الحمد لله على كل حال، وبعد: أخي هذا ما قدرت عليه وأسأل الله تعالى أن يوفقنا لما فيه الخير في الدنيا و الآخرة، آمين:
- قال الشيخ علي محفوظ-رحمه الله تعالى- في (( الإبداع)): "من البدع المكروهة تحريما التلحين في الأذان، وهو التطريب أي التغني به، بحيث يؤدي إلى تغيير كلمات الأذان و كيفياتها بالحركات و السكنات، ونقص بعض حروفها أو زيادة فيها، محافظة على توقيع الألحان، فهذا لا يحل إجماعا في الأذان كما لا يحل في قراءة القرآن".
- وقال الحافظ ابن الجوزي-رحمه الله تعالى- في (( تلبيس إبليس)):"كره مالك بن أنس وغيره من العلماء التلحين في الأذان كراهية شديدة لأنه يخرجه عن موضع التعظيم إلى مشابهة الغناء".
- وقال الإمام بن بطة العكبري-رحمه الله تعالى-في ((الشرح و الإبانة)): "ومن البدع قراءة القرآن و الأذان بالألحان، وتشبيهها بالغناء ".
- وقال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله تعالى-في ((الشرح الممتع على زاد المستنقع)): "اللحن-في الأذان- ينقسم إلى قسمين: قسم: لا يصح معه الأذان، وهو يتغير به المعنى. وقسم: يصح به الأذان مع الكراهة، وهو الذي لا يتغير به المعنى، فلو قال المؤذن: (الله أكبار) فهذا لا يصح؛ لأنه يحيل المعنى، فإن (أكبار) جمع (كَبَر) كأسباب جمع سبب وهو الطبل، ولو قال (الله أكبر) فإن هذا يجوز في اللغة العربية إذا وقعت الهمزة مفتوحة بعد ضمٍ أن تقلب (واواً)، ولو قال: (أشهد أن محمداً رسولَ الله) فهو لا شك أنه لحن يحيل المعنى على اللغة المشهورة؛ لأنه لم يأتي بالخبر لكن هناك لغة ورد فيها أن خبر (أن) يكون منصوباً فيقبل هذا، قال عمر بن أبي ربيعة وهو من العرب العرباء:
إذا اسود جنح الليل فلتأت ولتكن# خطاك خفافاً إن حراسنا أسدا
وكذا فإن المؤذنين يعتقدون أن (رسول الله) هو الخبر. ولو قال (حيا على الصلاة) فعلى اللغة المشهورة وهي أن اسم الفعل لا تلحقه العلامات فهذا لا يتغير به المعنى فيما يظهر، وحينئذٍ يكون الأذان صحيحاً؛ لأنه أشبع الفتحة حتى جعلها ألفاً".