صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 36

الموضوع: ما هو مقصود العلماء بقولهم عن عباد القبور قبل قيام الحجة أنهم مشركون..؟ الشيخ فالح

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    817

    ما هو مقصود العلماء بقولهم عن عباد القبور قبل قيام الحجة أنهم مشركون..؟ الشيخ فالح


    سؤال : هل يلزم من قولنا أن فلانا مشرك تكفيره و ما هو مقصود بعض العلماء عند قولهم أننا نقول عن عباد القبور قبل قيام الحجة أنهم مشركون و نعني بها أن نعاملهم معاملة المشركين ؟


    الشيخ العلامة فالح بن نافع الحربي - حفظه الله -
    :

    هذا لا شك ، هذا واضح مسألة عباد القبور ، من يطوفون بالقبور، من يسجدون للقبور، من يذبحون للقبور يتقربون إلى أصحابها فمقتضى النصوص الشرعية أن هؤلاء كفار لكن أيضا إذا إنتفت في حقهم الموانع ، كان في بلاد المسلمين و ليس في..و يتمكن من.. و الناس يقرأون القرآن و العلماء موجودون فيذهب إلى هذه الأضرحة و يقرب إليها و يطوف بها و يسجد و يركع عندها فلا شك أن هذا واضح ، أن هذا الحجة قائمة عليه و أنه لا يعذر نعم



    من محاضرة الشيخ التي بعنوان :( تكفير المعين).


    سؤال :يقع بعض المسلمين في أعمال شركية أو يتلفظون بألفاظ شركية جهلاً منهم بأنها مخالفة لمنهج الإسلام، فهل هم معذورون بالجهل؟ وماذا يجب على طلبة العلم والعلماء تجاه الناس في أمور العقيدة وغيرها؟

    جواب الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - :

    الحمد لله
    من وقع منه أعمال شركية أو ألفاظ شركية وهو في مجتمع مسلم ويمكنه سؤال العلماء ويقرأ القرآن الكريم والأحاديث النبوية ويسمع كلام أهل العلم فهو غير معذور فيما وقع منه، لأنه قد بلغته الدعوة وقامت عليه الحجة.
    أما من كان بعيدًا عن بلاد الإسلام ويعيش في بلاد جاهلية أو في مجتمع لا يعرف عن الإسلام شيئًا فهذا يعذر بجهله، لأنه لم تقم عليه الحجة، لكن إذا بلغته الدعوة وعرف خطأه وجب عليه التوبة إلى الله تعالى.
    واليوم مع تطور وسائل الإعلام وتقارب البلدان بسبب وسائل النقل السريعة لم يبق أحد لم تبلغه الدعوة إلا نادرًا؛ لأنه انتشر الوعي في أقطار المعمورة بالقدر الذي تقوم به الحجة، ولكن المشكلة أن غالب الذين يقع منهم الشرك الأكبر يعيشون في قلب البلاد الإسلامية، وفيهم علماء، ولا يقبلون الدعوة إلى التوحيد، بل ينفرون منها وينفرون غيرهم وينبذون الدعاة إلى التوحيد بأسوأ الألقاب، وهذه هي المصيبة العظمى.
    فالواجب على العلماء القيام بالدعوة إلى التوحيد الذي دعا إليه رسل الله عليهم الصلاة والسلام، والتحذير مما يضاده من الشرك، وبيان ما وقع فيه بعض المجتمعات من الشرك الأكبر، وشرح أسباب ذلك حتى تقوم الحجة وتتضح المحجة، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
    أما إذا سكت العلماء واستسلموا للأمر الواقع، أو صرفوا عنايتهم بالدعوة إلى أمور جانبية وتركوا الأساس كما تفعله بعض الجماعات التي تنتمي إلى الدعوة اليوم، فإن هذا لا يجدي شيئًا ولا يعتبر دعوة إلى الإسلام.

    من موقع الشيخ - حفظه الله - (رقم الفتوى 16263 )














  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    المدينة المنورة
    المشاركات
    475
    وهذا تفريغ لحوالي 23 دقيقة
    من محاضرة الشيخ فالح الحربي - حفظه الله -
    و أرجو من أخينا المفرق أن يمد يد العون في تفريغ بقية المحاضرة



    أيها الأخوة فهذه مناسبة ننتهز الكلام فيها معكم ، والحامل على الكلامِ معكم هي الصيحة الواجبة على المسلم إتجاه أخيه ، وليس المقصود هنا الكلام في التكفير وظوابط التكفير وشُعب ِ المسائل ؛ لتشعب ِ المسائل ِ في هذه القضية ِ، وإنما المقصود هو المذاكرة مع الإخوان في قضيةٍ أَكثروا الكلام َ فيها ، وخاضوا فيها ، وترتب على الخوض ِ فيها ما يُخشى على الإخوان مما لاتُحمد ُ عُقباه ُ ، عندما يخوضوا الناسُ في أمور ٍ دقيقة ، وفي أشياء ٍ لا يعلمُ تفصيلاتها إل االعُلماء ُ ، ولا يعلم إلا العلماء مايترتب على الزلل والخطأ في تلك القضايا والمسائل ِ الدقيقة ، وذلك عندما يخوضُ فيها من لايُحسن ُ القول ، ومن لايُدرك مباحث ِ القضيةِ ، وقد تدخل ُ عليه ِ الشُّبه ُ ، وقد تدخُل علي غيره ِ ، وقد يغترُ أحيانا ً بكلمات ٍ - قد تختلف ُ الأحكام ُ فيها - على عواهلها مُسلمة ً ، ولأهل ِ العلم ِ والدِّراية ِ تفصيلات ٌ أُخرى .

    وقضية ُ التكفِرُ - أيُّها الأُخوة ُ- قضية ٌ ليست بالسهلة ِ ، وإن كان هناك ما هُو واضح ٌ وجليِّ ، ولاضرر على المُسلم ِ أَنْ يتكلم َفيها ، أوْ لابُّد أَنْ يعتقِدُ ، وان لم يعتقد فهنا تأتي الخُطُورة ُ وذلك حين لايعتقد ُ العقيدة ُ التي يجب أَنْ يعتقِدها ، والتِّي لايسعي المُسلم َإلا َّ أَنْ يعتقدها .
    * فالمسلم ُ يعلم ُ أن اليهُود والنَّصارى والباطنية ُ والكُفّار ُ الأخرين ؛ فيعلمُ كُفرهُم ، ويعتقد ُ كقرَّهُم - أيضا ً - على العموم ِ وعلى الخُصوص ِ ، أَو على العموم وعلى التعيين ، أو الكفر العام والكفر العيني ، لأن أفراد الكفّار هُم كفّار على الحقيقة ،وما دام الكافر لم يُسلم ، ولم ْ يدخل في الإسلام ِ ؛ فإنَّه ُ يحكم ُ عليه ِ بالكُفر ِ ، ويعتقد ُ المسلم ويعلم ُ أنه ُ كافر ، وهنا كافر ويترتب عليه الموالاة والمُعاداةُ ِ - ويترتب عليه ِ أن نعتقد كفر الكافر ، ومن لم يعتقد كفر الكافر فعليه ِ خطرٌ - إن عرف أنه ُ كافر - ويُنطبق عليه حُكمهُ ، ويكون حاله ُ خال الكافرين بسواء ٍ .
    *هنالك من دخل في الاسلام ويمكن أن يُكفّر على العموم ِ ؛إذا أتى بُمكّفر ٍ ، فعمل عمل مُكفرا ً فنقول : من عمل عمل كذا فهو كافر ؛ فهذا عموم ٌ ، ولم يُقصِّر الكُفْرَ عل مُعين ، ولاضير في كونه ِ يقول ُ بهذا لأنَّ هذا من باب الأسماء ِ ، لأنه قد جاءت النصوص في كتاب الله وفي سنَّة ِ الرَّسُول ِ - صلى الله عليه وسلّم - كذلك عرف -أيضا ً - عن طريق أهل العلم أن من فعل كذا فهو كافر ، فعلمَ هذا عن طريق أهل لعلم ِ قرأَ هذا في كتاب ِ اللهِ وفي سنة الرَّسُولِ - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذا في سنة رسول الله فهو ينقل هذا وان لم يكن عالما ً ؛ فقد تكون هنالك أمور معلومة من الدين وواضح الأمر فيها ، ولكن تأتي الخطورة عندما يأتي الحكم - بها - على الشخص المُعين ، والشخص بعينه ِ ؛فيقال -مثلا ً - " ُفلان كافر !" فهُنا تأتي الخطورة ، ويأتي الإشكال في المسلم ، وليس هو كافرا ً أصيلا ً ، وإنما هو مُسلم ٌ ، شهد أن لا إله إلا الله وأن مُحمَّدا ً رسول ُ الله ِ ، ولايصِّح ُ أن يُقال بحال ٍ منَ الأحوال ِ أنْ من شهد أن لا إله إلا الله لايخرُج ُ من المِّلة ِ ، ولايكفُر ، فهذا لايُقال ُ ولايجُوز ُ بحال ٍ من الأَحوال ِ ، وهنالك طوائف ٌ وفِرق ٌ أخرجها أهل ُ العلم ِ بل أجمعوا ْ على إِخراجِها من الإسلام ِ ، وما أفادَها كونُها تشهَدُ أَنْ لا إله إلا الله وأنْ مُحمَّدا ً رسُولُ الله ِ ، وهِي تنقُقضها بأفعالها وعقائدِها ، وهُنالك من الفِرق ِ ما جآءَ الوعيد ُ في حقِّها ولكنَّها لمْ تخرُجْ من المِّلة ِ ، في حُدودِ حديث ِ الثنتين والسبعين فرقة ، لأنَّ هذه الأُمة تفترق ُ إلى ثلاث ٍ وسبعين فرقة ً ؛ كلهّا في النَّار ِ إلا واحِدة ً ، وهُم أهل ُ السُّنة ُ وأهل الحق ُّ والطائفة ُ المنصورة والفرقة ُ الناجية والمتمسكون بالكتاب والسُّنة ِ هذه ِ هي الفرقة الثالثة والسبعين ، ثُم َّ تأتي الفرق ُ الأُخرى التي ابتدعت ْ ، وهي في دائرة ِ الإسلام ِ، وحينئذ ٍ قدْ تكون أُمور ٌ ظاهرة ٌ في حقِّ هؤلاء ِ ، ويُحكم ُ عليه بباب الأسماء، لأن أهل السنة والجماعة لهم بابان :
    * بابُ الأسماء ِ
    * وباب ُ الأحكام ِ .
    وباب ُ الأسماء : وهو أنْ يُطلق الاسم ُ ولايُطلق َ الحُكم ُ .
    فالحكم ُ له شأنُّه ُ وله ُ ظوابطه ُ ؛ فيُطلق ُ الاسم ، ويُترك ُ الحُكم ُ .
    ومن هذه الفرق التي ابتدعت وثبت أنها أتت ببدعة ٍ و - أيضا - بمُكفِّر - فإنّهُ يُقال ُ هؤلاء مبتدعة ٌ وعلى العموم " أن أهل البدعة الفلانية ، وأهل النحلة ِ الفُلانية ِ ، وأهل المذهب ِ الفُلاني مبتدعة ٌ " ، فإن كانوا كُفارا ً و أَجمعت الأُمة ِ ، وعُلم من الدين بأنّهُم كفّارٌ ، فإنّ عوامه يتبعونَ سادتِهم ، وقادتهم وعلماءهم ومتبوعيهم ، فيتبعونهم ، فإذا كفرت فرقة ٌ من الفِرق ؛ اتبعُوا هذا ، كما حصل الشأنُ للكفار الذين قالتهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - حينما قاتلهم الرَّسُول - صلى الله عليه وسلّم - وجعلً حُكمَهم ؛ حُكمُهم ، فلمْ يُحاشِي ولم يُمانِع- عليه الصلاة والسلام - من قتالهم ، ولولم يكُونُ كُفارا ً لما قاتلهم معهم ، كقتاله ِ لقريش ٍ ، وقتاله ِ للوثنيين ، وبالنسبة لأهل ِ الإسلام ِ ومن في دائرة الإسلام والتِّي ابتدعت ْ ، فإنَّه ُ يُقال ُ عن ْ هؤلاء ِ مُبتدعة ، لأنَّهُم على أصل ِّ البدعة ِ ، ومن هُم من أفرادهم يُقال ُ - أيضا ً - بأنَّهُم مبتدعة ، و يحكم عليهم بأنّهم مبتدعة ، ويُحكم ُ عليهم بالبدعة لأن الأصل الذي هُم عليه هو البدعة ، وإن كان الشخصُ المُعيّن كمن فعل كذا من المُكفرات ِ فهُو كافر ٌ ، ومن فعل كذا من المُبتدَعاتِ فهو مُبتدع ٌ على العموم ِ فإنُّ لايُسقَط ُ عليه ِ حُكم ُ الخُصوص ِ ، وإنما يُنظرُ على الحال التِّي هُو عليها ، فإن كان الأمر ُ هذا واضح ٌ ، وجليِّة ٌ ، ومايحتاج ُ ..وقد انتفت الموانع في حقّه ِ ، وقامت عليه الحجة ، وانتفت الموانع وتوافرت الشروط ، وانتفت الموانع ؛ وهذا - غالبا ً - لايعلمه ُ إلا العلماء ُ ، ولكن إن كانت واضحة ، أوْ يعلمُ تفصيلاتها إن كانت واضِحة ً ،
    عوامهم ، فالعوام قد يفهمون ويعلمون أن هذا الإنسان قد انتفت في حقه الموانع وتوفرت في حقه الشروط فأمره ُ ظاهر ولاضيرَ أنّه ُ يعلمُ هذا ، ويعتقدوه وقد يكون هذا عن طريق فتاوى علماءهم ، عنطريق ما رأوهُ من وُضوح ابتداع هذا المبتدع ِ ، فإنَّهُ لاضيرَ عليهم أنْ يعتقدوا ْ العقيدة ، أو يعلم العقيدة ويعتقد ، وينتج عن هذا الولاءُ والبراءُ عند الشَّخص ِ ، أيضا ً إذا كان هذا الشّخص ُ هذا يأتي مُكفرا ً ، والمُكفرات - أيضا ً - منها ما هو خفي كما هو في الابتداع ابتداع ٌ ومنها الأحكام ُ الأُخرى ..،ومنها ماهو خفي ٌ ومنها ماهو جلي ٌّ واضح يعلمهُ النَّاسُ ، و يعلمهُ كُلُّ أحد ٍ ، و يعلمهُ غير ُ العلماء ، فحينئذ ٍ يعلم ُ هذا الشخص ِ أَنَّ هذا المُكفّر ، أو من أتى المُكفّر ، قد انتفت في حقه ِ الموانع ُ ، وتوفرت الشُّروط ، فلاضيرَ عليه ِ أَنْ يعلم - وطالما - أَنّه ُ قد علِم َ هذا ، أنْ يعتقد أن هذا الشَّخص َ كافر ٌ ، ويتبرأ ُ منه ُ ، ولايُواليه ِ ويُعاديه ِ ، ويتقرب ُ إلى الله ِ بعدواته ِ ، لكن فرق ٌ بين هذا وبين أَنْ يُفتي ، أَوْ يحكم ْ بحُكم ٍ ،يُشيعه ُ بين النَّاس ِ ، ويُذيعه ُ ، ويرى أنْ النَّاس لابُدَّ أَنْ يتبعوه ُ ، فليس له هذا ، وليس له أن يطعن ، لأن هنالك أمرٌ معلوم ٌ من الإسلام ِ من باب سد ِ الذرائع ِ، ومن باب درء ِ المفاسِد ، لأن النّاس لايقبلون من هذا الشَّخص ِ الحُكم َ ، ولا الفتوى لأنهُ ليس أهلا ً للحكم ، وليس أهلا ً للفتوى
    ، وقد يكون من المفاسد ِ ومن الأضرار ما يقع ُ على الشَّخص ِ نفسُه ُ ، قد يتعرض للقتل ن وقد يتعرض للاذية ِ ، ويتعرض ُ لما لايُحتمل ُ ، ويكون قد جنى على نفسه ِ و هو ما كُلفّ بهذا ، قد يُحدث ُ فتنة ً ، ويجُرُّ هذه الفتنة على غيره ِ ، حتىَّ ولو كان هذا الشَّخص ُ يقصدُ الخير َ ، وكم من يقصد الخير ولكن لايصل إليه ، فهنالك ضوابط ٌ وهنالك حدود ٌ للشخص للمطالب والمقاصد لهذه الشَّريعة ، وسد باب الفتنة والفساد ِ ، ودفع المضار والشرور عن النَّاس ِ ، فمن أشاع َ بين النّاس ِ ما يُحدِّث ُ الفتنة َ ، ويُحدثُ الشّر ، حتّى ولو كان مايفعله ُ حقّا ً ، ولكن قد يُحدث فتنة ، فلايجوز ُ ، العلماءُ يُراعون هذا ! ؛ فما بالك بالعوام ، ونحنُ نذكرُ من سنوات ٍ ولعل كثير ٌ من المسلمين علموا هذا ، أن أحد العلماء كان أفتى بفتوى وفتواهُ حق ٌ ، ثمَّ أَخَّها من لم يُراعوا المصالم ِ والمفاسِد ِ ، ونشروها في بلادٍ بعيدة ، ولو سألوا ذاك العالمَ ، وتبين له ما يرتتب عليها ، لنهاهم عن نشر تلك الفتوى في تلك البلاد ِ ، فجرت فتنة ً سمع به المسلمون في أقطار ِ الأرض ِ ، في المشارق ِ والمغارب ِ ، في بلاد ٍ بها مسلمون ، وسُفكت دماء ٌ ، وتعرض النَّاسُ لفتنة ً عظيمة ً وكبيرة ً جرت وكانت حتى في شهرِ رمضان ، ممن لم يُراعوا هذا الجانب ، ولم يكونوا علماء حتى يُدركوا ، ويُتقنوا باب المصالح والمفاسد ، في هذا .
    فاذا كان الأمر كذلك ولم يكن خفيّا ً ، وهذا مايقول به أهل العلم ، فهذا مايقول به سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ؛ ولايختلف العلماء في هذا إذا كانت الأمور ظاهرة ً وواضحة وبينّة ، فإنّه لاحرج - أو كُفر الكفّار - الذين كفروهم واضح من أهل الملل ، أو الذين أجمع المسلمون على كفرهم وخروجهم من الملة ، فإنه ُ لاحرج أن يعتقد ؛ إذا علم َ هذا ، فباحرج أن يعتقد ذلك ، وقد يعلم ذلك العوام ، ومبتدئة ُ طُلاّب ِ العِلم ، يعلمون هذا ، لكن في المسائل الظاهرة ، والبيِّنة ِ ، ولكن إن كانت المسائل خفية ً ، وشيخ ُ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - يُمثِّل على هذا بدخول ِ الجن في الإنسان ، والإيمان بوجود الجِنِّ ، فمن أنكرهُ فقد كفر ، وهذا أصل من أصول أهل السُّنة ِ والجماعة ِ ، من أَنكرَ وُجود الجِنِّ فإنَّهُ يكفُر ، ويخرج من الإسلام ِ ،وكفرهُ ظاهر ، وواضح ؛ وهذا على خلاف من أنكر دخول الجنِّ في اجسامِ بني أدم ، فإنّهُ فيه ِ خفاء ٌ ؛ خفّي ٌ ، والنَّاسُ لايُدركُون َأَنْ هذا من أصُول ِ أهل ِ السُّنة ِ والجمَاعة ِ وأَنّها من أصول العقيدة ِ ، لايُدرِكُه كل أحَدٍ ، فإذا ً يُتَوقف ُ في كُفرِ هذا الإنسانِ حتَّى تُقامُ عليه ِ الحُجة ُ ، ويُبيّن ُ لهُ ، ولايُسارعُ في تكفيره ِ ، يُخرجُ من المّلة ِ لقوله ِ :" الجِنُّ كيفَ يدخُل !؟ " وعرضتْ له شُبَهٌ ، فتُزالُ الشُّبهة ُ ، وتُقامُ عليهِ الحجة ، ذلك لو أنَّ شخصا ً ظهر منهُ مُكفِّرٌ واضح ٌ ، وظاهر ٌ - يعني كفرٌ ظاهر ؛ لكنّ هُنالك ما يمنع ُ من كُفرهِ الظاهر ِ ،هُ كأَنْ يكونُ نشأَ في بلادِ كُفر ٍ ، ولايعلم شيئا ً ، ولايعلمُ أَنْ هذا الذِّي أَتاهُ مُكفِّرٌ ، ومخرج ٌ من المِّلةِ ، أَسلم - مثلا ً - في بلادٍ لم يكن هنالك من يُعلِّمه ُ ، وحتَّى الآن ما تعلم َ ، ولم يتعلم عقيدة الإسلام ، وأَتى بشيء مما يكفُر ُ بهِ ، فيُبيّن ُ لهُ ، وتُقامُ عليه ِ الحُجة ، أَيضا ً - منْ نشأَ في بادية ٍ أَو في أحراش ٍ ، بعيدةٌ عن العلم ِ ولم يتمكن من العلم ِ ،
    فإنَّ مثل هذا حتَّى ولو كانت المسألة ُ واضحة ً ، وجلية ً ، فلايُحكمُ عليهِ حتَّى تُقام ُ عليه ِ الحُجة ُ ، وأما المسائل الخفية فهي كما ذكرنا ، ونقلنا كلام شيخ الإإسلام فيها ، وكلامِ أهل العلم ، فلابُدَّ من التَّفريق ِ في هذه القضايا ، ثُمَّ إذَّا فرَّقنا بين هذه الأُمور ِ ؛ فإنَّهُ لابُبدَّ من مُراعة ِ ما هُو للعُلماء ِ ، إذا خفيَّ علينا - مثلا ً - هل الحُجة ُ قائمة ً أو غيرُ قائمة ً ، فإنَّ هذَّا يُعادُ للعُلماء ِ ، إذا كانت - مثلا ً - المسألة ُ تحتاجُ إلى الفتوى ، وإلى الحُكم ، ُ ليُنشَّر َ بينَ النّاس ِ ،بين النَّاس ويُشاع فإِن هذا يُرجعُ فيه ِ إلى العُلماء ، وإذا كانت المسألة ُ خفية ً - أيضا ً - فلايحسم فيها العامة ُ بلْ يُرجَع ُ فيها - أيضا ً - إلى العلماء ِ ، والعُلماء ُ حتَّى ولو إختلفوا فإنَّهم لايختلفون إلا في المسَائِل ِ التِّي يسُوغ ُ فيْها الإِختلاف ُ ، وتختلف ُ فيها أنظارهُم ، والأدلة ُ على ذلك كثيرة ٌ ، فمن العُلماء ِ يُكفِّر ُ بترك ِ الصلاة ِ ومنهم من لم يُكفِّرُ بتركِ الصَّلاة ِ ؛ عندما يتركها تهَاوُنا ً ، ولم يتركها إنكارا ً لوُجوُبها ، لو أنهُ تركها إنكارا ً لوُجُوبها فإنَّه ُ يَكفُر ُ بالإجماع ِ ، لا يختلف ُ في ذلك اثنان ِ ، وَ أَما إن تركها ليسّ إنكارا ً لوُجُوبها وإنما تهاونا ً وكسلا ً ؛ فهذا هو الذِّي يُكَفِّرُونَّه ُ بعض ُ أَهل ِ العِلم ِ - بل كثيرٌ من أهل ِ العلم ِ - ومنْ أهل ِ العلم ِ من يرى الإجماع َ على هذا ، وهُ م متفقون على أَنَّه يُعاقب ُ وأَنّه ُ قد يُقتل ُ وهو ما عليه جُمهورُ أهل ِ العلم ِ ، وما قاله ُ أبو حنيفة - رحمه ُالله - : " أَنَّه ُ يُسجن حتى يموت أو يتوب ! " ؛ فهذا أمر ٌ خطير وعظيم ودليل على أهمية الصلاة ِ ،و على مكانتها من الإسلام ِ - ولاحول ولاقوة إلا بالله ِ - فكثير ٌ من المسلمين قد أضَاعُوا ْ الصَّلاة َ ، وربما الكثيرُ ترك الصَّلاة َ - مع الأسف - ؛ فهُنا يُحترم ُ إختلاف ُ العُلماء ِ ، فإَّذا خاض العلماء ُ في المسائل ، فلانأتي نحن ُ - العوام ُ - نتسارع ُ ، ويتسارع ُ المُبتدئة ُ ؛ ثمَّ إَذا صارَ الخلاف ُ ؛ صار منهم من يرمي الأخر بالإرجاء ِ ، وصارَ الأخرُ يرمي الأخر َ بالتكفير ِ ، إَذَّا كان يُكفّرُ قالوا : " هذا تكفيري " ! ، و‘ذا كان َ لايُكفّر رموه ُ بالإرجاء ِ ؛ فهذه ِ من مشاكل العوام ِ والمُبتدِئة ِ ، ولهذا إذا أُعلنت فتوى العالِم في أيِّ قضية ٍ فالنَّاس ُ لايرجِعُون إلى غيْر ِ العالم ِ ، وَلايَثِقون بغيْره ولاتُؤمن ُ الفتنة ُ ِ
    غرفة البث المباشر الجديدة - بمملكة البحرين

    http://208.98.1.71/sh_fawzi/

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    169
    اهي توبة منك وتراجع ام ان لك قولان ايها المفرق العزيز.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    817

    الأخ خالد جلالي ليست هذه توبة ولا تراجع...

    و لم تكن هي محل النقاش بيني و بين بعض الإخوة فتنبه.
    التعديل الأخير تم بواسطة المفرق ; 04-16-2006 الساعة 02:02 PM

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    106
    كان في بلاد المسلمين و ليس في..و يتمكن من.. و الناس يقرأون القرآن و العلماء موجودون فيذهب إلى هذه الأضرحة و يقرب إليها و يطوف بها و يسجد و يركع عندها فلا شك أن هذا واضح ، أن هذا الحجة قائمة عليه و أنه لا يعذر نعم

    صدق .. وهو رد جليل القدر على المرجئة!! وما أكثرهم قبحهم الله.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    72
    أيها المفرق جزيت خيراً

    جلالي لعل اخلتط عليك الحابل بالنابل

    عليك بالتأني قبل التعليق
    قال الفضيل بن عياض - رحمه الله ( إذا رأيت الرجل من أهل السنة فكأنما أرى رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ) شرح السنة للبربهاري - رحمه الله - ص 126

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الدولة
    فرنسا
    المشاركات
    75
    جزاك الله كل خيرا أخي المفرق علي جهودك (كما قال يحي بن سعيد:سألت مالكا والثوري والليث بن سعد-أضنه-والأوزاعي عن الرجل يتهم في الحديث أولايحفض?فقالوا:بين أمره.وقال بعضهم لأحمد بن حمبل :إنه يثقل علي أن أقول :فلان كدا و فلان كدا؛فقال:إدا سكت أنت وسكت أنا ؛فمتي يعرف الجاهل الصحيح من السقيم?!)

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    المدينة المنورة
    المشاركات
    475
    يا امفرّق ما أجبتني ! - رعاك الله -
    غرفة البث المباشر الجديدة - بمملكة البحرين

    http://208.98.1.71/sh_fawzi/

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    817
    يا أبا حذيفة - حفظك الله - موافق ، سأفرغ - إن شاء الله - ما تبقى من المحاضرة

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    مدينة
    المشاركات
    1,762
    جزاك الله خيرا اخي اباسلمان وبارك في الشيخ فالح ... .
    التعديل الأخير تم بواسطة فكري الدينوري ; 04-16-2006 الساعة 05:35 PM
    فكري الدينوري ـ هذا الاسم لا أكتب به إلا في هذه الشبكة فقط .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    1,036

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    116
    جزاكم الله خير و بارك الله في الشيخين الجليلين الفوزان و الحربي - حفظهم الله -

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    belgique
    المشاركات
    171
    يا أخي محمد عبد الله
    قولك: "جلالي لعل اخلتط عليك الحابل بالنابل"
    ما اختلط شيء للأخ خالد جلالي
    لعلك ما قرأت جميع المواضيع حول هذه المسألة
    وأنصحك بالنظر إلى جميع المواضيع في هذا الأمر ليتبين لك ما خفي عليك
    جزاك الله خيرا
    و بارك الله فيك

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    213
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله، وبعد:
    1- قد قيل : " الصديق من صادقك لا من صدَّقك " اهـ.
    2- حقيقة أخي المفرق - عفا الله عنك - موقفك في هذه -مسألة تكفير المعين لغير العلماء-كان فيه خلط وخبط وتناقض واضح وفاضح وعذرا على الخطاب لكن هذه الحقيقة وكما قلت في البداية: " الصديق من صادقك لا من صدَّقك " اهـ.وأعلم أن بعض الإخوة قد يستغرب مني هذا الكلام لكن لمن لم يناقشك في المسألة عبر الماسنجر قبل كلام شيخنا فالح الحربي و شيخنا صالح بن فوزان الفوزان-حفظهما الله تعالى-. لكن على العموم ‘ند تفريغ الشريط كاملا للشيخ فالح سأبين لك مواضع تناقضك وأن بعض الإخوة الذين انتقدوك فيها انتقدوك بحق و إن حذف بعضهما من الشبكة لأسباب أخرى ربما ، لكن على العموم تعير اعتقادك في المسألة إلى الأحسن.
    عذرا إخوتي فالأمر دين وكما نقلت : " الصديق من صادقك لا من صدَّقك " اهـ.
    والله أعلم.

    -قال الصحابي الجليل أبو الدرداء -رضي الله عنه- :
    (لن تضل؛ ما أخذت بالأثر)

    [ رواه ابن بطة في : ((الإبانة)) ]

    وقال الصحابي الجليل معاذ بن جبل -رضي الله عنه- :
    (أيها الناس عليكم بالعلم قبل أن يرفع، ألا وإن رفعه ذهاب أهله، وإياكم والبدع والتبدع والتنطع، وعليكم بأمركم العتيق)

    [((البدع والنهي عنها)) لابن وضاح]


    قال الحافظ الذهبي-رحمه الله تعالى-:
    "تصحيح النية من طالب العلم متعين، فمن طلب الحديث للمكاثرة أو المفاخرة، أو ليروي، أو يتناول الوظائف، أو يُثنى عليه وعلى معرفته، فقد خسر، وإن طلبه لله، وللعمل به، وللقربة بكثرة الصلاة على نبيه صلى الله عليه و سلم، ولنفع الناس، فقد فاز، وإن كانت النية ممزوجة بالأمرين فالحُكم للغالب، وإن كان طلبه لفرط المحبة فيه، مع قطع النظر في الأجر وعن بني آدم، فهذا كثيرا ما يعتري طلبة العلوم، فلعل النية أن يرزقها العبد، وأيضا فمن طلب العلم للآخرة كساه العلم خشية الله، و استكان و تواضع، ومن طلبه للدنيا تكبر و تكثر وتجبر، وازدرى بالمسلمين العامة، وكان عاقبة أمره إلى سفال وحقارة".
    [الموقظة (ص:65-67) بواسطة "مجموع الرسائل العلمية" لجمال عزون]

    أبن وجه نور الحق في وجه سامعٍ***ودعْهُ فنُور الحق يسري و يُشرقُ

    __________________________________________________ _

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    817

    بارك الله فيك أخي عبد الله الجزائري على هذه النصيحة و على إنصافك أيضا

    و رحم الله إمرءا أهدى لي عيوبي

    و لكن مسألة العذر بالجهل لم تكن محل النقاش بيني و بين الإخوة - وفقهم الله -
    التعديل الأخير تم بواسطة المفرق ; 04-16-2006 الساعة 09:23 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •