1 مرفق
يا مدخلي بضاعتك رخصية مزجاة لا يريدها أهل الجزائر ولا غيرهم
يا مدخلي بضاعتك رخصية مزجاة
لا يريدها أهل الجزائر ولا غيرهم
بسم الله الرحمـن الرحيـم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله قائدنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، وبعد :
لقد رأينا مؤخراً زيارات متـتالية لأتباع ربيع المدخلي السعودي وأتباع يحيى الحجوري اليمني إلى بلد الجزائـر ، ووُجهّت أنظار هؤلاء صوب هذا البلد الطيّب أهله ، وكلٌ منهما يسارع لتلقف من يجدونه أمامهم من الشباب الأغمار ، ولأنهم على دراية أن في الجزائر شباباً متحمسون لطلب العلم والنهل من خيرات العلوم والبحث الحثيث ( الجاد – وهم كذلك نسأل الله أن يبصرهم بالحق - ) عن منهجٍ نقي خالص يتماشى والمنهج النبوي وما كان عليه سلف الأمة الذين إذا تكلموا اخلصوا لله رب العالمين ، والذين لم يكن لحظوظ أنفسهم شيئا يؤثر على نقاوة الإتبـاع .
فقد ابتلينا – ولله الحكمة البالغة – بهذا المدخلي الذي أدخل نفسه في ما لا يحسنه وتكلم بخلط كثير عجيب غريب مزري ، وأصبح يهذي ويضرب في أودية الضلال ، ويحكم على كل من لا يوافقه على جهلـه – لأنه يرى نفسه إماماً كبيراً مطاعاً في قومه للأسف – فحكم على مخالفيه بأحكام جائرة بائـرة ظنها الأتباع – الجهّال - أنها جرحاً وتعديلاً للأسف الشديد ، بل وطغى به الحـد إلى أن وصل إلى ذروته في تكفـير مخالفيه – عيـاذاً بالله من سوء البغي على عباد الله بغير حق - ، فأصبح بذلك المدخلي الآن مرضاً عضالاً خبيثاً لا يُرجى شفاؤه فكان ولابد التحذير مـن عَدواه وانتشارها ، وأنه شرٌ مستطير وعَاقبة تفشيه تنذرُ بالبـلاء والشر المستطير على هذا الشباب الغر المسكين ... والذيـن وُجهُّوا لجهلهم وصُدُّوا عن أكابر علمائهم الربانيـين الأفذاذ من أمثال العلامة الفقيه صالح الفوزان ، والعلامة صالح اللحيدان ، وعلماء اللجنة الدائمة للإفتاء ، والمفتي العام وغيرهم كثير ولله الحمد والمنة ، فبَدَل أن ينصح المدخلي الشباب بالرجوع إلى هؤلاء ، أوقعهم في شَرَكِه وقيّدهم بجنـوده الغلمان الصغار الرعاع ، وسمّاهم وحدّدهم وأوكَل لهم مهمة القيادة بالنيابة عنه ، وهم معروفون بالجهل والعُجبِ بالسفسطات المدخلية وخفّة العقل والتقليد - الكلِّي التام - للقائد والموجه الأعلى لهم ربيع ، فأصبحوا بذلك أسوأ وأشر من الحزبيين القدامى والجدد وظهرت بسببهم نبـتة شيطانية شرّها عظيم تنفث جهالات وضلالات بدعوى العلم وحب السنّة ، وما أكثر الدعاوى الرنانة ، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لو يعطى الناس بدعواهم ، لادعى رجال أموال قوم ودماءهم لكن البينة على المدعي ... )) [ الحديث ] ، وللأسف انزلق كثير من الشباب الذين أسسوا بنيانهم على شفا جرف هار وهي الثرثرة المدخلية والإرهاب الحدادي ، والله تعالى يقول : { أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ } ، فلا تغني الظنون الحسنة في الرجال ولو كانوا من كانوا ، وقد أمُر المسلم أن يكون ( كيساً فطناً ) ، كيف ذا ولما عُرضت تخبطات المدخلي على علماء أهل السنّة ردوها وبيّنوا أنها ضلال وأنها تصادم السنّة ، كاستدلالاته في التنازل على الأصول والأمثلة التي ضربها ولا تمتُ للموضوع بصلة فاستدل بها على جواز التنازل عن الأصول ثم يقول أنا ما قلت ..أنا كذا .. وذهب يراوغ لما كُشِفَ جهله في تلك الإستدلالات ، ثم في مسألة التقليد كيف يُحمّل الناس فوق طاقتهم وأنه يجب كذا ولا يجب كذا وذهب يضرب شمالاً ويميناً وجعل الإتباع كالتقليد ، وفَرضُ سؤال طالب العلم والعامي للعالم وأن يأخذوا بفتواه إلى أن يظهر بالدليل خلاف ما قاله ذلك العالم فيرجع الكل حينها إلى الحق ، وفي مسألة الإيمان أكبر ورطة فضحت المدخلي على رؤوس الأشهاد وأنه مقلّد منحرفُ العقيدة لم يؤصلها كما هي عند العلماء الربانيين بل وصرح أنه لا يعرف ما معنى ( جنس العمل ) ويقول أن هناك دكاترة وغيرهم يُشكَل عليهم هذا اللفظ – ولعله يقصد نفسه وتلاميذه - ثم أخذ يبحث عن شـرحٍ يفيده – في كتاب صغار طلبة العلم - فإذا به ينـزلق في متاهات أخرى وعقائد لفرق أخرى ! نعم ، فسبحان الله أيكـبُر عليك أن تقول لا أعلم ! أم لأنك إمام الجرح والتعديل كما يقول عنك الأتباع ولا ندري من لقبّك بهذا اللقب إلى الآن !!!!! ، فتكبّرت على السؤال واعتمدت على عقلك القاصر وجهلك الفظيع فأخذت تحارب أهل السنّة وتكفرهم لأنهم بيّنوا جهلك في العقيدة ، ومن ذلك أيضاً حديث الهرولة الذي قلت عنه ما قلت ولم نرى عالماً ربانياً أجاب كما أجبت وحديث (خلق الله آدم على صورته ) الذي تخبطت فيه أيضاً وغيرها من الأحاديث ، ثم في مسألة الجرح والتعديل هذا الذي إذا أطلق يُراد به قواعد وضوابط الكلام في الرواة في علم الرواية ، وأن لها شروطاً ومعايـير محددة ثم إذا بك تريد أن تجعلها بحزم وشدة هي نفسها التي تطبق في الحكم على الإنسان بالبدعة والضّلال ، وهذا من أجهل ما رأينا في فتنتك وحربك الضروس هذه والغرابة على من أيدك في هذا التخبط أو سكت خوفاً من لسانك السليط - وسيحاسب على سكوته عاجلا أم آجلا – فبسكوتهم غرروا الشباب ممن لا علم لهم وعلى أنك مصيب في هذا التلاعب بكتب المتقدمين وضرب بعضها ببعض ، قاتلك الله ، فالحكم على الإنسان بالبدعة يكون من خلال ما فارق به منهج أهل السنّة والجماعة .. هذا المنهج المستمد من كتاب الله وسنّة نبيه وما سار عليه السلف واستقرائهم للوحيين وليس معنى أنه راوٍ !!! ويجب أن يُعرض على قواعد الرواية !! ، سبحان الله كيف أدخلت علماً محدداً ضيّقا في إطاره المحدد له وهو الجرح والتعديل في علم الرواية ، أدخلته في باب واسع جداً وهو الفتوى والإستبناط والأحكام .
فالله المستعان على جهل المدخلي هذا المرجئ الذي أفسد عقولاً كثيرة من شباب الأمة ، هذا الذي يرى نفسه قائداً لهم وموجها ومنظرا .. فأي حزبية أبشع بعد هذه يا مدخلي !!!! والله حسيبك وهو الذي يتولاك في الدنيا والآخرة .
فعلى شباب الجزائر وغيرها ممن بقي في عقله ذرة خوف من الله وتتبع صادق لدينه ، أن يعرضوا ضلالات المدخلي على كبار العلماء – وقد سبق من قِبل الكثيرين لكن الشيطان له مداخل كثيرة في الصد عن الحق - ، لذا اعرضوها بأنفسكم أنتم على العلماء وخذوا بالحق واتركوا عنكم منهج المدخلي الإرهابي الضال الذي رفضه الكثيرون في المملكة فأخذ يُصدّره إلى دولٍ من هنا وهناك ومنهم الأعاجم الذين لا يعرفون حتى العربية ، فلسنا بحاجة إليه ولترد إليه بضاعته الرخصية المليئة بالبدع ، وليسعنا علم كبار علمائنا الربانيين الذين لم يعرف عنهم هذا التخبط والجهل الفظيع .
وإليكم في الأخير إجابة الشيخ فالح الحربي – سلمه الله ورعاه – على ثلاثة أسئلة مهمة كالتالي :
سؤال : هناك شباب صغار يستفتون أصاغراً في العلم ومن تلوث بالإرجاء المدخلي مثل العتيبي والشمري وبازمول وغيرهم .. ويتركون الرجوع إلى كبار العلماء ، فما تعليقكم بارك الله فيكم ؟! .
الجواب : والله هذا خطأ ، خلل في منهجهم لأنهم ما عرفوا المنهج السليم الصحيح ، وينبغي : ( ومن ورَدَ البحر استقل السواقي ) ، هؤلاء أناس لديهم أشياء وأمور - ومع الأسف - لوثتهم وهم ليسوا علماء وإنما هم مُقلدة يدورون في فلك بعض الأشخاص حتى المدخلي هو مقلد وهؤلاء من شر المقلدة للمدخلي ولما هو عليه من الإنحراف والضّلال في المنهج والمعتقد ، ومتعصبة للإرجاء وللمنهج المخالف ، فما يبنغي أن يُرجع إليهم في الحقيقة يُرجع إلى العلماء سواء أهل السنّة من ما مات منهم أو الأحياء كما جاء عن السلف : ( من كان منكم مستناً فليستن بمن مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ) ، فأهل السنّة الذين ماتوا على السنّة يُرجع إليهم وكتبهم وعلمهم مشاع وموجود بين أيدينا ، والعلماء الموجودون أيضاً من أهل السنّة معروفون ويُرجع إليهم لا يُرجع إلى هؤلاء ولا يُرجع إلى الحزبيـين والحركيـين ، هؤلاء لا علم عندهم بل عندهم السَفه وعندهم التقليد الأعمى وعندهم الخلط في المنهج والمعتقد .
سؤال : ماذا تقولون عن زيارات أتباع المدخلي وأتباع الحجوري المكثفة إلى الجزائر والتركيز عليها ؟! .
الجواب : هذا يعني أنهم خافوا على أهل الجزائر الذّين هم على منهجهم وتأثروا بهم فهم يذهبون إليهم لأجل أن لا يُشوَّشَ عليهم من غيرهم مع الأسف ، يريدون أن يبقوا في حبائلهم مرتهنين ولا يخرجوا عن دائرتهم ، هذا يعني أن القادة والرؤساء أمروهم أن يذهبوا إلى هؤلاء من أجل أن يثبتوهم على الباطل ما هم عليه ، لأننا ما نعلم أنهم نشروا في الجزائر إلا الباطل والإرجاء والإرتباط برموزهم وبقادتهم في الضّلال .
فينبغي أن يَحذرهم أهل الجزائر وهم لن يجدوا منهم خيراً لأن أهل البدع لم يُجري الله على أيديهم خيراً أبداً كما ذكر هذا بن حزم وغيره من أهل العلم ، بل الإمام وغيره وكل الأئمة .. أئمة السنّة حذّروا من أهل البدع وأنه لا يجري على أيديهم خير ، خصوصاً يعني أن هؤلاء نعرفهم بالحمق والجهل والإندفاع الأهوج لا نستثني منهم أحداً وقد يقول القول اليوم ثم إذا تغيّرتقليداً للرئيس وللرمز ثم إذا تغيّر هو يتغيّروا معه وهذا دليل أنهم ليس لديهم منهجية وليس لديهم ثبـات على الحق وهذا شأن أهل البدع ، لو كان عندهم حق ثبتوا عليه ولا تَبعَ بعضهم بعضاً في الحق ، وأنتم ترون أنهم هم أيضاً يحصل بينهم أمور وتناقضاً في هذه الأيام .
سؤال : يعني لعله من أكبر الأدلة على انحرافهم هذه الأيام أو هذه الفترة الأخيرة أن كتبهم في الإرجاء وكتبهم في الأصول المدخلية يتحاشون أن يقرضها لهم أو يقدمها لهم كبار أهل العلم مثل الشيخ الفوزان والشيخ اللحيدان ؟! .
الجواب : لأنهم يعرفون أن العلماء لهم موقف منهم ، ومع الأسف الحقيقة أكثر من تضرّر بهؤلاء مع الأسف هم أهل الجزائر ، وربما الآن إرجائهم طبّق الدنيا والعالم ، وهم لا يألون جهداً في نشره وفي دعمه ، وكما تذكر أنهم قد كثّفوا الذهاب إلى الجزائر وكذلك حتى إلى الدول الأوروبية في بريطانيا وفي غيرها ، وفي أمريكا ، حتى حصلت ثورة لما خالفناهم نحن على المنهج وعلى المعتقد صارت ثورة ولا يزالون يحاولون أن يُثبِّتُوا أؤلئك وأن لا يَخرُج منهم أحد عن منهجهم الخبيث : الإرجاء ، والتبعية العمياء .
هذا ونسأل الله كمال العقل والثبات على الحق والهدى ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن .
كتبه المنتصر للحق وأهله
- بن حمد الأثري -
