يا أهل الإرجاء أحكموا سفهائكم
يا أهل الإرجاء أحكموا سفهائكم
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين
ومنهم أهل البدع المارقين والمرجئة المخالفين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آلة وصحبه أجمعين أما بعد
فإن المرجئة قد فضحت نفسها بجهالات سفهائها بما كتبوه من مهاترات
وحماقات ظنوها ردوداً علميه ، أو هكذا يريدون أن يقنعوا أنفسهم ويخدعوا غيرهم.
علماً بأني قد صرحت في خاتمة كتابي ( الأقوال الخفية للمرجئة المعاصرة )
بقولي (... وأطلب النصح والمشورة من كل أحد حريص على السنة وأما أهل
الأهواء فإنهم لا يهمهم ذلك فلا أحرص على نصحهم ،وأما المرجئة خاصة
فكل ما في الكتاب فهو عندهم باطل فمن كان هذا نصحه فهو عين الغش فكيف
نرتضيه ) وهؤلاء الذين نصبوا أنفسهم للرد قد ظهرت عقيدتهم الإرجائية
بتقريراتهم وتأيديهم لهذه العقيدة البدعية فهم يخونون من حيث ظنهم
ينصحون فأي غش أعظم من هذا .
ومع هذا كله فإن هذه الردود الكاذبة الخاطئة قد استفدت منها بعض الفوائد المهمة .
فمنها تزكية كتابي من خصوم أهل السنة من حيث لا يعلمون ،
لأن جميع الملاحظات التي لاحظوها بأبصارهم الأعمشية وبصيرتهم الإرجائية
لا غبار عليها عند أهل البصر والبصيرة من اهل السنة السلفيين التي عدوها
من عقائد المرجئة المخالفين وأما أهل البدع من المرجئة فيعدونها من عقائد
أهل السنة وينكرون على من ينكرها بناءً على أصولهم الباطلة
ولم تستطع المرجئة أن تخرج إلا مثل هذه الملاحظات مما يدل على تزكية كتابي من الأخطاء العقدية وغير العقدية فأنا وإياهم كما قال
الشاعر :
(( عداتي لهم فضل على ومنة فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا
هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا ))
علماً ولله الحمد والمنة لم يظهروا علي زلة لكي اجتنبها ولم ينافسوا أهل
المعالي وكيف وأنى لأهل البدع ذلك وهم كما قال الشاعر
(( سارت مشرقة وسرت مغربا ***** شتان بين مشرق ومغرب))
ومن تلك الفوائد التي استفدتها من مهاترات المرجئة التي سجعوا لها العناوين
ونمقوا لها العبارات كما سموها
بــ (( الرد على العرجاني فيما افتراه على الإمام الالباني ))
و (( والرد على العرجاني ونصرة الشيخين الريس والإمام الألباني ))
فاستخدموا كلمة ( الألباني ) من أجل أن يتناسق العنوان ويتناسب مع كلمة
(العرجاني ) فقط وإلا فأن الرد أغلبه ،للدفاع عن الريس وكله باطل وجهالات
ومع هذا يقولون عنها ردوداً علمية ! فكشفت لنا هذه الردود قلة بضاعة القوم
العلمية والأدبية وأنهم لا شيء لديهم يردون به إلا التطاول والتمادي فيما لا
يحسنونه فكيف يرد هؤلاء وهم لم يفهموا مسائل الإيمان بل ولا كلام المردود
عليه .
واستفدت كذلك من بعض حججهم الدفاعية عندما نقلوا كلاما لمن
يدافعون عنه في (مسألة الأعمال من الإيمان) وكنت أتوقف في بعض عباراته
ولكن ولله الحمد والمنة بينت لنا هذه النقول إشكالات في هذه المسألة علماً
بأنها قد تبينت لي من قبل بحجة أخرى من كلام صاحبها وأما هذه الحجة فهي أبلغ للرد
على عقيدة المرجئة في مثل هذا وهي عبارتهم (بأن الاعمال ركن في الإيمان)
كما سيأتي زيادة بيان إن شاء الله وهذه الردود المرذولة طافحة بما يعيبها من
كذب وتدليس وبتر للكلام ليخدم باطلهم ويستر عوارهم ومن أهم ردودهم
الغير أدبية حيث نالوا من اسمي وشخصي ومع أني أحتسب هذا كله عند الله بل
واتوقع اعظم منه وأشنع من أمثالهم .
ومن هذه الردود التي ( أشرف ) صاحبها ( واستشرف )للفتن من غير أن
يحتاط لدينه فقد سمعت رده بصوته وكان متحمساً متحامقا حيث يذكر في سياقه
ما يبطل حجته ويرد على نفسه بنفسه وعندما ينتبه من غفلته فجأة يقف ثم
يتحسر هارباً ويقول ( والله الموعد ) أو (هذا العرجاني عامله الله بما يستحق )
وغيرها من العبارات الوقحة ،
وبعد ذلك (فرغ )هذا الرد كتابة – هكذا يقول – علماً بأنه كان يقرؤه – أقول
(استفرغ ) هذا الرد المشين الذي قد يعود صاحبه فيه وطريقة قراءته له كأنه
محق وكأنه يأتي بحجج بينات وهو يقلد أهل الحق والعلم ليخدع بأسلوبه الماكر
البسطاء والسذج ولكن أراد الله فضحه فجعله (يستفرغ) هذا الرد ليقرأ ولا
يكون فيه ذلك التمثيل الظاهر والانفعال الخادع .
وفي الختام فإن هذا هو الرد المجمل وسيتبعه
- إن شاء الله – الرد المفصل ولكنه باختصار واقتضاب كذلك لأنه يكفي
في الرد عليهم الكتاب الذي ( فجعهم ) كما يقولون والحمد لله وهو كتابي
(الأقوال الخفية للمرجئة المعاصرة ) وفق الله الجميع لهداه وجعل عملنا
في رضاه
كتبه الشيخ
سالم بن محمد بن مطرف العرجاني
