غلو الشيخ ربيع في أحكامه على مخالفيه وأثر ذلك على أتباعه ومقلديه.[إضافة مستمرة]
الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين،وعلى آله وصحبه،ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فلا يخفى لكل متجرد من التعصب والتقليد الأعمى مجاوزات الشيخ ربيع ـ عفا الله عنه ـ وغلوه في الأحكام على مخالفيه ،سواء كانوا من أهل السنة أم من أهل البدعة ـــ وإن كان يعتقد هو ومقلدوه أن جميع من خالفهم مبتدع ـــ ،من الرمي بالعظائم ،والتهم الخطيرة ، حتى وصل الأمر إلى الرمي بالزندقة والنفاق ،وبهذا فُتِحَ باب التكفير لمخالفهم على مصراعيه ،وكل هذا مع الأسف باسم المنهج السلفي ونصرته ، والمنهج السلفي برئ من هذه المجازفات وهذا الغلو ، فأهل السنة وأئمة الدين حقاً، هم أهل الاعتدال والإنصاف مع المخالف والموافق ،وهم الذين استجابوا لربهم في قوله تعالى : " قل يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل " .ولقول نبيهم صلى الله عليه وسلم في قوله : " إياكم والغلو في الدين " .،وقد قال العالم حقاً ،والمجاهد صدقاً، شيخ الإسلام ، أبو العباس ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في وصفه لهم : "وأئمة السنة والجماعة و أهل العلم والإيمان فيهم العلم و العدل و الرحمة فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة و يعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم كما قال تعالى كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى و يرحمون الخلق فيريدون لهم الخير و الهدى و العلم لا يقصدون الشر لهم ابتداء …إلى أن قال.. فلهذا كان أهل العلم و السنة لا يكفرون من خالفهم و إن كان ذلك المخالف يكفرهم لأن الكفر حكم شرعي "(الرد على البكري 256 )
وقال رحمه الله : "وهكذا مسائل النزاع التى تنازع فيها الأمة فى الأصول و الفروع اذا لم ترد إلى الله و الرسول لم يتبين فيها الحق بل يصير فيها المتنازعون على غير بينة من أمرهم فإن رحمهم الله أقر بعضهم بعضا و لم يبغ بعضهم على بعض كما كان الصحابة فى خلافة عمر و عثمان يتنازعون فى بعض مسائل الإجتهاد فيقر بعضهم بعضا و لا يعتدى عليه و ان لم يرحموا و قع بينهم الاختلاف المذموم فبغى بعضهم على بعض إما بالقول مثل تكفيره و تفسيقه و إما بالفعل مثل حبسه و ضربه و قتله و هذه حال أهل البدع و الظلم كالخوارج و أمثالهم يظلمون الأمة و يعتدون عليهم اذا نازعوهم في بعض مسائل الدين و كذلك سائر أهل الأهواء فانه يبتدعون بدعة و يكفرون من خالفهم فيها كما تفعل الرافضة و المعتزلة و الجهمية و غيرهم و الذين امتحنوا الناس بخلق القرآن كانوا من هؤلاء إبتدعوا بدعة و كفروا من خالفهم فيها ." (مجموع الفتاوى 17/311)
وقال رحمه الله : " ولما كان أتباع الأنبياء هم أهل العلم والعدل كان كلام أهل الإسلام والسنة مع الكفار وأهل البدع بالعلم والعدل لا بالظن وما تهوى الأنفس "( الجواب الصحيح 1/107)
هذا هو منهج أهل السنة والجماعة والأئمة المعتبرين ، أما ما نراه من طريقة الشيخ ربيع ـ عفا الله عنه ـ مع خصومه ، فهو الغلو المدمر مع الأسف ، وقد بدأت تظهر آثار هذا المنهج على أتباعه ومقلديه ، والأمثلة على هذا كثيرة جداً
وسوف أسوق ـ إن شاء الله ـ ما استطعت من الأمثلة لهذا الغلو ، ونماذج من تأثر أتباع الشيخ ومقلديه بطريقته في ذلك ، وسوف تكون على حلقات بحسب ما يستجد عندي من أقوالهم ، عسى الله أن يوفق الشيخ ومقلديه للرجوع عن هذا الطريق إلى الحق والاعتدال .
والله الهادي إلى سواء السبيل .