المراة المسلمة وتفقهها في دينها
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله
اما بعد
اختي المسلمة انه مما ينبغي عليك معرفته هو ان طلب العلم لا يقتصر على الرجل دونك فانت الاخرى مطالبة بمعرفة دينك واحكام شريعتك
وخاصة وانك الراعية في بيت زوجك والمسؤولة الاولى عن تربية الاولاد ولذلك فانه من الواجب عليك تعلم ما يكفيك من العلم الشرعي بالقدر الذي يساعدك على القيام بواجباتك التعبدية على النحو الذي امرنا الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم
واعلمي رحمك الله
ان هناك عدة اسباب تستدعي تشميرك عن ساعد الجد طلبا للعلم وتفقها في دينك ومن اهم تلكم الاسباب كثرة الفتن وعظم خطرها ان لم يكن لديك سلاح قوي تستطيعين به مواجهتها ولا سلاح اقوى من سلاح العلم فبالعلم وحده نستطيع ان نميز بين النافع والضار وبالعلم وحده نستطيع ان نقوي العلاقة مع ربنا وتجنب ما يحول بين العبد وربه
ومن بين الفتن التي قد تعترضك اختي المسلمة
هي الخروج عن الملة ان لم تكوني على علم ودراية بالصوارف التي قد تؤدي الى هذا الشر العظيم ولا شر اعظم من الردة والعياذ بالله وعليه فيجب على كل امراة مسلمة ان تاخذ بالاسباب وتتعلم الاشياء التي تتسبب في بقائها على دين الاسلام لاننا نعلم ان بقاءنا على الاسلام هو بيد الله وحده عز وجل ولكن علينا ان نبذل الاسباب والله لا يضيع اجر من احسن عملا
ومن بين الفتن التي قد تعترض طريقك اختي وقوعك في محدثات الامور وما ادراك ما محدثات الامورفبالعلم وحده وبالتفقه في الدين تستطعين التمييز بين السنة والبدعة فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبه "ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار"
فرسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين لنا من خلال هذا المقال كيفية النجاة من خطر البدعة ومفارقة الجماعة وذلك بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبالبقاء مع الجماعة وهذا عند افتراق الامة بعده صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث افتراق الامم "وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي" فالجماعة هي التي تكون على مثل ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه فان علمت ان الفتن تكثر في آخر الزمان حيث يكون القابض على دينه كالقابض على الجمر افلا يدعوك هذا الى الاسراع لمعرفة دينك وتفهك فيه فان هذا لا يتاتى لجاهل ابد وانما يتاتى للذي رزقه الله علما وفقها يستطيع به ان يميز بين الضلالة والهدى
ومن الفتن التي قد تعترضك اختي الغالية هي المعاصي التي هي دون البدع كالتبرج والسفور وعصيان الزوج وقطع الرحم وعقوق الوالدين والغيبة والنميمة والنظر الى ماحرم الله والاستماع الى ما حرمه ايضا والخروج الدائم من البيت وصحبة الطالحات من النساء كل هذا و غيره من الممكن جدا ان تقعي فيه وفي شباكه ان لم تكوني على دراية به وبمعرفة حكمه الشرعي وسبل الوقاية منه
وساسرد عليك في الاخير بعضا من الآثار التي قد توقظ فيك روح العزيمة لطلب العلم
1"قوله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" متفق عليه
يقول شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى ج 20 ص 212 _213
"ولازم ذلك ان من لم يفقهه في الدين لم يرد به خيرافيكون التفقه في الدين واجب"
ويقول رحمه الله عن نفس الحديث في ج 79 ص 28
"وكل من اراد به خيرا لابد ان يفقهه في الدين "
2 قوله صلى الله عليه وسلم " من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله به طريقا الى الجنة"
رواه مسلم في الذكر(2699 _ 38 )
3 قوله صلى الله عليه وسلم " لا حسد إلا في إثنتين: رجل أتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمةً فهو يقضي بها ويعٌلّمٌها"
اخرجه البخاري كتاب العلم باب الاغتباط في العلم والحكمة ومسلم كتاب الصلاة باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه
"
اخرجه البخاري كتاب العلم باب الاغتباط في العلم والحكمة
ومسلم كتاب الصلاة باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه
3 قوله صلى الله عليه وسلم " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكان منها طائفة طيبة، قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعُشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تُمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقُُه في دين الله ونفعهُ ما بعثني الله به، فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ، ولم يقبل هُدى الله الذي أرسلتُ به" اخرجه البخاري في كتاب العلم ومسلم كتاب الفضائل
واختم هذه الاحاديث بدرة من درر العلامة سماحة الوالد صالح الفوزان حفظه الله " فالفقه في الدين هو اجل المطالب واعظم المقاصد لانه يؤدي الى العمل على بصيرة وعلى معرفة فيكون الانسان عالما عاملا مخلصا لله عز وجل في علمه وعمله وهذا هو الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم فان الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق فقال تعال " هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق "
فالهدى هو العلم النافه ودين الحق هو العمل الصالح "
وفي الختام اسال الله لي ولكم ان يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يجعلنا من المتفقهين في دينه انه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعونا ان الحمد لله رب العالمين
اختكم ام معاذ واسماء
المراجع
محاضرات في العقيدة والدعوة للعلامة الفوزان
مجموع الفتاوى لشيخ الاسلام بن تيمية
كتاب العلم للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
