ابن تيمية رحمه الله يحكي الإجماع على وجوب قتل الخوارج وقتالهم .(منهاج السنة ) ( 3 )
بسم الله الرحمن الرحيم
(أبن تيمية رحمه الله يحكي إجماع الصحابة
وعلماء المسلمون على وجوب قتال الخوارج
وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك).
( 3 )
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد :
فإن الهداية إلى الإسلام والسنة من أعظم النعم ، ولهذا يقول أبو العالية رحمه الله وهو من تلامذة الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : ( لقد أنعم الله علي بنعمتين لا أدري أيهما أعظم : أن هداني للإسلام ولم يجعلني حر وريا) أي : خارجياً من أهل الأهواء والبدع .
ولقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه الفرقة ( الخوارج ) وذكر عليه الصلاة والسلام أنهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية .
يقول الإمام الآجري رحمه الله تعالى في كتابه ( الشريعة ) : " لم يختلف العلماء قديماً وحديثاً أن الخوارج قوم سوء عصاة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وإن صلوا وصاموا واجتهدوا في العبادة فليس ذلك بنافع لهم ، ويظهرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس ذلك بنافع لهم ؛ لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون ؛ فقد حذرنا الله تعالى منهم ، وحذرنا منهم الرسول عليه الصلاة والسلام ، وحذرناهم الصحابة رضي الله عنهم .....).ا.هـ .
ولعظم بدعتهم أختلف في إسلامهم على قولين للعلماء :
القول الأول : عدم كفرهم ، وهو قول أكثر العلماء والفقهاء .
القول الثاني : أنهم كفار ، و يقول بهذا بعض علماء أهل الحديث ومنهم وهب بن منبه ، وأيوب السختياني ، والبخاري صاحب الصحيح ، وممن ذهب إلى تكفيرهم من المعاصرين ؛ سماحة الشيخ الإمام السلفي الأثري عبدالعزيز بن باز رحمه الله وكلامه موجود في الفتاوى ( 13/ ص161) وكذلك في مجلة البحوث الإسلامية عدد ( 67/ ص43) وفي شريط ( صلة السنة بالقرآن ) الوجه الأول . وكذلك في شريط ( شرح فتح المجيد / رقم 4) الوجه الثاني . وذهب إلى هذا القول من العلماء المعاصرين أيضاً فضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله في كتابه الإجابات المهمة في المشاكل المدلهمة إعداد وجمع محمد الحصين في ( ص 10 ).
وأثناء قراءتي لكتاب شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى وهو ( منهاج السنة النبوية ) وجدته رحمه الله قد نقل إجماع الصحابة رضي الله عنهم وكذلك علماء المسلمين في وجوب قتل الخوارج وقتالهم ، وأمر الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الأمر الذي عده بعض العلماء من شعب الإيمان ؛ في مواضع عدة من كتابه رحمه الله وسأذكرها لكم وهي على النحو التالي :
1ـ الجزء الأول : ( ص68 ).
2ـ الجزء الرابع : ( ص 356، ص 395 ، ص 501 ، ص 532 ) .
3ـ الجزء الخامس: ( ص149 إلى ص 153، ص 243 ، ص 248).
4ـ الجزء السادس : ( ص 112 ، ص 116 ، ص 332 ) .
5ـ الجزء السابع : ( ص 21 ) .
6ـ الجزء الثامن : ( ص 232 ، ص 233 ، ص 523 ) .
والله ولي التوفيق ويتبع بمشيئة الله تعالى الجزء الرابع.
