قصة رمضاني الجزائري - الجاهل - مع التقليد !
قال الشيخ فالح في كتابه اللمعة ( التحقيق السديد في الاجتهاد والاتباع والتقليد )
( ....وكان لي موقف مع الرمضاني - سأذكره قريباً - قبل تغيره تجاهي واتخاذه موقفاً تنكرياً وعدائياً مني لجهله ولأسباب منهجية - لا مجال لذكرها -, وبتأثير بعضهم الذي أمرضه ودفعه إلى أحقاده، كما دفع المدخلي وزاده مرضاً إلى مرضه بقوله له: "... وأن يكون لكم منه [يعنيني] موقف يوقفه عند حده ..."!!!، فظن المسكين أنه طائر صداح، وأنه يستطيع تحقيق ما عجز عنه شيخه:
إذا عصف الغرور برأس غر توهم أن منكبه جناح.
أما أنا فأقول:
لم تكن عن جناية لحقتني لا يساري ولا يميني رمتني
وقد أشرفت على كتابه (مدارك النظر..)، ثم على كتابه الآخر (تخليص العباد..)، وكان تأليفه للمدارك باقتراحي، وكذا اسمه، وكان لما جاء به من الجزائر مسودة في وريقات، وعرض بعضها على المدخلي فأحاله إلي وأن لا ينشره إلا بعد إطلاعي عليه، وقد وجهته بعدم نشره على حاله، وإنما لا بد من أن يعاد فيه النظر.
وقد أخبرني أن دمه قد أهدر من قبل الثوار في بلده، فنصحته بأن لا يسافر -خوفاً عليه-، وحتى يتمكن من إتمام كتابه وتقويمه لينتفع به، فسعيت في الحصول له ولأسرته على الإقامة تحت كفالتي...
وفتحت له مكتبتي ودللته على المصادر والمراجع، وأعطيته كثيراً من المعلومات والمفرغات من أشرطة الحركات، وقومت ما يحتاج إلى تقويم مما يكتبه وأشرفت عليه ما يزيد على سبع سنين.
وقد قال عني (كما في شريط بعنوان: دفع التهم والافتراءات عن الشيخ فالح، وتزكية أهل العلم- تسجيلات مجالس الهدى للإنتاج والتوزيع في الجزائر-. " قد عرفته عن كثب خلال سنين عديدة، وعرفت فيه شيماً نأثرها عن أهل العلم، ومن ذلك أن الرجل صاحب تواضع جم وتواضعه في حزم، وأضرب لذلك مثلاً: له كتابات لم تطبع بعد، وكلما أتاه آتٍ يريد مسألة ما أو بحثاً، أدى إليه كل ما لديه دون أن يطلب منه شيئاً ولا أن يذكر اسمه على الكتاب الذي سيكتبه هذا الآتي، عنده حس نقدي مرهف، لذلك يأتيه كثير من المشايخ وطلبة العلم يقرأون عليه بحوثهم فيصحح ما يراه حقيقاً بالتصحيح، امتاز عن أقرانه، بل عن كثير من مشايخه بدرايته الكبيرة بالجرح والتعديل في هذا العصر، وبعض الناس يصفه بالشدة لأنهم ما عرفوا قدره وحقه" وسيأتي.
وكان يتمدح في بعض مقالاته التي نشرت أنني أحد مشايخه في الحجاز وقد أثنى عليّ وأنه استفاد مني كثيراً، وفي الحقيقة أنه ليس له مشايخ ولم يدرس على مشايخ وإنما هو رجل متعالم معتد بنفسه مع جهله، وقد ألجأته الحاجة إلى إشرافي عليه.
وقد قال في رسالة بخطه أرسلها إليّ مع محمد بن هادي المدخلي بتاريخ 1/8/1424هـ: " أقول غير مجامل أن لك علي يداً لا أكفرها لك مهما بعدت الهوة بيننا، فجزاك الله خيراً على ما قمت به ولا يجازيك غيره...، ولو كنت مجاملاً أحداً لكنتَ أحرى الناس به، ولكن لا محاباة في دين الله"!!
وقد أبدى في الرسالة حمقاً واندفاعاً أهوج, وافتراءات وتهماً باطلة, مع ضيق عطن, وتزوير للواقع,واتهام للنيات, وهجوم غير متأدب وغير متزن وغير مسئول, زاعماً انه يفعل ذلك تدينا ً كما في قوله:" لا محاباة في دين الله"!!
ما يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه
وقد قال ( في خرافة حركي ص7): " العقيدة السليمة والمتابعة المطلوبة قبل العدة المادية المرهوبة"، ومع ذلك فقد وقع - لجهله - في الأرجاء، والخلط بين أهل السنة والخوارج، وانظر الرد عليه في كتابي: البرهان ..، وسهام الإصابة لصد المطاعن عن أهل السنة وسلفهم الصحابة( في الرد على الحلبي والهلالي وعبد المالك).
أما الموقف فهو أنني سألته عن مسألة ما، ماذا يرجح فيها؟ فقال: الراجح فيها كذا -وهو قول مرجوح-. فقلت له: هذا القول مرجوح والراجح الموافق للدليل خلاف ما رجحتَه، وطالبته بالتدليل على ما رجحه فانقطع ولم يستطع إقامة حجة على ترجيحه وسُقط في يده ولصق بالأرض، وبدأ التغير في وجهه وملامحه وحركاته، ثم قال: "مشكلة،!! أنتم أيها السلفيون لا تقنعون إلا بدليل"، فقلت: وهو كذلك نحن أهل حجة ودليل: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}، ثم ادعى أنه لا يقلد وأن التقليد لا يجوز، فصارت المناقشة معه في أن التقليد الذي هو بمعنى الاتباع أو هو الاتباع نفسه متعين لقول الله -تعالى-: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}، واتباعه والعمل به لا بد منه - وسمه ما شئت -، وقد قرر أهل العلم أنه من أصول أهل الإسلام، وهو مجمع عليه، وهو فرض غير العالم، بل لا يستطيع غيره، والله لا يكلف نفساً إلا وسعها( ).
وقد بلغني - فيما بعد - أنه من أجل ذلك الموقف افترى علي بأنني أدعو إلى التقليد، وأيد المدخلي فيما افتراه، ثم قابلته فأكد لي ذلك وأصر عليه، فحسيبه الله هو وقدوته ومؤيَّدَه ..... ) .
