-
قال ابن أبي الدنيا رحمه الله في المحتضرين :
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : لَمَّا احْتُضِرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ ، دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِ كَانُوا يَحْسُدُونَهُ ، فَلَمَّا خَرَجُوا قَالَ مُتَمَثِّلًا :
تَمَنَّى رِجَالٌ أَنْ أَمُوتَ فَإِنْ أَمُتْ *** فَتِلْكَ سَبِيلٌ لَسْتُ فِيهَا بِأَوْحَدِ
فَمَا عَيْشُ مَنْ يَبْقَى خِلَافِي بِضَائِرِي *** وَمَا مَوْتُ مَنْ يَمْضِي أَمَامِي بِمُخْلِدِي
فَقُلْ لِلَّذِي يَبْقَى خِلَافَ الَّذِي مَضَى *** تَهَيَّأَ لأُخْرَى مِثْلِهَا فَكَأَنْ قَدِ "
-
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره :
الجز1 :سورة البقرة : الآية 44 {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون}
اعلم وفقك الله تعالى أن التوبيخ في الآية بسبب ترك فعل البر لا بسبب الأمر بالبر ولهذا ذم الله تعالى في كتابه قوما كانوا يأمرون بأعمال البر ولا يعملون بها وبخهم به توبيخا يتلى على طول الدهر إلى يوم القيامة فقال "أتأمرون الناس بالبر" الآية وقال منصور الفقيه فأحسن:
إن قوما يأمرونا * بالذي لا يفعلونا
لمجانين وإن هم * لم يكونوا يصرعونا
وقال أبو العتاهية:
وصفت التقى حتى كأنك ذو تقى * وريح الخطايا من ثيابك تسطع
وقال أبو الأسود الدؤلي:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم
وابدأ بنفسك فانهها عن غيها * فإن انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل إن وعظت ويقتدى * بالقول منك وينفع التعليم
وقال أبو عمرو بن مطر: حضرت مجلس أبي عثمان الحيري الزاهد فخرج وقعد على موضعه الذي كان يقعد عليه للتذكير، فسكت حتى طال سكوته، فناداه رجل كان يعرف بأبي العباس: ترى أن تقول في سكوتك شيئا؟ فأنشأ يقول:
وغير تقي يأمر الناس بالتقى * طبيب يداوي والطبيب مريض
قال: فارتفعت الأصوات بالبكاء والضجيج.
-
يذكر أن إِنَّ آخِرَ خُطْبَةٍ خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : " أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا عَبَثًا وَلَنْ تُتْرَكُوا سُدًى ، وَإِنَّ لَكُمْ مَعَادًا يَنْزِلُ اللَّهُ فِيهِ لِلْحُكْمِ بَيْنَكُمْ ، وَيَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ، فَخَابَ وَخَسِرَ مَنْ خَرَجَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَحُرِمَ جَنَّتَهُ ، عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ ، أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يَأْمَنُ غَدًا إِلَّا مَنْ حَذِرَ الْيَوْمَ ، وَخَافَهُ وَبَاعَ نَافِذًا بِبَاقٍ ، وَقَلِيلًا بِكَثِيرٍ ، وَخَوْفًا بِأَمَانٍ ، إِلَّا تَرَوْنَ أَنَّكُمْ مِنْ أَصْلَابِ الْهَالِكِينَ ، وَسَيَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمُ الْبَاقُونَ حِينَ تُرَدُّونَ إِلَى خَيْرِ الْوَارِثِينَ ، ثُمَّ إِنَّكُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ تُشَيِّعُونَ غَادِيًا وَرَائِحًا إِلَى اللَّهِ ، قَدْ قَضَى نَحْبَهُ وَانْقَضَى أَجَلُهُ حَتَّى تُغَيِّبُوهُ فِي صَدْعٍ مِنَ الْأَرْضِ ، فِي بَطْنِ صَدْعٍ غَيْرِ مُمْتَدٍّ وَلَا مُوَسَّدٍ ، قَدْ فَارَقَ الْأَحْبَابَ ، وَبَاشَرَ التُّرَابَ ، وَوَاجَهَ الْحِسَابَ ، مُرْتَهَنٌ بِعَمَلِهِ ، غَنِيٌّ عَنْ مَا تَرَكَ ، فَقِيرٌ إِلَى مَا قَدَّمَ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ قَبْلَ انْقِضَاءِ مَوَاثِيقِهِ ، وَنُزُولِ الْمَوْتِ بِكُمْ " ، ثُمَّ رَفَعَ جَعَلَ طَرْفَ رِدَائِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ
-
ولبعضهم :
تَقْوى الإلهِ ذخيرةٌ للموئلِ *** والبِّرُ خيرُ مطيةِ المتحَّمل
ولبعضهم:
عليكَ بتَقوى اللّه في كل أمرِه *** تجد غبها يوم الحسابِ المطَّولِ
-ألا إِن تقوى اللّه خيرُ مغبةٍ *** وأفضلُ زادِ الظاعنِ المتحملِ
-ولا خيرَ في طولَ الحياةِ وعيشِها *** إِذا أنتَ منها بالتقى لم ترحلِ
-
ولبعضهم :
وليس بمنسوبٍ إِلى العلم والنهى *** فتىً لا تُرى فيه خلائقُ أربعُ
-فواحدةٌ: تقوى الإِله التي بها *** يُنال جسيمُ الخيرِ والفضلُ أجمعُ
-وثانيةٌ: صدقُ الحياءِ فإِنه *** طباعٌ عليه ذو المروءةِ يطبعُ
-وثالةٌ: حلمٌ إِذا الجهلُ أطلعتْ *** إِليه خبايا من فجورٍ تسرَّعُ
-ورابعةٌ: جودٌ بملكِ يمينهِ *** إِذا نابه الحقُّ الذي ليسُ يدفعُ
-
أعاننا الله على لقائه
قال أبو العتاهية رحمه الله :
ما أغفل الناس عن يوم ابتعاثهم *** ويوم يلجمهم في الموقف العرق
-
قال بعضُهم: خرجنا مع زَيْد بن عليّ نُريد الحجَّ فلما بلغنا النِّبَاج وصرنا إلى مقابرها التفتَ إلينا فقال:
لكُلِّ أًناس مَقْبَر بِفنائهم ***فهم يَنْقُصُون والقُبور تَزيدُ
فما إنْ تَزالُ دارُ حَيٍّ قد ***اخْرِبَتْ وقَبْرٌ بأَفْنَاءِ البُيوت جديد
هُمُ جِيرَةُ الأحياء أما مَزارُهم ***فدانٍ وأما المُلتقى فبَعِيد
وقال: مررتُ بيزيد الرَّقاشيّ وهو جالسٌ بين المدينة والمقبرة فقلت له: ما أجْلسك ها هنا قال: أَنْظُر إلى هذين العَسْكرين فعسكرٌ يَقْذِف الأحياء وعسكرٌ يلْتقم الموتى
-
وقال محمدُ بن عبد الله:
وعمّا قلَيلٍ لنْ تَرى باكياً لنا ***سَيَضْحك من يَبْكى وُيعْرض عن ذِكْري
تَرى صاحبي يبكى قليلاً لِفًرْقتي*** ويَضْحك من طُول اللَيالي على قَبري
ويُحْدِث إخواناً ويَنْسى مَودَتي ***وتَشْغله الأحباب عنّي وعن ذِكْري
-
قال أبو العتاهية رحمه الله :
هب الدنيا تساق اليك عفواً *** أليس مصير ذلك للزوال
نعى نفسي إليَّ من الليالي *** تصرفهن حالاً بعد حال
فما لي لست مشغولاً بنفسي *** وما لي لا أخاف الموت مالي
أما في السالفين لي اعتبار *** وما لاقوه لم يخطر ببالي
كأني بالمنية أرغمتني *** ونعشي بين أربعة عجال
وخلفي نسوة يبكين بعدي ***كأن قلوبهن على المقالي
-
قال أبو العتاهية رحمه الله :
عليكُمْ سلاَمُ اللهِ إنِّي مُوَّدعُ *** وعيْنَايَ منْ مضِّ التَّفَرُّقِ تَدْمَعُ
فإنْ نحنُ عِشْنَا يجمَعُ اللهُ بيننَا *** وَإنْ نحنُ مُتْنَا، فالِقيامَة ُ تَجمَعُ
ألمْ تَرَ رَيْبَ الدّهْرِ في كلّ ساعة *** ٍ لَهُ عارضُ فيهِ المنيَّة ُ تَلْمَعُ
أيَا بَانِيَ الدُّنْيَا لِغيْرِكَ تََبْتَنِي *** ويَا جامِعَ الدُّنيَا لِغَيْرِكَ تَجْمَعُ
أَرَى المرْءَ وثَّاباً عَلَى كُلِّ فُرْصَة ٍ *** وللمَرْءِ يَوْماً لاَ مَحَالَة َ مَصْرَعُ
تَبَارَكَ مَنْ لاَ يمْلِكُ المُلكَ غَيْرُهُ *** مَتَى تَنْقَضِي حَاجَاتُ مَنْ لَيسَ يَشْبَعُ
أيُّ امْرِىء ٍ فِي غَايَة ٍ لَيْسَ نَفْسُهُ *** إلى غايَة ٍ أُخرَى ، سواها، تَطَلَّعُ
-
قال حسان بن ثابت فيما ينسب إليه رضي الله عنه يرثي رسول الله صلى الله عليه وسلم
والله أسمع ما حييت بهالـــك ** إلا بكيت على النبي محمــد
صلى الإله ومن يحف بعرشه ** والطيبون على النبي محمد
-
يسر المرء ما ذهب الليالي *** وإن ذهابهن له ذهابا
-
قال الله جل جلاله :( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى )
-
اف على العلم الدي تدعونه ادا كان في علم النفوس رداها
-
قال الله جل جلاله :( وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون)