بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ، وبعد :
فلا شك أن كل إنسان منَّا مسؤلٌ أمام الله عز وجل عن كل صغيرة وكبيرة ، ودقيقة وجليلة ، يتكلم بها أو يكتبها ، قال الله تعالى : {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (18) سورة ق .
وقال جل شأنه : {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} (49) سورة الكهف .
وقال جل شأنه : { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِين َ* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} (10) (11) (12) سورة الإنفطار .
وهذه الآيات العظيمة تبعث في نفس كل مؤمن يخاف الله ويتقيه الحذر من زلات اللسان ، ولقد رأينا هذه الأيام الجرأة العظيمة عند هؤلاء القوم ، فنجد عندهم الكذب ، والفجور ، وقول الباطل.
ولقد وقفت على مقالات كثيرة للمدعو / سلطان بن محمد الجهني أصلح الله حاله . وهو نزيل مكة المكرمة ( حرسها الله ) . و ( أحد كتاب منتدى سحاب ) تلك الشبكة التي تدعي كذبا ً وزوراً (السلفية ) وهي منها براء ، كبراءة الذئب من دم يوسف .
[poem font="Simplified Arabic,4,royalblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وكل يدعي وصلا ً لليلى = وليلى لا تقر لهم بذاك َ [/poem]
ولقد تعجبت أشد العجب من هذا الرجل الذي هو للجهل أقرب ، فنجده هذه الأيام يكتب المقالات ، ويعلِّق عليها ، ويحاكم ما فيها إلى علمه القاصر ، وفهمه الضعيف ، حيث ذُكر لنا من طرق عده ؛ أن الرجل غير منضبط بضابط العلم الشرعي ، فهو كما قيل عنه وقد تأكدت بنفسي من هذا الأمر أنه ( معلم رياضيات ) .
وكما قال الشيخ العلامة صالح بن فوزان ـ حفظه الله ـ في معرض رده على الإخواني طارق السويدان ـ قبحه الله ـ حيث قال : ( أنه طفيلي ) يعني متطفل على علوم الشريعة .
وللشيخ العلامة محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ كلاما ً نحوه حيث قال : ( ينبغي أن لا نقبل كلام من ليس من أهل الاختصاص ، فالفيزيائي مثلا ً لا نقبل كلامه في التاريخ ، والطبيب لا نقبل كلامه في الفقه ) أ هـ . ما أذكره من كلامه ـ رحمه الله ـ .
وما قرأناه هذه الأيام لهذا الرجل يدلك على هذا ، فيحكم على كلام العلماء ، ويتصدى لمقالاتهم بفهمه القاصر ويعارض كلامهم ، بل ويكذب عليهم ، بل قال عن أحد علماء السنة في هذه البلاد ممن شُهد له من قبل الثقاة من أئمة المنهج السلفي بالعلم والفضل والعقيدة الصحيحة ، قال عنه كلاماً لا يجرؤ عليه إلا من عنده سفه في العقل ، وبلادة في الذهن ، وقلة بصيرة ، وذلك حينما قال في أحد مقالاته : ( حامل لواء الحدادية في هذا العصر ) ، وغير ذلك من الكلمات والعبارات التي أصدرها هذا الرجل وهي محفوظة عندنا ، وهذا اتهام خطير سيتحمل ( الجُهني ) تبعاته في الدار الآخرة ، حينما يقف أمام الواحد الديان الذي لا يظلم أحداً ، فماذا عساه أن يقول ، إلا إذا تدارك نفسه بالتوبة النصوح ، أما تبعاته في الدنيا فلا تأمن أن يطالبك أهل الأعراض التي نهشتها بغير حق عند أهل العدل والإنصاف ، فنحن ولله الحمد والمنة في بلد يحكم بالشريعة . فاتق الله في نفسك ، وتب إلى ربك ، ودع عنك التقليد الأعمى ، ولا تكن مطية لغيرك ، وإلا شابهت الببغاء وصدق عليك قول من قال :
[poem font="Simplified Arabic,4,royalblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ملأ الجو صراخاً = بحياتي قاتليه
أثر البهتان فيه = وانطلى الزور عليه
ياله من ببغاء = عقله في أذنيه[/poem]
واجعل نصب عينيك قول الله تعالى:
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) سورة الإسراء .
ونقول لك :
[poem font="Simplified Arabic,4,royalblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ما أنت بالحكم الْتُرضى حكومته ..........................[/poem]
ثم اعلم أنت يا ( جُهني ) ومن معك من جُهلاء ( سحاب ) أن كلام العلماء يحكم عليه أهل العلم وهم المنضبطون بالعلم الشرعي المستمد من كتاب الله وسنة رسوله بفهم سلف الأمة بعدل وإنصاف، ولا يجوز بحال أن يَحكُم عليه الجهلة وأهل التخصصات الرياضية ، لأنه ليس معادلة حسابية ، أو مربعات ومثلثات ، أو غير ذلك . فإذا حصل وحكم الجُهَّال سادت الفوضى وعمَّ الجهل ، كما يحصل الآن في منتدى التحزب ( سحاب ) .
فهذا هو الذي ننصحك به ، وندعوك أن تشمِّر عن ساعد الجد في تعليم الصبْيةِ ما ينفعهم من العلوم الدنيوية وأن تكرِّس جهودك في هذا لأن الأمة بحاجة إلى متخصصين في علم ( الرياضيات ) ، ولسنا بحمد الله بحاجة إلى جهلاء وبلداء يحكمون على العلماء بجهلهم وقلة بصيرتهم ، وكذلك ننصحك بأن تطلب العلم الشرعي لترفع عن نفسك الجهل ، وهذا يكون عند أهل العلم المؤصَّلين على السنة في بيت الله الحرام ، أو في مساجدها ، ولو استدعى الأمر أن ترحل إلى المدينة النبوية أو الرياض ( عاصمة التوحيد والسنة) ففعل غير متردد ولا نادم. هداك الله وردك إلى الحق رداً جميلاً .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
