فالله المستعان منك يا ظفيري وشبكة الخراب فلقد قلبتم الموازين
. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
: أما بعد
قد ذكر المفتون خالد بن ضحوي الظفيري في رسالته إجماع العلماء والتحذير من أهل البدع والأهواء في الفصل الثاني الشدة على أهل البدع منقبة وليست مذمّةفقال : لقد كان السلف الصالح يمتازون بمعاملتهم لأهل البدع بالشدّة والقسوة،
وكانوا يعدون هذه الشدة على أهل الأهواء والبدع من المناقب والممادح التي يمدح بها الرجل عند ذكره، فكم من إمام في السنّة قد قيل في ترجمته مدحاً. له كان شديداً في السنّة، أو كان شديداً على أهل الأهواء والبدع وما كان باعثهم على هذه الشدّة إلا الغيرة والحميّة لهذا الدين، والنصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. ثم ذكر كلام ابن الجوزي عن الإمام
أحمد –رحمه الله - : (( وقد كان الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل لشدة تمسكه بالسنّة ونهيه عن البدعة يتكلم في جماعة من الأخيار إذا صدر منهم ما يخالف السنّة، وكلامه ذلك محمول على النصيحة للدين )) ثم علق هذا المفتون على كلام إبن الجوزي فقال: ولكن - والله المستعان - قد انقلبت هذه الموازين، وتغيرت هذه المفاهيم فأصبح اللين والموادعة لأهل البدع هي المطلوبة، بل هي الواجبة والممدوحة وأصبحت الشدّة على أهل البدع يمتاز بها أُناس معيّنون قليلون، وأهل زماننا لهم عائبون
فأقول : فالله المستعان منك يا ظفيري وشبكة الخراب الحزبية والله لاأنتم الذين قلبتم الموازين وغيرتم المفاهيم فأصبحتم تعيبون العلماء وتلميزونهم وتصفونهم بالحدادية مثل ما وصفتم به فضيلة الشيخ العلامة فالح بن نافع الحربي حفظه الله وما وذنبه إلا أنه تكلم في أشخاص راى منهم أخطاء وكلام الشيخ لله الحمد والمنة محمول على النصيحة وهذا الإمام أحمد بن حنبل كان يتكلم في جماعةمن الأخيار إذا صدر منهم ما يخالف السنة وهل عابوه أهل زمانه و وصفوه بما
وصفتم به الشيخ فالح أم مذا نصف كذالك الإمام أحمد أنه حدادي ؟
وفي الأخير والله إني أراك ياخالد الظفيري ومن على شاكلتك أنتم الذين قلبتم الموازين فأصبح اللين والموادعة لأهل الأهواء والتمييع هي المطلوبة ,اصبحت. الشدة على أهل البدع والأهواءهي الحدادية المذمومة
..........................................
قال الذهبي في ذكر مناقب إمام أهل السنّة في عصره أبو محمد الحسين بن عـلي بن خلف البربهاري قال "كان قوالاً بالحق، داعيةً إلى الأثر، لا يخاف في الله لومة لائم ".
