(( أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام وفتنة الصوفية ))

(( أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام وفتنة الصوفية ))


يستدل بعض أهل التصوف والجهل بأحاديث منكرة ؛ بل ومكذوبة في سبيل نصرة مذهبهم في القول بنجاة أبوي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنهما ماتا على الفطرة والإسلام ، ويبالغ بعضهم في الضلال أكثر فيقول : بأن آباءه عليه الصلاة والسلام وأجداده كذلك !
فمن تلك الأحاديث ما أجمع الحفاظ على القول بأنه موضوع ؛ كحديث إحياء والديه وإيمانهما به عليه الصلاة والسلام ، ثم موتهما
بعد ذلك !

ومن تلكم الأحاديث المنكرة ما رواه : الطبراني في ( المعجم الكبير)
24 / 259 برقم ( 660 ) ، وابن أبي عاصم في ( الآحاد والمثاني)
5 / 470 - 471 برقم ( 3165 ) ، وابن مندة كما في ( الإصابة )
لابن حجر ( 4 / 297 - 298 ) برقم ( 397 ) ، وأبو نعيم في
( معرفة الصحابة ) 6 / 3324 برقم ( 7624 ) ، وغيرهم من طريق : عبد الرحمن بن بشير ، عن محمد بن إسحاق ، حدثني نافع مولى ابن عمر ، وزيد بن أسلم : عن ابن عمر 0 وعن محمد بن المنكدر ، عن أبي هريرة 0 وعن عمار بن ياسر رضي الله عنهم قالوا : ( قدمت درة بنت أبي لهب المدينة مهاجرة ، فنزلت دار رافع بن المعلى الزرقي ؛ فقال لها نسوة جلسن إليها من بني زريق : أنت ابنة أبي لهب الذي قال الله عز وجل : ( تبت يدا أبي لهب وتب 0 ما أغنى عنه ماله وما كسب ) ؟
ما يغني عنك مهاجرك ؟
فأتت درة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فشكت إليه ما قلن لها ، وقال : اجلسي 0 ثم صلى بالنساء الظهر ، وجلس على المنبر ساعة ، ثم قال : يا أيها الناس ! مالي أوذى في أهلي ؟ فوالله ! إن شفاعتي لتنال بقرابتي حي : حادٍ ، وحكم ٍ ، وصداء ، وسهلب يوم القيامة ) 0
قال الهيثمي : ( فيه عبد الرحمن بن بشير : وثقه ابن حبان ، وضعفه أبو حاتم ، وبقية رجاله ثقات ) 0 ( المجمع ) 9 / 258 0

وقال أبو حاتم : ( منكر الحديث ، يروي عن ابن إسحاق غير حديث منكر ) 0 ( الجرح والتعديل ) 5 / 215 برقم ( 1013 ) 0

فالحديث منكر من جهتين اثنتين سنداً : ضعف عبد الرحمن هذا ، وكونه يروي المناكير عن ابن إسحاق 0
ولهذا أورد ابن أبي حاتم الحديث في ( العلل ) 2 / 74 - 75 برقم ( 1717 ) وقال : ( قال أبي : هذا حديث ليس بصحيح عندي ) 0

أما توثيق ابن حبان فلا يعتد به لو كان معتبراً ، ذلك لأن الجرح هاهنا مفسر بكون عبد الرحمن منكر الحديث يروي المناكير ؛ فكيف وتوثيق ابن حبان معروف عند أهل الصنعة الحديثية بأنه غير موثوق به ؛ لأنه كان يوثق الضعفاء والمجاهيل ؟
أما توثيق دحيم له ؛ فلا يعتد به لأنه من طريق علي بن الحسن الجراحي الكرخي، وهو نفسه متهم ومتساهل في الحديث 0 ( لسان الميزان) 3 / 470 ، 4 / 257 0
ولهذا جزم الحافظ ابن حجر رحمه الله في ( الإصابة ) بأن عبد الرحمن هذا ضعيف ؛ اتباعاً منه للقاعدة الصحيحة التي بيناها 0

تنبيه : للعلامة علي القاري رسالة في بيان معتقد أبي حنيفة رحمه الله في أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام ، وأنهما ماتا على الكفر0 وكذلك للعلامة إبراهيم الحلبي صاحب ( ملتقى الأبحر) في الفقه الحنفي رسالة حققتها بحمد الله ، ونشرتها في ( مجلة الحكمة ) في شأن أبوي الرسول عليه السلام ، وبيان بدعية وضلال القول بأن آباءه وأجداده عليه السلام إلى آدم عليه السلام : كلهم مسلمون !!

اللهم اجعلنا هداة مهتدين 0

كتبه الشيخ علي رضا