طلب العلم على شيخ غير ملتزم لمنهج السلف / للعلامة محمد أمان الجامي - رحمه الله -

طلب العلم على شيخ غير ملتزم لمنهج السلف
للعلامة محمد أمان الجامي - رحمه الله -

سائل آخر يسأل : هل يجوز لنا أن نأخذ فائدة علمية على بعض من عنده مخالفة لمنهج السلف ، يريد أن يقول : هل يجوز لطالب علمٍ أن يطلب العلم على شيخٍ غير ملتزم لمنهج السلف فيه إبتداع وفيه بعض الخرافات هل يجوز له ذلك إذا علم أن لديه بعض المعلومات في بعض المواد كالنحو والفرض والبلاغة مثلاً ؟

الجواب : أجيبك بما كان يفعل الإمام أحمد مع المحاسبي ، الحارث المحاسبي عالمٌ جليل ولكن فيه نزعة صوفية وفيه إنتماء إلى علم الكلام ، كان الإمام أحمد يمنع تلاميذه بعدم مجالسة المحاسبي لماذا ؟ لأن إذا جالست من فيه إبتداع أي نوع من الإبتداع هذه المجالسة سوف تؤثر فيك على الأقل تحبه وتتودد إليه لأنه شيخك تدرس عليه ، فلذلك نصيحتي أن تطلب العلم على من تثق دينه وعقيدته وأخلاقه ولا تجلس إلى المبتدع ، فرقٌ بين الجلوس إليه وبين الإستفادة من كتابه ، لذلك الحارث المحاسبي ينقل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية يعني من بعض كتبه في الفتوى الحموية بعض المسائل في العقيدة ، بمعنى إذا وجدت في كتاب رجلٍ مبتدع فيه علم الكلام فيه تصوف و وجدت فيه كلاماً حقاً لك أن تنقل وتعجو ، الحق ضالة المؤمن أخذها حيث وجدها ، فرقٌ بين أن تستفيد من كتبه وبين الجلوس إليه ، الجلوس إليه يجرك إلى حب البدع والمبتدعة في النهاية مع طول المدة ، هذا ما أنصح به هذا السائل . والله أعلم .