مخالفات شائعة يجب الحذر والتحذير منها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحد والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد::
فإن المخالفات التي يجب الحذر منها والتحذير كثيرة جداً ولكن أردنا في هذا المقال التنبيه
على مخالفات شائعة في أوساط الدعاة إلى الله فضلاً عن غيرهم من ذلك ما يلي:
أولا:
الجدال المذموم. القائم على غير علم وبرهان كما هو حاصل في الشبكات الإسلامية
وإن كانت تتفاوت في هذا المجال من مقل ومستكثر وقد ثبت في السنة ما يدل على النهي
عن ذلك والوعيد فيه قال صلى الله عليه وسلم:[ ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا
الجدل] فدل الحديث على أن الجدل المذموم سبب في انتكاسة صاحبه من الحق إلى الباطل
ومن الهداية إلى الضلالة، فكم نسمع ونقرأ لبعض هؤلاء المجادلين بالباطل في بعض ردودهم
ما يحزن المؤمن حقاً وقد يظهر المبطل هو صاحب الحق عند من لا يفقه الأمور الشرعية
فيضر هذا المجادل بغير علم أكثر مما ينفع ويضيع وقته بما لا يعود عليه بالخير غالباً..
ثانياً:
الظن السيئ. واتهام المسلم عامة وطالب العلم أو العالم خاصة بما ليس فيه وبغير بينة وهذا نوع
من الكذب قال صلى الله عليه وسلم:[ إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث] فكم من بريء قد اتهم
وظن فيه بالظن السيئ أموراً عظيمة وحكم عليه بحسب هذا الظن بأحكام جائرة فهذا يرمى بالعمالة
المذمومة أو الحدادية أوالخارجية ونحو ذلك من التهم الباطلة..
ثالثاً:
السباب والشتم، والتنابز بالألقاب، واللمز والسخرية. فهذه المحرمات القولية قد كثرت في الشبكات
فتجد التبادل من الطرفين غالباً بمثل هذه الأمور من سب بأنواعه وتنقص للأشخاص وجنسياتهم
وقبائلهم واستهزاء بذلك وهذا أمر منكر شرعاً وعقلاً وهو في الوقت نفسه مدعاة إلى توسيع
دائرة الخلاف والبعد عن صفاء القلوب وسبب مباشر لغرس العداوة والبغضاء قال الله تعالى:
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) (الحجرات:13)
وقال تعالى:(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ
عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ
لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) (الحجرات:11) وقال صلى الله عليه وسلم:[ سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر]
وقال أيضاً:[ ..... بحسب أمريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ]
وقال:[ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ] ..
رابعاً:
الظلم وعدم الإنصاف. وذلك بأن يهضم حق الطرف الآخر فلا يعطى حقه ومنزلته المناسبة لحاله
قال تعالى:(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى
أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)) (المائدة:8)
أي: لا يحملكم ويدعوكم كراهية وبغض قوم على ظلمهم بل يجب العدل معهم.
وقال تعالى:(( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ
وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)) (الممتحنة:8)
فإذا كان هذا في حال الكفار بأن يعدل معهم ويحسن إلى غير المحارب منهم فكيف بالمسلم ممن
لديه أخطاء قد يظن أنها كذلك!! وقد تكون ليست موجودة عنده فالأمر يتأكد نحوه أكثر من غيره
بأن يعامل المعاملة الحسنة ويتودد إليه ونحو ذلك..
خامساً:
العجلة وعدم الأناة وإصدار الأحكام بلا روية وتثبت. فإن الحكم على الشيء فرع عن تصوره - كما
قال أهل العلم- فكيف تحكم على مسألة لم تفهمها وتتصورها التصور الصحيح؟؟ فكم من أحكام أطلقها
أصحابها على الأشخاص أو المسائل بلا بينة فوقعوا في التناقض و الندم على ما صدر منهم وقليل
منهم من يتراجع إلى الحق فإن الرجوع إليه خير من التمادي في الباطل كما هو مشاهد في كثير
من الشبكات اليوم قال تعالى:(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ
فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)) (الحجرات:6)
وقال صلى الله عليه وسلم: [ التأني من الله والعجلة من الشيطان ]..
وفي الختام :::
أوصي نفسي وإخواني في الله أن نحذر من تلك المخالفات السابقة ونحوها ونحذر منها وأن نتصف
بأضدادها من الأخلاق الحسنة كالجدال بالتي هي أحسن عند الحاجة إليه وحفظ اللسان من بوائقه
ولزوم العدل والإنصاف وحب الخير للغير والتأني والتثبت في نقل الأخبار وتحملها وحسن الظن
بإخواننا المسلمين خاصة أهل العلم منهم،،،
والله ولي التوفيق
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
أخوكم المحب : أبو طارق
