وأي خير عندك يا صاحب المقال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الواحد الأحد الصمد، نحمده تعالى على ما له علينا من صنوف الإحسان التي لا يقدر على عدِّها أو حصرِّها إنس ولا جان.
ونحمده تعالى ونستعينه، ونستغفره من كل ذنب عملناه صغيراً أو كبيراً، عن خطإٍ أو عمْدٍ أو نسيان.
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد وله الملك وهو على كل شيء قدير.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى في خلقه أجمعين، أرسله بدين الهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
أما بعد
فلقد اطلعت على مقال بعنوان (يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر)
وألفيته مقالاً سيئاً ينبع عن صاحب هوى، وفكر منحرف، قد نخر فكره الإرجاء والتمييع، فأمات قلبه، فينبغي لطلبة العلم أن ينبذوا أمثال هذا السحابي الربيعي الذي تربى على منهج التمييع والإرجاء؛ لذلك تراه لا يرى أصحاب الإرجاء مرجئة، ولا يرى خطأ من كتم الحق خطأً، وهو لجهله ينبذ كتاب الله وسنة الرسول وكلام السلف الصالح وراء ظهره، وكأنه لا يقرأ قول الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُون ، وقوله تعالى وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ .
فلا حول ولا قوة إلا بالله ليت هذا الكاتب بقي كما يقول مبتعداً عن المشاركة في المنتديات وعن الكتابة فيها وأراح نفسه من التلبيس والتدليس والتضليل، ومن القول على الله بغير علم، ونشر جهله بين المسلمين وقد وقع الكاتب – هداه الله- في ما كان يخشاه من الابتلاء بموت القلب قبل موت البدن، فأصبح متبلداً لا يغار لدينه، فلا يقول حقاً ولا ينصر مظلوماً، فوقع في الباقعة التي ليس لها راقعة، وزين له الشيطان ما رآه حسناًً.
فانظر أيها القارئ لوضع الكاتب السحابي الربيعي الأدلة في غير محلها، فظن أنها حجة له وهي حجة عليه، قال: قال تعالى وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
قلت: فالكاتب لا يفقه ولا يفهم معنى هذه الآية الكريمة وإلا لو كان يعرف معنى هذه الآية لما كتب هذا المقال السيئ، فأي خير يدعو له وهو يدعو إلى التمييع ونفي الإرجاء عن أهله؟! وهل من يهون من أمر أهل الإرجاء، وأهل الضلال يكون آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر؟! وهل من يكون هذا حاله يكون من أهل الفلاح؟! فمن هو الذي دعا إلى الفرقة، وتسبب في فرقة الكثير من المسلمين بتضليله ودعوته إلى تبعيته على الإرجاء، بدعوى أن الإيمان ينقص حتى يبقى منه ذرة بدون عمل، وعدم تكفير تارك العمل بالكلية ( جنس العمل)، وذم التقليد على إطلاقه، ودعوى جواز التنازل عن أصول الدين، ألا وهو ربيع الذي يدافع عنه الكاتب المذكور؟!!.
أيها الكاتب المغفل إن الآية التي استدليت بها تأمرك أن تنكر المنكر الذي يدعو إليه شيخك ربيع وتنشره شبكتكم سحاب الشر، وتأمرك أن تدعو إلى الخير، وتنهى عن المنكر، وتأمرك كذلك أن تقف بجانب إخواننا في شبكة الأثري في بيان انحراف وضلال من انحرف وضل كربيع المدخلي والحلبي ومن سار في ركابهما، ومن سكت وكتم بيان الحق وتوقف عنه بعد معرفته.
أيها الكاتب أحذرك نفسك فقل خيراً أو اصمت، هذه نصيحتي لك.
لقول رسول صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".
ولقوله صلى الله عليه وسلم (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً....) الحديث.
فدعك أيها الجاهل من بنيات الطريق، والسفسطة، والخوض فيما لا تدركه، وعليك أن تطلب العلم، وتعرف الحق فإنك مازلت جاهلاً، هذا إن لم يكن ران عليك الضلال.
فأنت أيها الكاتب فعلاً أصبحت لا تعي الصواب، أما نحن عرفنا الصواب وأنت عائم وما زلت في بحر الضلال نسأل الله أن يهديك ويريك الحق حقاً.
أيها القارئ أنا لا أشك أن الكاتب هو من منبر سحاب الشر بدليل كلامه (وفي منبر سحاب الخير) ودعواه كذباً وزوراً وإفكاً أن (شبكة سحاب) محبون للدعوة السلفية هذا خلاف الواقع، ومعلوم أنهم محاربون للدعوة السلفية، ويدعون إلى التقليد المذموم.
أيها الكاتب إن امتداحك -لشبكة من شبكات الإرجاء والضلال مثل شبكة سحاب (شبكة الشر)- غير مكانه ويجب عليك أن تتوب وتتبرأ من هذه الشبكة الخبيثة.
وأما شبكة الأثري ففعلاً فيها أناس محبون للحق، إلا من اندس داخلها لأهداف سياسية بهدف الإفساد وسينكشف يوماً مثل ما انكشفت أنت، فالشبكة والحمد لله أوقفها صاحبها من بداية فتحها لخدمة السنة ونصرة الحق وهذا ما يثبته الواقع، ويثبته جهادها ودفاعها عن الحق ودحض الباطل، مع أنهم ليسوا معصومين من الخطأ، بل يشكرون على كفاحهم ومحاربتهم لأهل الضلال.
وقولك أيها الكاتب: (كما أني لا أشك أن هناك مندسين بين الصفوف، كرهوا دعوتنا وعادوا علمائنا لما بينوا من عوراتهم وكشفوا من زيف وضلال مناهجهم، وقيل قديماً الصراخ على قدر الألم ..."
فأقول: وأنا على يقين أن هناك سحابيين مندسين بين صفوفنا في شبكة الأثري أمثالك، وفعلاً نحن نكره دعوة الجهلة أمثالك، ونكره الضلال الذي تدعو له أنت وشيخك المدخلي، ونعادي مشايخكم من أهل الإرجاء، وقد كشف أهل الحق عوارهم، وأبطلوا زيفهم وكيدهم، فظهر صياحهم وصراخهم، وفعلاً كما قيل الصراخ على قدر الألم، فصياح شيخكم المدخلي وتخبطه وخلطه وتشنجه دليل على إفلاسه، وعدم رجوعه عن الضلال –أيضاً- دليل على انحرافه.
ثم ما أبعدك أنت أيها الكاتب عن دعوة التوحيد في بلد الحرمين؛ واعلم أن أهل السنة لا ينخدعون؛ لأن عندهم ميزاناً يكشفون به أهل الزيف والباطل وميزانهم هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فانظر كيف كشفوا تلبيسك ومن قبلك شيخك المدخلي وعلى الباغي تدور الدوائر.
فانظر أيها القارئ إلى قول الكاتب: (ولقد كنا حتى عهد قريب, نرى أن المملكة قد حباها الله بعلماء أجلاء فتحوا لنا الصدور والبيوت لتلقي العلم من معين صافي ومنهل عذب زلال, وأجابوا مشكورين عن أسلتنا واستفساراتنا وبذلوا المال والوقت والجهد من أجلنا, وكلكم من شتى بقاع الأرض يعرف ذلك ولا ينكره.
ولقد هال هذا أعداء الدعوة وآلمهم أشد الألم أن يروا التفاف الشباب المسلم على مشائخ السلف, وخافوا من اندثار مللهم الباطلة ونحلهم الضالة, فدبروا ومكروا فما وجدوا مثل حيلة الأمس وهي الدس بين الصفوف ومحاولة زرع الفتنة وبذور الشك بين العلماء خاصة وطلبة العلم عامة والناس تبعاً لهم. ولتعلم صدق قولي انظر الآن من يكتب ويجتهد في هذه الفتنة وابحث عن اسمه أو رسمه قبل سنين لما كان الصف واحد والعلماء إخوة متحابون فلا ولن تجد له مشاركة أو حتى سؤال!(
أقول المملكة العربية السعودية حباها الله بعلماء أجلاء ومازالوا وإن شكك الكاتب بانتهائهم بقوله (حتى قريب)، فهم فاتحون لنا صدورهم وبيوتهم لتلقي العلم عن طريقهم رغم أنف الكاتب...إلخ.
فهاهم هيئة كبار العلماء برئاسة المفتي وغيرهم من إخوانهم يجيبون السائلين من شتى أقطار الأرض ويكشفون من ضل في العقيدة أمثال الكاتب وشيخه المدخلي.
أما قول الكاتب: (أقولها وقد تستغربون أن الشيخ ربيع [كذا] حفظه الله ليس مرجيء[كذا] وكلنا يعرف هذا وأن الشيخ فالح[كذا] ليس حدادي[كذا] وكلنا يعرف ذلك وأن الشيخ النجمي والجابري ومحمد المدخلي والسحيمي من أهل الخير والعلم).
أقول: ربيع المدخلي مرجيئ رغم أنفه، وأنف الكاتب، ومن نفى إرجاءه وسار في ركابه فهو مثله، ويلحق به، ومن التمس له البراء ودافع عنه فهو ظالم لنفسه خائن لدينه، ونحن نتمنى أن ربيعاً يعود للحق ويتوب عن ما وقع منه ولا يكابر بعد ما بلغ من الكبر عتياً، ومن تاب وبين فإن الله غفور رحيم، كما قال الله تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً وقوله عز وجل إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً وقوله تعالى إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. فأهل السنة لا يخرجون أمثال ربيع من دائرة الإسلام مع تبديعه فيما وقع فيه من بدع، وهذا هو العدل مع ربيع وغيره.
فربيع وقع في أمور خطيرة منها أولاً:
أنه لا يرى كفر تارك العمل بالكلية ( جنس العمل).
وثانياً: يرى أن الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه إلا ذرة بدون عمل... فكيف لا يكون مرجيئاً.
وثالثاً، ورابعاً، وخامساً: يرى أنه يجوز التنازل عن أصول الدين، ولا يقول بالتفصيل في التقليد، ولا يتصور موافقة المرجئة للخوارج كما هو قول الإمام أحمد، وزد إلى ذلك ظلمه ودعواه على الشيخ فالح – حفظه الله – أنه يوافق الرافضة.. واليهودية والماسونية .. وتكفيره إياه بأنه لا يقول بسماحة الشريعة والرخص، ودفاعه عن الحلبي، فهل هذا خطأ يمكن السكوت عنه، بل هذا لا شيء عند الكاتب، وليس هو في نظره لجهله يكون مرجئً فما أقبح وأظلم دفاع هذا الكاتب.
أما المشايخ: النجمي، وعبيد الجابري، وصالح السحيمي، ومحمد هادي فنقول عليهم أن يقولوا الحق وإلا فهم كاتمون له، بل يجب عليهم امتثال أوامر الله والرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمرهم به.
قال الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ وقال تعالىوَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ وقال تعالى ً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وقال تعالى وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
وقال رسول صلى الله عليه وسلم " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً قال تأخذ فوق يديه"
وقال رسول صلى الله عليه وسلم " أقيموا حدود الله في القريب والبعيد ولا تأخذكم في الله لومة لائم"، ومبايعة الصحابة لرسول الله رضوان الله عليهم على أن يقولوا الحق أينما كانوا لا يخافون في الله لومة لائم.
فلماذا لا يجيبون بالحق عند ما يسألون فيبينون ضلال ربيع المدخلي وأن الشيخ فالحاً – حفظه الله – هو المحق حتى تنقطع الفتنة ويرجع المضل عن ضلاله، ألا يعرفون قول الرسول صلى الله عليه وسلم " من سئل عن علم علمه ثم كتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار"
فوالله إن سكوتهم هذا كتمان للحق، وظلم وإجرام في حق الدين.
فأين العلم الذي يعرفونه والذي يعلمونه؟!!. أهكذا حال العلماء؟!!.
أخي القارئ لا تغتر بتلبيس هذا الكاتب، وكن على الحق ولا تأخذك في الله لومة لائم، وبين الحق سواء كان المخالف أباك أو أخاك أو صديقك، فهذا الواجب عليك.
واعلم أيها القارئ أن العالم يظهر علمه في اشتداد الفتن، وها نحن قد رأينا ضعف علم أناس لو قيل لنا فيهم يوم من الأيام قبل فتنة المدخلي بأنهم يسكتون عن الحق ولا يبينونه لحملنا عليهم العصي.
وأخيراً أنصح الكاتب بالتوبة عن هذا الضلال، كما أنصح المشرفين على شبكة الأثري أن لا يسمحوا لهذا الجاهل بالكتابة في هذه الشبكة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
