شريط للشيخ الألباني : حكم صاحب العقيدة السلفية ومنهجه فى الدعوة اخوانيا

سلسلة الهدى والنور رقم 609 / كاملا

حكم صاحب العقيدة السلفية ومنهجه فى الدعوة اخوانيا حركيا


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد:
فهذا احد اشرطة سلسلة الهدى والنور من الدروس العلمية والفتاوى الشرعية لشيخنا المحدث العلامة محمد ناصر الدين الالبانى – حفظه الله – ونفع به الجميع قام بتسجيلها والتأليف بينها محمد بن احمد ابو ليلى الازهرى.
أخوة الايمان والان مع الشريط التاسع بعد المائة السادسة على واحد .

النهى التام عن القيام للقادم

الشيخ : لقد عرفوا ان هذا القيام اولا هى وسيلة نفاق اجتماعى وليس وسيلة اكرام بدليل ان المسلم الصالح الدين اذا دخل المجلس لا احد يقوم له ولا احد يأبه له على العكس من ذلك اذا كان هناك شخص وجيه وقد يكون من فساق القوم فتجد الناس يقومون له قياما ايش هذا القيام؟ يقولك هذا عادى من باب الاكرام لماذا لاتكون هذه العادة الشاملة لكل مسلم سواء كان ذا جاه أو ليس كذلك فاذا هذا ليس وسيلة اكرام وانما هى وسيلة رياء و نفاق ففى اى مجتمع شاع فيه النفاق بكل أشكاله وأنواعه وأساليبه هو هذا الذى يشيع فيه مثل هذه الوسيلة ثم تسمى لتسليكها ولتبريرها وتسويغها تسمى بعادة من أجل الاكرام والاحترام هذا شىء.
شيئا ثانى حينما تسرى هذه العادة فى مجتمع ما ثم يقع وهو ليس من أمر الواجب اتفاقا اذا قيل بأنه أدب فلا أحد يقول بأنه واجب ولا أحد يقول بأنه سنة مؤكدة أكثر ما يمكن أن يقال اما سنة مستحبة من باب اكرام القادم طيب وهم هؤلاء انفسهم معنا فى أن المسلم يجب ان يفرق بين ما هو واجب أو فرض وبين ما هو سنة أو مستحب والتفريق يكون بعدم الاهتمام بما هو مستحب كما نهتم بالواجب فاذا لم يقم أحد الحاضرين لهذا القادم ماذا يصير فى نفس القادم لاشك انها تغلى وتثور وتفور وما الى اخره لماذا ؟ لاننا عودناه على هذا القيام الذى لم يكن عليه العصر الاول و أوقعناه فى مخالفة للنبى – صلى الله عليه وسلم – فى الحديث الاول ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ) اذا اعتيادنا لهذه العادة يفتح بابا لالقاء المحبين لهذه العادة ان يتبوأوا مقعدهم من النار لانهم سوف ينكرون على الذي لم يقم أشد الانكار وهذا لابد أن يكون له حد يعنى حوادث و وقائع كثيرة وأنا كما يقال حين أنسى فلن أنسى لما كنت تلميذا فى المدرسة الابتدائية كان معلم الصف وهو كان مختصا فى تدريس اللغة العربية والتاريخ الاسلامى كان اذا دخل الصف وربما تكون هذه العادة حتى لا أنفى بعض المدارس يكون هناك عريف صف يقف أمام الباب قبل ما يدخل الاستاذ فلما يروه قادما يقول للطلاب تهيئوا وهذا اشعار بأنه المعلم أو الاستاذ داخل فاذا دخل قاموا له قياما يكون احيانا فى نزاع بين أحد الطلبة والاستاذ اما بحق أو بباطل فأحد التلامذة اللى بينه وبين الاستاذ عداء شخصى لا يقوم له لكن هو يعلم أنه اذا لم يقم له أهانه بل وربما ضربه فماذا يفعل ؟ يتخفى هكذا وراء الطاولة لكى لا يراه والاستاذ ما يخفى عليه أو يتطاول هكذا ينظر هكذا فيكشفه يقول له أخرج والله لا أزال كأنه الان يضربه بيده برجله لماذا لانه لم يقم للمعلم وشوقى ماذا يقول؟
قم للمعلم واعطه التبجيلا كاد المعلم ان يكون نبيا
احد الحاضرين: رسولا
الشيخ: هذا الشعر ( نعم رسولا ) هاهاهاها فالشاهد ان اتخاذ هذه الوسيلة للاكرام كما يزعمون لها اثار سيئة جدا فى المجتمع وهذه بعض تلك الاثار انها تطبع كثيرا من المسلمين على حب القيام فاذا ما وقعوا فى هذه المحبة هددهم الرسول – عليه السلام – بقوله ( فليتبوأ مقعده من النار ) من هنا يبدوا لى فقه دقيق لمعاوية ابن ابى سفيان – رضى الله عنه - فى هذا الحديث ذلك لان الحديث عند عامة العلماء والشراح انما يستدلون به على تحريم حب الداخل للقيام من الجالسين وكفى بينما معاوية – رضى الله عنه – لفت النظر ان الحديث ايضا يدل على ان الجالسين لا ينبغى أن يقوموا للداخل هذا ظاهر الحديث كما يقول الجمهور يعنى ينهى الداخل ان يحب القيام كذلك ما جاء فى سنن الترمذى وغيره انه دخل مجلسه ذات يوم وفيه اثنان من العبادلة أحدهما صحابى وهو عبد الله بن الزبير والاخر تابعى وهو عبد الله بن عامر فقام له أحدهما ولم يقم له الاخر فنهاه بماذا احتج عليه؟ بهذا الحديث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ) قد يستغرب من لم يسمع باب سد الذرائع أولا ققاعدة فقهية والسبب السابق انفا ما صلة احتجاج معاوية بهذا الحديث على الذى قام له فقهه هو ما ذكرناه ءانفا كأنه يقول له بلسان الحال يا فلان أنت حينما قمت لى اكراما واحتراما وتعظيما فستدفعنى بعادتك هذه على حبى للقيام وسيأتى يوما ما اذا لم تقم لى وقعت فى الوعيد المذكور فى الحديث السابق (فليتبوأ مقعده من النار) فاذا من باب سد الذريعة لا ينبغى للناس ان يتخذوا هذه الوسيلة وسيلة للاكرام وختاما أقول كما بدأنا الكلام وكل خير فى اتباع من سلف وكل شر فى ابتداع من خلف والحديث الحقيقة يعنى له بسط طويل وهناك اشرطة ولا حاجة الان .... بأكثر مما سبق لكن حسبى ان اذكر بقصة ابن بطة العالم المحدث الحنبلى حيث كان يكره هذا القيام أشد الكراهة حتى انه يبدوا انه كان يصرح بالتحريم فنزل ذات يوم الى السوق ومعه صاحب له شاعر فمرا بعالم وهو جالس فى عمله وهذا من هدى علماء السلف أنهم كانوا اصحاب مهنة يعتاشون بها ويبتعدون عن وظائف الدولة لانها فى الغالب تكون قيدا وغلا الشاهد فقام له ذلك العالم وهو يعلم انه يكره هذا القيام فبادره ببيتين من الشعر قائلا:
لا تلمنى على القيام فحقى حين تبدوا لا أمل القيام
أنت من أكرم البرية عندى ومن الحق ان اجل الكرام
هذه فلسفة هؤلاء الناس الذين قالوا هذه عادة اكرام ابن بطة كأكثر العلماء لا يحسنون الشعر لكن صاحبه الشاعر اولا شاعر و تلميذ بار له ويعرف فقهه فقال له اجبه عنى قال على البديهة:
انا ان كنت لا عدمت ترعى لى حقا وتظهر الاعظام
فلك الفضل فى التقدم و العلم ولسنا نريد منك احتشاما
فاعفنى الان من قيامك هذا اولا فسأجزيك بالقام القياما
وانا كاره لذلك جدا ان فيه تملقا واثاما
واذا صحت الضمائر ( وهنا النكتة البالغة جدا)
واذا صحت الضمائر منا اكتفينا من ان نتعب الاجسام
كلنا واثق بود اخيه ففيم انزعاجنا وعلام؟
هذه هى العبرة التى يجب ان ننتهى اليها ونبتعد عن الوسائل التى تهدمها ( بسم الله ) ولنا صديق فى دمشق بهذه المناسبة اصحاب مكتبة من المكتبة العربية الاعجمية احمد عبيد وحمدى عبيد وتوفيق عبيد ثلاثة اخوة افاضل ماتوا الى رحمة الله المهم احدهم كان قريبا جدا من الدعوة السلفية له رسالة صغيرة اسمها الاحاديث الصحيحة استخرجها من صحيح البخارى حدثنى حدثنى مرة قال دعينا الى حفل من حفلات الكبار هؤلاء قال فأجلسونى فى الصف الثانى وبدأ الحفل يكتمل وقبل ان يكتمل بدأ الرؤوس يدخلون سرعان ما شاعت اشاعة الان يأتى الامير الفلانى فالتفت الانظار الى الباب الكبير دخل الامير وقمنا وبقينا قائمين حتى جلس فى صدر المكان فجلسنا بعد قليل شاعت اشاعة اخرى الان يأتى الباشا فلان توجهت الانظار الى الباب الكبير دخل الباشا قمنا شوية الان يأتى الوزير الفلانى دخل الوزير قمنا قال ما شعرت فى نفسى الا اننى قائم قاعد كأنه تحتى نابض أو زمباق يعنى قال قلت فى نفسى والله هذه شغلة طويلة ما بيرحنا الا ان نأخذ بالسنة التى سمعناها من فلان فجلسوا هذا واقع الحفلات كلها هذا كله نفاق اجتماعى مع ذلك من باب السياسة ومن باب المداراة تشرع باسم الاستحباب هذه الوسائل ثم هو يتحفظ فيقول انا اعلم ان المسألة خلافية وما الدليل الشرعى فيها يلجأ الى الاحتجاج بقول عالم فاضل ويجعله قدوة له وهو ينهى الناس ان يقلدوا عالما ما نحن لا اقول نحن معه نقول هو معنا فى النهى عن التقليد ولكن نحن عندنا تفصيل تقليد امر لابد منه فى حدود معينة لكن مع ذلك ( يأيها الذين امنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون ) فالان مثل هذه المسألة ما يليق بمثل هذا الاستاذ ان يدور عليها وينحى منحى قول من اهل العلم قال بتجيد هذا الشىء بل باستحبابه حين ادخله فى باب مكارم الاخلاق وقد قال عليه السلام ( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) فعليه ان كان لم يدرس المسألة بأدلتها الشرعية ان يدرسها قبل ان يتبنى رأى الشيخ الفلانى وان كان قد درسها فكان عليه ان يبين الدليل الشرعى الذى يجوز له اتخاذ هذه الوسيلة وسيلة اكرام وادخالها فى باب مكارم الاخلاق وهى فى العهد الاول لم تكن كذلك لابد من هذا لكنه استروح الى قول احد العلماء الافاضل ومشى الموضوع من باب ان هذا من باب مزالق طلاب العلم اى يقول قال بنى ءادم هذا خلاف السنة لا السنة تختلف باختلاف الزمان والمكان هذا معنى الكلام وان كان هو لا يصرح بذلك .
السائل: انت تذكر انه ذكر هذا المثال تحت عنوان وهو التاكد من ان هذا الفعل سنة ثم ذكر الكلام فهو كما تفضلتم يعنى لا يعتبره سنة .
السائل: ( كأنه يعطى الشيخ كوبا من الليمون ).
الشيخ: اذا كانت حلاوته تغلب حموضته فهو مقبول عندى اما العكس ما اريده .
السائل: ارجوا ان يكون كذلك هو من عندى .
الشيخ: اذا سيكون حلو من حلو ان شاء الله.
السائل: بارك الله فيك جزاك الله خير.
السائل: ما سمعنا الناحية العلمية.
الشيخ: لا يعنى ما المسألة هذه
السائل: الظاهر يعنى شيخنا ما ادرى الظاهر انه الان بيحين الغدا فبلاش الان .
الشيخ: اذا استراحة ...... لكن تسمح انت اذا كان واحد عنده سؤال مختصر .
------------------------------------------------
لفظة أهل السنة والجماعة مطاطة والافضل التسمى بالسلفية

السائل: عودة الى كلام الدعوة السلفية والتسمى بالسلفية .
الشيخ: نعم.
السائل: هناك الان من اصبح يقول ايضا شيئا جديداغير كلمة المسلمين يقول الان نقول اهل السنة والجماعة فهل يجب عليهم اللفظ السابق ؟
الشيخ: قد اوردناه على الدكتور ناصر العمر قد اوردنا عليه هاالاعتراض قلت له السنة والجماعة كلمة مطاطة يدخل فيها الماتوردية والاشاعرة وأهل الحديث وانتم تقولون بأن هؤلاء عندهم انحراف فى العقيدة فيما يتعلق باصفات الالهية فلذك لايجوز فى رأينا استعمال هذه الكلمة للكلام الذى حكيناه هنا ءانفا مع شىء من الايجاز هناك لكننا وان لاحظت هذا الاستعمال فى أكثر من موطن من كتب اخوانا هؤلاء وخاصة فى مجلة السنة التى ينشرها محمد سرور وشعرت بأن هناك اشعار بتمييع الدعوة السلفية القائمة على اساس الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح وادخال كل طوائف المسلمين على الاقل من المذاهب الاربعة فى دائرة اهل السنة والجماعة فقلنا لهم لا هذه الكلمة يدخل فيها من يخالفنا فى عقيدتنا السلفية فنفس الكلام الذى سمعته ءانفا يرد على هذه الكلمة اى لايكفى ان نقول مسلم على الكتاب والسنة لا يكفى ان يكون مسلم على منهج ايش؟ على منهج اهل السنة والجماعة لانهم كما يقولون :
وكلا يدعى وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك
واذكر جيدا اننى قلت فى بعض المجالس ولعل منها مجلسى مع الاستاذ عبد الحليم المصرى الذى سبق الاشارة الى مناقشتى اياه قلت له لا تجد فى كل الطوائف الموجودة حتى ممن ينتمون الى اهل السنة والجماعة يجرؤون على ان يقولوا انا سلفى بل ان يقولوا على منهج السلف الصالح يأبون علينا هذا يقولون كتاب وسنة لانهم انا اعتقد هذه العقيدة ولعله لاول مرة افصح بها كما لا يكفى الاعتماد على القران لان السنة مبينة للقران كذلك لايكفى فى اخر الزمان ان نعتمد على الكتاب والسنة لان منهج السلف يبين الكتاب والسنة ايضا واضح؟
السائل: واضح.
-------------------------------------------------
التفصيل فى لفظتى الطائفة المنصورة والفرقة الناجية


السائل: الطائفة المنصورة و الفرقة الناجية هل هما كلمة واحدة ام بينهما عموم وخصوص وما هو رأيكم فى هذا؟
الشيخ: ما تم البحث فى الطائفة بل انا كنت الح على اخينا هذا خالد بان لا يخلط الموضوع كان موضوعنا بين الفرقة الناجية والغرباء اما البحث حول الطائفة المنصورة فلم يجرى البحث انا اعتقد ان الطائفة المنصورة اما ان تكون منصورة بالحجة والقوة كما هى طبيعة هذه الطائفة المنصورة دائما وابدا واما ان تكون منصورة بالجهاد والقتال كما هو منصوص فى بعض الروايات كما لعلكم تذكرون معى فحينئذ نفس الطائفة المنصورة تارة من يكون منها يلحق بالفرقة الناجية وتارة يلحق بالغرباء واضح هذا الكلام ؟
السائل: اما هذه واما تلك.
الشيخ: اى نعم.
السائل: اى موزع بين الامرين.
الشيخ: اى نعم.
---------------------------------------------
رمى السلفيين بالغلظة

السائل: طب شيخنا فى مباحثات الاخيرة رموا السلفيين بالغلظة وعدم الرفق ؟
الشيخ: رددنا عليه.
السائل: قلت هذا لكن سؤالى الان يعنى ما ادرى هل ترون ان هذه السمة هى من سمات الكثرة الكاثرة اثناء هذه الطائفة المنصورة ان شاء الله وهم الغبراء ام هى ميزة لبعض الاشخاص وما هى نصيحتكم حول هذا الامر ؟
الشيخ: والله يا أخى انا اعتقد ان لهذه التهمة اصلا لكن يبالغ فيها لا نستطيع ان نبرأ انفسنا من مثل هذا العيب لكن ايضا اعتقد جازما أن خصوم الدعوة يبالغون فى تقديرها ولذلك اسباب بعضها من طبيعة الجماعة وبعضها من طبيعة خصومها طبيعة الجماعة ان كان هناك جماعة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر من المسلمين عامة فهى هذه الطائفة ولذلك فحينما هم يلحون على بعض الامور بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر يصبح هذا بالنسبة للاخرين المتساهلين بالقيام بهذا الواجب فيه شدة فيه تطرف فيه وفيه ولذلك الاعلام هذا العالمى الكافر الظالم يسمى هؤلاء المتطرفين بالاصوليين لانهم صاروا متميزين عن الاخرين بأنهم حريصون كل الحرص للرجوع بدينهم الى ان يجعلوه حكما ينشر على وجه الارض فهذا ما يتعلق بواقع هؤلاء الغرباء أو أهل العقيدة أو الطائفة المنصورة فى شىء اخر قد يكون معيبا فيهم أو فى بعضهم وهذا لا يخلوا منه أى طائفة أو أى جماعة انهم قد يصدر منهم بعض الشدة كان لاينبغى ان تصدر لكن هذه يبالغ فيها وتعمم الى كل من ينتسب الى هذا المنهج الصحيح فتخرج حينئذ المسألة عن الحقيقة الى الخيال فلهذين السببين احدهما يتعلق بحقيقة هؤلاء الذين يقومون بواجب لا يقوم به الاخرون الا ما قل وندر والاخر يتعلق بخصومهم الذين لا يرضون هذا النهج الذى هم يسيرون فيه خاصة حينما يعالجون امورا هم الاخرون يسمونها بثانوية هذا اذا الان التعبير والا سماها قشورا وسماها سبب التفريق والى اخر ماهنالك من تعابير ملؤها الظلم هذا ما أراه جوابا عن سؤالك.
السائل: يا شيخ فى الحقيقة جزاكم الله .
--------------------------------------------------
حكم صاحب العقيدة السلفية ومنهج الدعوة الاخوانية
السائل: هناك من الدعاة من يفرق بين العقيدة والمنهج فى التبنى فتجد عقيدته سلفية ومنهجه فى الدعوة الى الله اخوانيا حركيا حزبيا سياسيا تبليغيا أو هكذا فهل يسعهم ذلك ؟
الشيخ: ما أعتقد أن سلفيا عقيدة وسلوكا بامكانه ان يتبنى منهج الاخوان المسلمين وأمثالهم نحن نعلم من حياة جماعة الاخوان المسلمين الحزبية انه مضى عليهم أكثر من نصف قرن من الزمان لم يستفيدوا لذوات انفسهم شيئا فضلا عن ان يفيدوا غيرهم شيئا ذلك لانه كما يقال فاقد الشىء لا يعطيه فهم منذ ان كان مرشدهم حسن البنا ( رحمه الله ) جمعهم وكتلهم على خلاف المنهج القرانى الذى يقول مثلا ( فان تنازعتم فى شىء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خيرا واحسن تأويلا ) لقد قام نظام الاخوان المسلمين على قاعدة انا اعبر عنها من عند نفسى ولا يستطيعون أن ينكروها ولان تجرأ أحدهم على انكارها فواقعهم يكفينا حجة لها وعليهم قاعدتهم هى كتل الناس جمعهم على ما بينهم من خلافات عقدية أو سلوكية أو فقهية ثم ثقف كتل ثم ثقف على هذا قامت دعوتهم طيلة هذه السنين الطويلة لكن الواقع يشهد الا شىء هناك سوى التكتيل وليس هناك سيئا يسمى بالتثقيف والدليل على ذلك أنه لايوجد بين الاخوان المسلمين على اختلاف بلادهم وأقاليمهم رابطة فكرية رابطة اعتقادية والواقع ايضا يشهد بهذا فالاخوان المسلمون فى مصر هم غير الاخوان المسلمين فى الاردن هم غيرهم فى سوريا بل هم فى سوريا يختلفون عن الاخوان فى الجنوب واخوان الشمال وانا أعرف وأنا سورى دمشقى كما تعلمون وكما يقال أهل مكة أدرى بشعابها وصاحب الدار أدرى بما فيها فأنا أعلم أن الاخوان المسلمين فى دمشق كانوا متأثرين الى حد كبير بالدعوة السلفية من حيث العقيدة ومن حيث العبادة ولذلك والسبب فى هذا واضح جدا لان نشاط الدعوة السلفية كانت فى دمشق ثم فى حلب فكان نظام الاسر فى الاخوان المسلمين فى دمشق ان يدرسوا فى بعضها كتاب فقه السنة للسيد سابق اخوان مسلمون ولا غرابة فى ذلك لان السيد سابق هو من خواص اصحاب حسن البنا رحمه الله وكتابه هذا قد قرره حسن البنا فى مقدمة فالمفروض ان الاخوان المسلمين ان يكون هذا الكتاب هو دستورهم فى الفقه فى كل بلاد الاخوان المسلمين لكنك ترى العجب العجاب الدال على انه ليس عندهم وحدة فكرية ثقافية فهذا الكتاب فى الوقت الذى يدرس فى بعض السرايا فى دمشق يحارب فى الشمال من الاخوان المسلمين وهؤلاء يقولون ان هذا الكتاب لا يجوز تدريسه لان مؤلفه وهابى ومؤلفه من رؤوس الاخوان المسلمين بل من حوارى حسن البنا . الاخوان المسلمين اذا منذ ان قامت قائمتهم هم لا يزالون على النظام العسكرى مكانك راوح هم يسمون انفسهم بالحركيين وامتازوا بهذه النسبة بين كل الجماعات والاحزاب الاخرى حركيين انا اقول فعلا حركيين لكن على النظام العسكرى مكانك راوح تعرفوا انتم النظام العسكرى مكانك قف لكن لا يتقدم ما فائدة هذه الحركة لا طائل منها اذا سمحت لا اظن ان جماعة من السلفيين فى اى بلد من بلاد الدنيا بامكانهم ان يتبنوا منهج الاخوان المسلمين لان هذا المنهج كما قلت لكم ءانفا قائم على أساس التكتيك ثم التصقيص ثم لاشىء من هذا التقصيص والواقع اكبر دليل على ذلك فاذا ما قامت طائفة كبيرة او صغيرة من السلفيين حقا يتبنون نظام الاخوان المسلمين فى الدعوة فمصير ذلك ولابد ( ولتعلمن نبأه بعد حين ) أحد شيئين لا ثالث لهما :
اما ان يرجعوا رغم أنوفهم الى احضان الدعوة السلفية وذلك خير لهم وأبقى واما ان يضيعوا هذا التراث الذى حصلوه فى تلك السنين بسبب اشتغالهم بتطبيق منهج الاخوان المسلمين وهو التجميع والتكتيل لاعلى أساس فكر موحد سيكون أحد شيئين لا ثالث لهما أبدا نحن نعلم اليوم ان الدعوة السلفية فى هذا الزمن أنتشرت بفضل الله – عزوجل – اولا ثم ببعض الدعاة اليها ثانيا انتشارا لايعرفه المجتمع الاسلامى قبل نحو ثلث قرن من الزمان أو نحو ذلك وهذا شهد به بعض السلفيين الذين يتكلمون الان بالدعوة السلفية ولعلها تكون مطعمة بالمنهج الاخوانى فأنا أقول ان دعوة الاخوان المسلمين لما كانت قائمة على اساس التكتيل ثم لاشىء من الثقافة وكانت دعوة السلفيين قائمة على التثقيف وليس على التكتيل ولهذا كان النصر لهذه الدعوة مقرونا بها حيثما حلت وقد ظهر هذا الان فى هذا العصر ولذلك اصبحت الدعوة السلفية أو المنهج السلفى فى كل مكان وعلى كل لسان وبعض الجماعات التى كانت تحارب الدعوة السلفية علنا ولا تزال تحاربها باطنا وخفية تركب الموجة السلفية الان لانهم وجدوا ان لا قبول لتلك الحركة القائمة على اساس مكانك راوح لاعلم ولاسلوك ولا أى شىء جديد نافع فأنا أعتقد ان أى جماعة سلفية اذا تركت منهجها السابق متأثرة باسلوب الاخوان المسلمين من حيث محاولة تكتيل أكبر عدد ممكن حولهم فسنة الله عزوجل فى خلقه لا تتغير ولا تتبدل أعنى ان الانسان كما قال ( خلق الانسان ضعيفا ) فهو لايستطيع ان يقوم بكل شىء لايستطيع ان يحقق فى العلم وفى السياسة وفى الاقتصاد وفى الاجتماع لابد من الاختصاص فى كل علم هو يعتبر على الاقل من الفروض الكفائية فاذا ما توجهت جماعة كانت تعمل فى دائرة العلم مما نحن نسميه بالتصفية تصفية هذا الاسلام مما هو برىء منه والتصفية كما قلته اكثر من مرة وقارنوا بذلك تربية الجماعات القليلة الذين هم حولهم فاذا ما وسعوا دائرة التكتيل والتجميع فيفلت منه الزمام وسيفلت منهم جماهير كثيرة وكثيرة جدا لانهم واحد اثنين خمسة عشرة نفترضهم من كبار العلماء لا يستطيعون ان يربوا الالوف المؤلفة على العلم الصحيح وعلى التربية الصحيحة اذا اذا سألوا انفسهم بالتكتيل والتجميع على منهج الاخوان المسلمين فسيخسرون التثقيف على منهج الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح رضى الله عنهم لهذا انا اقول لا انكر اى جماعة على اى جماعة تقوم بفرض كفائى لا انكر هذا لان لايمكن الا هذا مثلا انا لا انكر على مسلم يتخصص فى دراسة اللغة العربية لكنه لا يفقه من فقه الكتاب والسنة شيئا لا انكر على شخص يتخصص فى اى علم اخر يكون من فروض الكفاية الى اخره لكننى انكر تفرغ ذوى هذه الاختصاصات وعدم تكتلهم وتعاونهم بعضهم مع بعض هذا الذى نحن ننكره فلو فرضنا ان الاخوان المسلمين اخذوا جانبا من هذه الفروض الكفائية وتخصصوا فيها لكنهم ما عادوا الطائفة الاخرى التى تتخصص فى غير تخصصهم كما ان هذه الطائفة الاخرى لا تعادى الاخوان المسلمين لانهم تخصصوا فى واجب اخر وانما هم كتلة واحدة كلهم يعملون تحت الاسلام المصفى وانا اعتقد جازما انه لايمكن ان تقوم قائمة الدولة المسلمة التى يشترك فى المناداة بها الطائفة السلفية المنصورة , الاخوان المسلمون ، وحزب التحرير غير المنصورين لانهم الصفات التى جاءت فى السنة غير منطبقة عليهم لذلك لا يمكن ان تقوم قائمة الدولة الاسلامية الا بتعاون كل هذه الجماعات على اساس الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح انا اقول السلفييون المتخصصون فى فقه الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ويحاولون ان يحملوا انفسهم على الاقتداء بالكتاب والسنة فى كل كبير وصغير لا يفرقون بين ما كان فرضا وما كان سنة وما كان مستحبا بل يفعلون من كل ذلك ما هم يستطيعون بخلاف الاخرين الذين يقنعون بان يتبعوا مذهبا من المذاهب دون ان يعرفوا الصواب مما اختلف فيه الناس فهؤلاء السلفيون اذا ظلوا فى هذا الجانب ثم لم ياخذوا بالجوانب من الطوائف الاخرى ولا بالتعاون مع الطوائف الاخرى فهم ايضا سيظلون مكانك راوح فلابد اذن من تعاون كل الجماعات كل باختصاصه ولا شك ان اهم شىء مما ينبغى القيام به من الاصلاح هو ما عليه السلفييون فى عالم الدنيا كله وهو تصفية هذا الاسلام مما دخل فيه وتربية المسلمين على هذا الاساس نحن لا ننكر القيام بالفرائض الكفائية لكننا لا نبالغ فيها كما يبالغ الاخرون فى ذلك وعلى هذا الاساس اذا توحدت الجماعات كل جماعة فى اختصاصها مع الجماعات الاخرى تحت دائرة العمل فى حدود الكتاب والسنة كما قلنا ءانفا ابتداءا بقوله تعالى ( فان تنازعتم فى شىء فردوه الى الله والرسول ) الى اخر الاية انا اعتقد انه يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله اما ان يظل كثير من الاخوان المسلمين يقولون يا اخى هذه الدعوة تفرق الناس ولا تجمع فانا اقول (.....) نعرفها من ارنب وهذه المشكلة انهم لايتعاونون مع هؤلاء الذين يقومون بواجب التصفية ويتهمونهم بانهم يفرقون فاذا تعاونت كل طائفة مع الاخرى كل فى حدود اختصاصه اعتقد ان هذا هو السبيل فى انجاح المسلمين واخراجهم من هذا الضعف الذى وقعوا فيه الان يا استاذى عندك شىء تفضل به .
-----------------------------------------
كلمة احد الطلبة حول الترابى

السائل: جزاكم الله خير. قلت جزاك الله خير ان الاخوان عندهم مسألة مكانك راوح وهذا هو الاتجاه الجديد الذى يأكل الاخوان اكلا وهو يقدمهم فى الحقيقة لكن الى الوراء .
الشيخ: ( مقاطعا ) مكانك راوح تعنى .
السائل: انما يقدمهم الى الوراء وهو اتجاه ترابى جديد له فى الاخوان يعنى منزلة كبيرة شنشنة ويزينوه ويغالوا فيه فى اوروبا عند المسلمين او فى اميركا حتى فى داخل صفوف الاخوان الذى هو انشق عنهم وخرج عن تنظيمهم مثل الان يوجد شق فى التنظيم العالمى فى الاخوان فى كل بلدة من بلداننا وناس يدافعون ويمدحون فكر الترابى وما ينادى به الترابى .
الشيخ : طيب ممكن نعرف شيئا عن دعوة الترابى ؟
السائل: اما الترابى فينادى بالطرح الحضارى الاسلامى وينبغى ان يطرح الاسلام على وجهه الحضارى لا على وجه التراثى البالى .
الشيخ: الله اكبر.
السائل: وينبغى ان يصفى وفق القواعد المسلمة عند العلماء وعند الفقهاء مثل مثلا اصول الفقه الذى بيوضع هذه الاصول وشروط الاجتهاد وشروط القياس ما المانع ان يطرح الحكم الشرعى المختلف فيه والناس يختارون رأيا من عشر اراء ، خمسة اراء ، اربعة اراء ، فى خلاف بين الناس يختاروا الانسب لهم والانسب للحضارة ، والانسب للرقى وهذه الاشياء التى وقعت وينادى بها المسلمون هى التى ولدت ردود الفعل عند الناس فما انتشر العرى وما انتشر الموضة والازياء الا بوجود يعنى من يكثرون من اللبس الزائد وينادون بالغطاء واللبس الذى فيه ستر الوجه وما الى ذلك فهو يطرح الاسلام على زعمه طرحا حضاريا لا فى نظر للنصوص وكل نص على رأيه له ملابساته وله ظرفه ولسنا مقيدين بهذا الفهم لهذه الشنشنة منى على فكره العام لكن فكره الخاص حقيقة يحتاج الى متابعة ودراسة دقيقة لكن هذا ما يقوم فى ذهنه من خلال سماعى لبعض كلماته وقرائتى لبعض ما كتب مثل كتابه عن المرأة ومثل كتابه عن التشديد .
الشيخ: كتابه عن المرأة ما عندك ؟
السائل: عندى نعم.
الشيخ: ممكن نستعيره ؟
السائل : ممكن .
الشيخ: طيب احنا نتهيأ ننصرف الان وأظن الجواب عن هذا السؤال كافى ان شاء الله جزاك الله خير.
جموع الحاضرين: الله يعطيك العافية . جزاك الله خيرا . بارك الله فيك .
-----------------------------------------
بدعة تقسيم السنة الى مألوفة وغير مألوفة

احد الحضور: ( بعد انقطاع يبدوا كان لصلاة ) الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا الامين وعلى اله وصحبه اجمعين أما بعد:
يقول السائل: قسم بعض الدعاة السنة الى قسمين سنة مألوفة لدى الناس وسنة غير مألوفة ومن ثم دعا الناس ، دعا الشباب الذين يحثون الناس على اتباع السنة ان يراعوا مصلحة الدعوة والمفسدة وعدم تنفير الناس فما رأيكم فى هذا التقسيم وما هو ضابط المصلحة والمفسدة عند تطبيق السنة ودعوة الناس اليها ؟
الشيخ: أقول بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين فى ظنى ان هذا التقسيم ان كان صدر من احد من الدعاة الاسلاميين غهو اقل ما يقال فيه انه تقسيم مبتدع ، وحينما أقول أنه تقسيم مبتدع ينبغى على ان اشير الى ان البدعة عند العلماء قسمان :
قسم متفق على انه بدعة ضلالة وهى البدعة التى تخالف السنة سواء كانت هذه السنة سنة قولية أو كانت سنة فعلية فأى حادث أو بدعة خالفت السنة النبوية فهى باتفاق العلماء هى بدعة ضلالة والقسم الاخر هو الذى اختلف فيه العلماء اذا كانت البدعة لا تخالف سنة صريحة كما قلنا فى القسم الاول فهنا للعلماء قولان معروفان الاول وهو الصحيح الذى لاريب فيه عند أهل العلم والتحقيق هو ما جاء فى قوله عليه الصلاة والسلام الصريح الصحيح ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار ) والقول الاخر وهو مرجوح يعلم من قولنا السابق الا وهو الذى يقوم بتقسيم البدعة الى خمسة اقسام هذا التقسيم أقول بلسان عربى مبين هو ايضا بدعة كذاك التقسيم الذى قلت انه تقسيم مبتدع ولكن هذا التقسيم احدث فى الابتدار من التقسيم القديم تقسيم البدعة الى خمسة أقسام يقول به كثير من العلماء المعروفين ولهم اجتهادهم على خطأهم أما تقسيم السنة الى سنة .
السائل : ( مقاطعا ) مألوفة
الشيخ: وغير مألوفة هذا التقسيم من بدع هذا الزمان فأقول ما كان كذلك فلا شك ان اتفاق العلماء على ان كل محدثة وعلى ان كل بدعة تخالف ما كان عليه الرسول عليه السلام فهى بدعة ضلالة حتى الذين يقسمون البدع لى خمسة اقسام فهذا قولهم الذين يقولون باستحباب بعض المحدثات وبعض الامور الحادثة يشترطون ان تدخل هذه البدعة فى بعض النصوص العامة بشرط الا تعارض نصا نبويا سواء كان من قوله عليه السلام او من فعله فهذه السنة التى سموها بغير مألوفة هذا مخالف لسنن كثيرة وكثيرة جدا اول ذلك ان هناك حديث صحيح أو ان هناك حديثا صحيحا نذكره وبذكرنا اياه كما يقولون نرمى عصفورين بحجر واحد اول ذلك نضرب البدعة القديمة وهى تقسيم البدعة الى خمسة أقسام ذلك بان هؤلاء الذين يقولون بتقسيم البدعة الى خمسة اقسام يحتجون بالحديث التالى وهو ايضا نرد به على هذه البدعة او على هؤلاء القائلين بالبدعة الحديثة وهى السنة غير المألوفة أعنى بذاك الحديث ما أخرجه الامام مسلم فى صحيحه من حديث جرير بن عبد الله البجلى( رضى الله تعالى عنه ) قال كنا مع النبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم جالسين حوله لما جاءه اعراب مرتادين نمار متقلدى سيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فلما راهم رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تمعر وجهه اى تغيرت ملامح وجهه عليه السلام حزنا على ما رأى فيهم من فقر مدقع فخطب النبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم فى اصحابه ووعظهم وذكرهم وكان من ذلك ان قال لهم قال تعالى ( يأيها الذين ءامنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتى أحدكم الموت فيقول رب لولا اخرتنى الى اجل قريب فأصدق واكن من الصالحين ) ثم قال عليه السلام حديثا من قوله ( تصدق رجل بدرهمه ، بديناره ، بصاع بره ، بصاع شعيره ) فما كان من احد الجالسين الذين تأثروا بموعظته صلى الله عليه وعلى اله وسلم الا ان انطلق مسرعا الى داره ليعود يحمل فى طرف ثوبه ما تيسر له من الصدقة من طعام ، من دراهم او دنانير فوضعها امام النبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم فلما رأى بقية الصحابة ما فعل صاحبهم قام ايضا كل منهم ليعود حاملا ما تيسر له من الصدقات يقول الراوى جرير رضى الله تعالى عنه : فاجتمع امام النبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم كأمثال الجبال من الصدقات فتنور وجهه عليه السلام كأنه مذهبة على خلاف الوضع الاول حيث تمعر وجهه عليه السلام حزنا على فقرهم ولكنه صلى الله عليه وسلم حينما رأى أصحابه قد استجابوا لله وللرسول حينما دعاهم لما يحييهم كان ذلك مدعاة لان تتغير ملامح وجه النبى صلى الله عليه وسلم فرحا وحبورا وسرورا باستجابتهم لموعظته وتصدقهم على هؤلاء الفقراء من العرب فقال عليه الصلاة والسلام بهذه المناسبة وهنا الشاهد ( من سن فى الاسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة دون ان ينقص من اجرهم شىء ، ومن سن فى الاسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة دون ان ينقص من اوزارهم شيئا ) انتهى الحديث وهو كما قلنا فى صحيح مسلم .
اخوة الايمان تتمة الكلام فى الشريط التالى :
الشيخ: الشاهد من هذا الحديث ان النبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم يحض فى هذا الحديث على احياء سنة اماتها الناس لسبب او اخر من هذه الاسباب الغفلة ، من هذه الاسباب الجهل ، من هذه الاسباب تكالب الناس على الدنيا فيقوم مسلم فيحى سنة ، ويحيى عبادة من العبادات التى صارت مهملة متروكة فيحيها ويستن الناس به فيها فيكتب له اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة دون ان ينقص من اجورهم شىء هذا الحديث صريح الدلالة فى هذا المجال وهناك حديث ( انقطع الصوت وقد تبقى من الشريط ثلاث دقائق تقريبا )


[منقول]