ربيع المدخلي والإرجاء : من السر إلى العلانية
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد فقد سمعت بعض الشباب يدافع عن ربيع المدخلي وأنه لم يقع في الإرجاء فقلت له إن ربيع المدخلي قد مر بمراحل وتطور من حال إلى حال ( من السر إلى العلانية ) ومن ( الغمغمة إلى الوضوح ) فقال : بين لي ؟!
فقلت له : إن مسألة ( جنس العمل ) التي تمرغ فيها الشيخ ربيع و( طحس ) فيها وأخذ ( يفحط ) فيها على أهل السنة وملأ بسببها عليهم الجو غباراً وادخنة تمويها وتلبيسا عليهم ولكي لا يتفطن له العلماء ولكن ولله الحمد قد انكشف الأمر وأصبح أمر الشيخ ربيع وأنه رأس في ( الفرقة الخامسة ) التي وصفها العلامة صالح بن فوزان الفوزان أنه من فرقة المرجئة والتي يقول أصحابها بقول أهل السنة في تعريف الإيمان لكن العمل عندهم شرط كمال فيه .
والآن إلى ما أردنا الحديث عنه فأقول وبالله أصول وأجول :
مراحل ربيع المدخلي :
المرحلة الأولى : بدأ ربيع المدخلي بالتأصيل لهذه المسألة – الإنتصار لمذهب المرجئة المردي – عندما كان يلقي دروسه في بيته وكان يعترض عليه بعض طلاب العلم فيفاجأ ربيع بأقوال أهل السنة تزلزل تأصيلاته وتقطع الطريق لما يريد الوصول إليه ولكن وكا هي عادته يصعر خده لها .
(( فهاهو الشيخ أبو رائد جاءك إلى مجلسك وأنت تشرح للشباب حديث الشفاعة وقلت إن معنى لم يعملوا خيراً قط " أي من عمل الجوارح " فقال لك ياشيخ إمام الأئمة ابن خزيمة قال " لم يعملوا خيراً قط أي على الكمال والتمام " فقلت له غاضباً أين ذكر هذا فقال لك في كتاب التوحيد فطلبت منه أن يوقفك على الموضع فلما أوقفك عليه سكت ثم قال لك إن حديث أبي هريرة عند البخاري صريح في أن آخر من يخرج من النار إنما يعرفون بعلامة السجود فقلت له هذا صحيح البخاري اقرأ علينا الحديث فأخرج الحديث وقرأه عليك وكان في آخره فقال أبو هريرة " فهؤلاء آخر من يخرج من النار " فقلت : هذا اجتهاد من أبي هريرة وأنت تعرف وأنت استاذ الحديث أن هذه اللفظة جاءت مرفوعة من طرق بل المشهور عند طلبة العلم رفعها لا وقفها ولو لم تأت مرفوعة فهي في حكم المرفوع كما تعلم ورغم ذلك كابرت وغيرت الحقائق .)) [كشف المخبوء : دراسة تحليلية لطائفة المناهجة ].
وكان الشيخ في هذه الفترة يرمي فتاوى العلماء في المزبلة لأنها بينت ما عليه أخدانه من انحراف عن منهج أهل السنة وينهى الشباب عن الخوض في ركن العلم الذي هو أحد اركان الإيمان بحجة المصلحة يقول ربيع المدخلي حاكيا عن نفسه : (( فكنت أكره الحديث عنه –أي جنس العمل– والخوض فيه لا سيما وكثير ممن يردده لا يفهم معناه وكثير ممن يعرض عليهم من أذكياء حملة العلم يشتبه عليهم حتى قال لي بعض المدرسين الجامعيين الأذكياء قبل أيام: أنا لا أدري ما المراد بجنس العمل إلى الآن.
وفي نادر من الأحيان يسألني عنه بعض الناس فأنهاه عن الخوض فيه فإذا ألَحّ ولـجّ اعترضت ببعض أحاديث الشفاعة كحديث أنس – رضي الله عنه – يخرج من النار: "من عنده أدنى أدنى أدنى من مثقال ذرة من إيمان" ، فلا يحير جواباً. )) [ كلمة حق حول جنس العمل ].
هكذا يقول ربيع وهكذا يقول طلابه ومحبيه وهذا والله الجهل فإن ( جنس العمل ) من الإيمان وتاركه كافر فكيف يجهل ربيع وتلاميذه هذا وهو الذي يعتبر نفسه وصيا على السلفية !!!! الآمر الناهي !!!
يفعل ربيع كل هذا وأهل العلم عنه في غفلة محسنين الظن به وفي الوقت نفسه قد أحاط ربيع نفسه بسياج من الجهلة والغوغاء والمميعة الذي لهم أهداف يريدون من خلالها إسقاط المنهج السلفي في المملكة وتمريغ مكانة العلماء في الطين لكي يصفوا الجو لأهل البدع المتسترين خلف ربيع أحاط ربيع نفسه بأناس ساقطين بذيئي اللسان فكل من قال أخطأ ربيع أو نقل عن ربيع ما لا يرضاه يسبونه ويشتمونه ويصدر ربيع بيانا مباشرا أو غير مباشر يكذب فيه هذا الناقل كما حدث مراراً.
ثم صدرت فتوى اللجنة في علي الحلبي
صدرت في هذه المرحلة فتوى اللجنة الدائمة الموقرة في علي الحلبي اللسان الناطق للفرقة الخامسة من فرق المرجئة والأديب المفوه السليط اللسان فلم تحرك هذه الفتوى شعره في ربيع بل حركته تجاه المرجئة وزحزحته عن أهل السنة ، فتعجبنا من موقف ربيع ومداهنته لهم وتمييعه في هذه القضية فقلنا لعله ينصحهم سرا !!! كما هي عادته !!!! . وزاد تعجبنا أكثر من أبي الحسن فهو لم يرد عليه في جنس العمل فقلنا ماذا يريد ربيع لعله !! لعله !! نتعلل لعلنا نجد منه كلمة في موضوع ينشره لاحقا يبين فيه كلام أهل السنة في الإيمان ويرد على أبي الحسن المأربي !!! ، أو نسمع منه نصيحة لأبي الحسن مسجله تطرب لها أذننا وستريح قلوبنا !!! ولعل نجد حلا لهذه المشكله ولكن !!! لا جواب !!! .
ثم موقفه من محمد بازمول وكلامه في الإيمان فلم نسمع للشيخ شيئا ولا موقف ولا رمشة عين !! فأين الغيره التي يدعيها ربيع على منهج أهل السنة ؟!! واين الغيره يا أتباع ربيع يا صوفية العصر على منهج أهل السنة ؟!! ولكننا عرفنا من تقصدون بأهل السنة تقصدون المرجئة ( الفرقة الخامسة ) الذين يخرجون الأعمال من الإيمان ويجعلونها شرط كمال !! هذا ما تقصدونه فالحمد لله الذي فضحكم وبين عواركم .
وتبين لنا أن ربيع هو على خطا مراد شكري وأحمد الزهراني وخالد العنبري وعدنان عبد القادر وعلي الحلبي وغيرهم من مرجئة العصر .
المرحلة الثانية : النصيحيتين الفضيحتين ( الإعلان بالإرجاء ) :
قام أهل البدع وعلى رأسهم أتباع أبي الحسن بإنزال مذكرة ربيع المدخلي !! ، وتفاجأ من تفاجأ بالمذكرتين الفضيحتين ، والمفاجأت الكبرى كانت بالجهر بمذهب المرجئة المردي والدعوة إلى أن جنس العمل ليس من الإيمان وأن تاركه لا يقال عن كافر بل هو مؤمن ناقص الإيمان قال ربيع : (( فإذا كان هناك أحد يقول في تارك جنس العمل إنه ناقص الإيمان أو مرتكب الكبيرة ناقص الإيمان فإنه لا يصح أن يقال عنه أنه قد وافق المرجئة )) وقال : (( كان ينبغي أن تنصحهم بعدم الخوض في جنس العمل لأنه أمر لم يخض فيه السلف فيما أعلم )) .
وبعد أن قرأ أهل السنة هذا الكلام بدأت ردودهم على ربيع وبينوا ما عليه أهل السنة من أن الأعمال من الإيمان وليست من كماله وأن تارك جنس العمل كافر ونقلوا كلام العلماء من المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين في ذلك وأن جنس العمل لا بد منه ، فجزاهم الله خيرا .
فلم يعجب ربيع هذا التصرف من ردود طلبة العلم عليه وفي الوقت نفسه كانت رودهم محرجة له فاضحة لدعواه فواجه جيوش أهل السنة وسيل ردودهم بقوله : (( وأما الردود الأخرى القائمة على الجهل والسفسطة والصادرة عن أناس مجهولين سفهاء فلن أرد عليها لأن مجارة السفهاء غير لائقة بالعقلاء ولأن العقلاء يطلبون مني أن لا أرد عليك فكيف يقبلون الرد على جهلة مجهولين سفهاء . )) !!! [أسئلة وأجوبة على مشكلات فالح ]. وعلى الخط الآخر ربيع يرد على الشيخ فالح في مسائل الإيمان ويتتابع هذيانه !!! مذكرات تلو مذكرات وربيع بين الخلط والخبط في منهج أهل السنة !!!.
ولعل سائل يتسائل ومن حقه هذا : لماذا لم يصرح طلبة العلم الذين ردوا على ربيع وبينوا خلطه وخبطه في مسائل الإيمان لم يصرحوا بأسمائهم ؟!
الجواب : أن من عرف منهج ربيع وسلاطة لسانه هو وأتباعه لن يجعل عرضه واسمه لقمة يمضغها السفهاء والساقطين ويلوكونها فإن ربيع وكما تقدم جعل حوله سياج من السفهاء وذاهبي المروءة والكذابين يذبون عنه بصفاقتهم وسلاطة لسانهم ( ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي ) !!!.
المرحلة الثالثة : العلانية والوضوح في الإرجاء والدعوة إليه :
لقد سلك ربيع بن هادي المدخلي في هذه المرحلة مسلكا كان يذمه علانية بين الناس وهو (( الكتابه بأسماء مستعارة )) وأظهر بإسم يظهر من خلاله الحرص على الدعوة ( الناصح الصادق ) ولكن ليس له من اسمه نصيب بل هو ( الخائن الكاذب ) فما الذي فعله وقدمه تحت هذا الإسم :
1- التصريح بمذهب الإرجاء : صرح علانية بأن العمل شرط كمال فقال ربيع : ((فاتركوا الخصومة في شرط الكمال فإنه لا فرق بين قوله وهي من الكمال وبين قول من قال: العمل شرط كمال ولشيخ الإسلام أقوال كثيرة في أنّ العمل كمال والإيمان هو الأصل. )) .
2- كذبه على شيخ الإسلام في نسبة أن الشيخ يقول أن العمل شرط كمال .
3- بتره كلام شيخ الإسلام : قال شيخ الإسلام رحمه الله : (( قد ذكرنا أن الإيمان قول وعمل، أما الإسلام فكلام أحمد يحتمل روايتين أما أحدهما: أنه كالإيمان والثانية أنه قول بلا عمل، وهو نصه في رواية إسماعيل بن سعيد قال: والصحيح أن المذهب رواية واحدة أنه قول وعمل ويحتمل قوله أن الإسلام قول: يريد به أنه لا يجب فيه ما يجب في الإيمان من العمل المشروط فيه، لأن الصلاة ليست من شرطه، إذ نصّ عنه أنه لا يكفر بترك الصلاة)). فحذف ربيع قوله : ((والصحيح أن المذهب رواية واحدة أنه قول وعمل )) وذهب يعتذر بأعذار واهية ويقسم الأيمان أنه لم يبتر ثم بعدها يقول بكل صفاقة وجه أن هذه قاعدة عند أتباع فالح ( الحدادية ) فقال في مقاله ( الساخر ) [ من إنجازات موقع الأثري ] وكتب هذا المقال ربيع بتاريخ 29 من ذي الحجة عام 1425 هـ فقال فيه : ((وفتحوا باباً جديداً -أيضاً - للجرح لم يسبقهم إليه علماء الأمة من أهل الحديث والفقهاء وغيرهم .
مثل : من سقطت عليه كلمة أو سطر عن طريق الغفلة فهو:
كذاب خائن مفتر إلى آخر طعنوهم لمن يحصل له شيء من هذا ولو كان نتيجة غفلة ولو من طابع ولو اعتذر وبين الناس عذره وعذر أمثاله فهو : كذاب خائن ولو دافع عنه فضلاء الناس بل لو قام الفقهاء والمحدثون يدفعون عنه هذه التهم الباطلة فهو : كذاب خائن رغم أنوفهم لأنه لا تبديل لكلماتهم ولا سيما إن صدرت من إمامهم .
وقد عقد علماء الحديث بحثاً لإصلاح السقط - الذي يقع من العلماء المؤلفين أو الناسخين للكتب - كيفية تخريج الساقط وسموه اللحق ولم يطعنوا به على أحد وعلموا الناس كيف يصلحون السقط في الصفحة اليمنى أو الصفحة اليسرى إن كان سطراً أو سطرين أو أكثر .
ولو تعدد السقط في صفحة واحدة بينوا له ماذا يصنع ولم يطعنوا فيمن يحصل منهم السقط لا من قريب ولا من بعيد , فعلى مذهب الأثريين الجدد أهل السنة المحضة أن يحذفوا هذا الباب ويستبدلوا به باباً جديداً يسمونه : باب الكذب والخيانة وليجهلوا العلماء قبلهم . )) بكل صفاقة وجه يقول أن هذا منهج لهم !!! قاتل الله الكذب والكذابين .
4- نسبته أن العمل عند السلف إنما هو عمل القلب لا عمل الجوارح ونقل من كلام شيخ الإسلام ما يظن أنه يؤيد ما ذهب إليه من مذهب إرجائي مردي .
5- أن فعلته هذه المشينة الوضيعة ما هي إلا (( الحل الحاسم )) في ظنه !!! لأنه هو الإمام المبجل الحريص على الدعوة ( الناصح الصادق ) ، فما عليكم أيها المسلمون إلا الإنصياع له والرضى بحكمه !!!.
فتبين يا أخي مما سبق توضيحه أن ربيع المدخلي أظهر ما كان يخفي وتطور طرحة لفكرة الإرجاء .
وقد صاحب هذا التطور والمراحل أمور من أهمها : إسقاطه للعلماء السلفيين : علماء اللجنة الدائمة ، الشيخ ابن باز شيخ الإسلام ابن تيمية وقبلهم أحمد بن حنبل رحمه الله وهيئة كبار العلماء !!!
فهل ربيع يستحق أن يقال عنه حامل راية الجرح والتعديل : لا وألف لا بل إمام في الخبط والخلط والبتر والخيانة والكذب على أهل السنة .
قال الكاتب : [ فارس 3003 ] في الساحة الإسلامية بتاريخ 26-9-2004
سألت العلامة سماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ - حفظه الله تعالى -
هل الشيخ ربيع - وفقه الله - حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر ؟
فأجاب : غير صحيح
وسألته عمن اعتمدوا أقوال الشيخ ربيع في تبديع دعاة من أهل السنة والجماعة ؟
فأجاب : لا عليك منهم وعليك بتقوى الله
ومن أراد التأكد فليتصل بالمفتي العام حفظه الله ، ويسأله عن هذا الكلاموقال أيضا بتاريخ 04-10-2004 : (( سألت الشيخ العلامة الفوزان - حفظه الله هل الشيخ ربيع حامل لواء الجرح والتعديل
فقال الجرح والتعديل في الحديث يعني في الراوية والرواة فقط ،
قلت يا شيخ هم يحتجون بكلام الألباني أنه قال في الشيخ ربيع حامل لواء الجرح والتعديل
قال الشيخ الفوزان : ما علينا من الألباني ولا غير الألباني
[ هنا الشيخ الفوزان لم يقر الألباني رحمه الله على كلامه عن الشيخ ربيع ، وإلا لو أقر الشيخ الألباني على كلامه لقال الفوزان كلام الألباني صحيح ، وهذا الجواب واضح ظاهر ظهور الشمس]
فقلت يا شيخ عندنا أناس يحتجون بأقوال الشيخ ربيع ، وإن لم تبدع من بدعه الشيخ ربيع قد تبدع أو تهجر
قال ما عليك منهم اعتبرهم غير موجودين ، واشتغلوا بالدعوة إلى الله ، وعلموا الناس الخير
وأسألو الشيخ الفوزان وتأكدوا ، وأقسم بالله العظيم على ذلك
فهؤلاء ثلاثة علماء لا يعدون الشيخ ربيع حامل لواء الجرح والتعديل
1- الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ
2- الشيخ الفوزان
3- الشيخ صالح ال الشيخ
والثلاثة أحياء مستعدون للإجابة على الأسئلة في كل وقت )) انتهي كلام الفارس .
قال خالد العامي : وأنا أقول بقول هؤلاء الثلاثة من أن الشيخ ربيع ليس بإمام حامل الجرح والتعديل وليس إمام يقتدى به .
والله أعلم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(( خالد العامي ))
يرفع فوق رفع الله قدر اهل السنة والجماعة .
يرفع فوق رفع الله قدر اهل السنة والجماعة .
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا خالد العامي ونفع الله بك
وأنا أقول بقول هؤلاء الثلاثة من أن الشيخ ربيع ليس بإمام حامل الجرح والتعديل وليس إمام يقتدى به .
والله أعلم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
