ من المّلة ِ لقوله ِ :" الجِنُّ كيفَ يدخُل !؟ " وعرضتْ له شُبَهٌ ، فتُزالُ الشُّبهة ُ ، وتُقامُ عليهِ الحجة ، ذلك لو أنَّ شخصا ً ظهر منهُ مُكفِّرٌ واضح ٌ ، وظاهر ٌ - يعني كفرٌ ظاهر ؛ لكنّ هُنالك ما يمنع ُ من كُفرهِ الظاهر ِ ،هُ كأَنْ يكونُ نشأَ في بلادِ كُفر ٍ ، ولايعلم شيئا ً ، ولايعلمُ أَنْ هذا الذِّي أَتاهُ مُكفِّرٌ ، ومخرج ٌ من المِّلةِ ، أَسلم - مثلا ً - في بلادٍ لم يكن هنالك من يُعلِّمه ُ ، وحتَّى الآن ما تعلم َ ، ولم يتعلم عقيدة الإسلام ، وأَتى بشيء مما يكفُر ُ بهِ ، فيُبيّن ُ لهُ ، وتُقامُ عليه ِ الحُجة ، أَيضا ً - منْ نشأَ في بادية ٍ أَو في أحراش ٍ ، بعيدةٌ عن العلم ِ ولم يتمكن من العلم ِ ،فإنَّ مثل هذا حتَّى ولو كانت المسألة ُ واضحة ً ، وجلية ً ، فلا يُحكمُ عليهِ حتَّى تُقام ُ عليه ِ الحُجة ُ ، وأما المسائل الخفية فهي كما ذكرنا ، ونقلنا كلام شيخ الإسلام فيها ، وكلامِ أهل العلم ، فلابُدَّ من التَّفريق ِ في هذه القضايا ، ثُمَّ إذَّا فرَّقنا بين هذه الأُمور ِ ؛ فإنَّهُ لابُدَّ من مُراعاة ِ ما هُو للعُلماء ِ ، إذا خفيَّ علينا - مثلا ً - هل الحُجة ُ قائمة ً أو غيرُ قائمة ً ، فإنَّ هذَّا يُعادُ للعُلماء ِ ، إذا كانت - مثلا ً - المسألة ُ تحتاجُ إلى الفتوى ، وإلى الحُكم ، ُ ليُنشَّر َ بينَ النّاس ِ ،بين النَّاس ويُشاع فإِن هذا يُرجعُ فيه ِ إلى العُلماء ، وإذا كانت المسألة ُ خفية ً - أيضا ً – فلا يحسم فيها العامة ُ بلْ يُرجَع ُ فيها - أيضا ً - إلى العلماء ِ ، والعُلماء ُ حتَّى ولو إختلفوا فإنَّهم لايختلفون إلا في المسَائِل ِ التِّي يسُوغ ُ فيْها الإِختلاف ُ ، وتختلف ُ فيها أنظارهُم ، والأدلة ُ على ذلك كثيرة ٌ ، فمن العُلماء ِ يُكفِّر ُ بترك ِ الصلاة ِ ومنهم من لم يُكفِّرُ بتركِ الصَّلاة ِ ؛ عندما يتركها تهَاوُنا ً ، ولم يتركها إنكارا ً لوُجوُبها ، لو أنهُ تركها إنكارا ً لوُجُوبها فإنَّه ُ يَكفُر ُ بالإجماع ِ ، لا يختلف ُ في ذلك اثنان ِ ، وَ أَما إن تركها ليسّ إنكارا ً لوُجُوبها وإنما تهاونا ً وكسلا ً ؛ فهذا هو الذِّي يُكَفِّرُونَّه ُ بعض ُ أَهل ِ العِلم ِ - بل كثيرٌ من أهل ِ العلم ِ - ومنْ أهل ِ العلم ِ من يرى الإجماع َ على هذا ، وهُم متفقون على أَنَّه يُعاقب ُ وأَنّه ُ قد يُقتل ُ وهو ما عليه جُمهورُ أهل ِ العلم ِ ، وما قاله ُ أبو حنيفة - رحمه ُالله - : " أَنَّه ُ يُسجن حتى يموت أو يتوب ! " ؛ فهذا أمر ٌ خطير وعظيم ودليل على أهمية الصلاة ِ ،و على مكانتها من الإسلام ِ - ولاحول ولاقوة إلا بالله ِ - فكثير ٌ من المسلمين قد أضَاعُوا ْ الصَّلاة َ ، وربما الكثيرُ ترك الصَّلاة َ - مع الأسف - ؛ فهُنا يُحترم ُ إختلاف ُ العُلماء ِ ، فإَّذا خاض العلماء ُ في المسائل ، فلانأتي نحن ُ - العوام ُ - نتسارع ُ ، ويتسارع ُ المُبتدئة ُ ؛ ثمَّ إَذا صارَ الخلاف ُ ؛ صار منهم من يرمي الأخر بالإرجاء ِ ، وصارَ الأخرُ يرمي الأخر َ بالتكفير ِ ، إَذَّا كان يُكفّرُ قالوا : " هذا تكفيري " ! ، وإذا كان َ لا يُكفّر رموه ُ بالإرجاء ِ ؛ فهذه ِ من مشاكل العوام ِ والمُبتدِئة ِ ، ولهذا إذا أُعلنت فتوى العالِم في أيِّ قضية ٍ فالنَّاس ُ لايرجِعُون إلى غيْر ِ العالم ِ ، وَلايَثِقون بغيْره ولاتُؤمن ُ الفتنة

    تفريغ أبو حذيفة الليبي

    أين بقية التفريغ ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    مدينة
    المشاركات
    1,762
    ما أجمل تواضع الشيخ في قوله : (وليس المقصود هنا الكلام في التكفير وظوابط التكفير وشُعب ِ المسائل ؛ لتشعب ِ المسائل ِ في هذه القضية ِ، وإنما المقصود هو المذاكرة مع الإخوان في قضيةٍ أَكثروا الكلام َ فيها ..))
    فكري الدينوري ـ هذا الاسم لا أكتب به إلا في هذه الشبكة فقط .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    .....
    المشاركات
    333
    يرفع للأهمية
    وجزى الله العلامة فالح الحربي خير الجزاء في الدنيا والآخرة على هذا البيان
    وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •