رسالة إلى الشيخ فالح الحربي حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى الشيخ فالح الحربي حفظه الله
آهِ قلبي لقد شكوتَ طويــلا حين خان الخليل غدراً خليلا
حين هزَّ الخلـيلُ سيفاً صقيـلا ورماحاً رمى فكنتُ القتيـلا
كنتُ أدري وقد صحبتُ الجَهولا أنَّ داءَ الجَهول أعيا الفحولا
ما عقِلتُ ما كان من قبلُ قيـلا رام من يرجو الوفا مستحيلا
لا تلمني فسوف أرخي السدولا وأكف على الصِّحاب العويلا
لن أطيلَ البكاءَ لا لن أطيــلا كل ما مرَّ ليس يرضى القُفولا
سوف أمضي ولن أطيعَ العـذولا لستُ أرضى بأن أعيشَ ذليلا
سأغذُّ المسيرَ أجري الخيـــولا وأجرُّ على الفلاة الذيــولا
وأؤمُّ الشـجاعَ ذاك النبيـــلا في علاءٍ علا المعاليَ طــولا
من أذاق العداةَ ويلاً وبيـــلا في زمانٍ ترى الأسودَ عُجُـولا
عند أهلِ السدادِ نال القبـــولا وأنال الشبابَ نهجاً أصيـلا
ليت شعري هل أبصرنَّ مثيــلا لإمامٍ في الحسن يسبي العُقولا
أنت شمسٌ ولا أراها عديـــلا إن طلعتَ مضتْ تريد الأُفـولا
خذ فؤادي فقد أتــاك رسـولا يحملُ الشِّعرَ في هواكَ جميــلا
قد أتاك وكم تعـنَّى الوصــولا من أراد التمورَ وافى النخيـلا
جُدْ عليه بالحبِّ واعــطِ الجزيلا واسقِهِ من عطفكمْ سلسـبيلا
فحياةُ الكريم في أن ينيــــلا وعياذاً بأن تكـــون بخيلا
ما عليك وقد هُديتَ السبيــلا أن يضلوا فقد أبنتَ الدليــلا
ما عليك إذا تردَّى عليــــلا كل غاوٍ ومن أتاك خـــذولا
ما عليك إذا نصرتَ الرســولا أن يسوقوا ليدحروك المــغولا
يا ابن حربٍ والحربُ دقَّت طبولا حربُ "حربٍ" تريك شيئاًٍٍ المهولا
من رماكمْ فقد تهاوى سـفـولا أو قلاكمْ فقد أبان الدخيـــلا
إنَّ دربَ العلاء يُغري العَقـولا ودروب الخنوع تغوي الجهــولا
بيد أنَّ العلاءَ أمسى ثقيــلا لا تداهنْ وترضَ عنه بديــلا
مُتْ عزيزاً كما تحبُّ جليــلا وحذاري من الحياة ذليــــلا
ليس فيها سوى المقام قليــلا ثمَّ يومٌ نقوم فيه طويـــــلا
بقلم / أحمد المساح – الاثنين 6 / 6 / 1424هـ
