دعوة الجاهل الى الله تفسد اكثر مما تصلح
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين..
قال تعالى: {فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال}
لان الله لا يعظم اعمال الجهال لكثرتها! الا ان تكون موافقة للسنة، فالعمل الحسن ما كان موافقا للسنة.
قال الله تعالى: {انما يتقبل الله من المتقين}
والجاهل غير تقي ....بل الجاهل يحتقر عمل المتقيين.
قال تعالى: {قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا}.
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سياتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، وينطق فيها الرويبضة قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في ا مر العامة". اي يتكلم في امور الامة وهو ليس باهل ان يتكلم في امر الدين.
وعن ابي امية الجمحي قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اشراط الساعة فقال: " ان من اشراطها ان يلتمس العلم عند الاصاغر".
قال الشيخ ناصر الدين الالباني في الصحيحة [ج2 ص310] "يبدو لي ان المراد بـ(الاصاغر) هنا الجهلة الذين يتكلمون بغير فقه في الكتاب والسنة، فيضلون ويضلون".
وقال ابن عبدالبر في الجامع [ج2 ص 617]
وقال بعض اهل العلم: ان الصغير ...انما يراد به الذي يستفتي ولا علم عنده.
قال ابو عمر اسماعيل بن نجيد: "كل حال لا يكون عن نتيجة علم فان ضرره اكثر على صاحبه من نفعه".
وقال الحافظ شهاب الدين ابو شامة المتوفي سنة [665 هـ] في المؤمل للرد على الامر الاول [ج 1ص 10] : "ومع هذا يخيل اليه انه من رؤوس العلماء وهو عند الله وعند علماء الدين من اجهل الجهال".
وقال عروة بن الزبير: " ما أقبح على شيخ يسال ليس عنده علم".
ومن اسباب الوقوع في الخلاف والافتراق والاهواء والبدع، تفقه من ليس باهل في قدرته او عقيدته فيفهم الامر على غير وجهه، او يقصر فهمه ، او لا يحيط منصوص الشرع وقواعد الاستدلال في المسالة كالرعاع والسفلة والهمج وضعاف المدارك، والعوام والاعراب ونحوهم.
قال مكحول: " تفقه الرعاع فساد الدين والدنيا، وتفقه السفلة فساد الدين".