(( من تختم بالعقيق لم ير الضيق ))

(( من تختم بالعقيق لم ير الضيق ))

نرى مجموعة من الناس ( أغلبهم من الرافضة ) يحرصون أشد الحرص على التختم بالعقيق ، وقد تبع هؤلاء جهلاء أهل السنة ؛ فتفننوا في لبس العقيق ، وقد رأيت من ذلك العجب العجاب !
هذا رجل أراه دائماً في مسجد قباء يتختم بالعقيق في أغلب أصابعه
العشر !
بل وفي كل إصبع ثلاثة خواتم من العقيق ؛ فالمجموع لا يحتاج لآلة حاسبة تخرج لنا عدد الملبوس منها في اليدين !!
وقد نصحته بطريقة لا تؤذي مشاعره كما يقولون ؛ فسألته : هل ورد شيء من الأحاديث في فضل لبس العقيق ؟ فما كان منه إلا أن قال : لا أعلم ؛ وبدأ يتلعثم في الكلام ، ثم ولى مدبراً ولم يعقب !

ونصحاً لسنة النبي عليه الصلاة والسلام من هذا الدجل الذي يفعله هؤلاء ، فقد رأيت أن أفرد مقالاً في فضل التختم بالعقيق !!

فقد روى ابن الجوزي في كتابه العظيم ( الموضوعات ) جل هذه الأحاديث ، وجزم المحقق ابن القيم رحمه الله في ( المنار المنيف ) ص132 برقم ( 297 ) بأنها موضوعة كلها لا أصل لها ، ونقل عن العقيلي رحمه الله قوله : ( لا يثبت في هذا شيء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) 0
فمن ألفاظ هذه الأحاديث المكذوبة :
1- ( من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيراً ) ! 2- ( تختموا بالعقيق ؛ فإنه مبارك ) ! 3- ( تختموا بالعقيق ؛ فإنه أنجح للأمر ، واليمنى أحق بالزينة ) ! 4- ( أكثر خرز أهل الجنة : العقيق ) ! 5- ( تختموا بالعقيق ؛ فإنه ينفي الفقر ) ! 6- ( تختموا بالخواتم العقيق ؛ فإنه لا يصيب أحدَكم غم ما دام عليه ) ! 7- ( من تختم بالعقيق لم ير الضيق ) ! 8- ( من تختم بالعقيق ونقش فيه : ( وما توفيقي إلا بالله ) وفقه الله لكل خير ، وأحبه الملكان الموكلان به ) !

وغير ذلك من الألفاظ التي بينها السخاوي رحمه الله في كتابه القيم
( الفتاوى الحديثية ) - بتحقيقي - برقم ( 32 ) 0 وقد تحرف على بعض الكذابين هذا الحديث ، فرواه بلفظ : ( من تخيم بالعقيق لم ير الضيق ) يعني : واد العقيق بالمدينة النبوية 0

تنبيه : أمثل الأسانيد التي وقفت عليها في هذا الباب : ما رواه البخاري في (تاريخه ) - وليس هو ( صحيح البخاري ) - من حديث فاطمة الكبرى مرفوعاً : ( من تختم بالعقيق لم يقض له إلا بالتي هي أحسن ) !
وللأسف تمسك كثير من الجهلة بتعقب السيوطي لابن الجوزي في
( الآليء المصنوعة ) 2 / 272 بهذا السند قائلاً : ( وهذا أصيل ، وهو أمثل ما ورد في الباب ، والله أعلم ) 0
قلت : لكن مداره على مجهول هو : هشام بن ناصح ، ولا أشك أن الحمل عليه في هذا الإسناد الموضوع سنداً ومتناً !!

اللهم اجعلنا هداة مهتدين 0
كتبه الشيخ علي رضا