ما هي شروط المكتبات ؟

سئل الشيخ بن عثيميين - رحمه الله- قد يقع في المكتبات اخطاء ويدخل فيها من يريد تغيير النظام وتحريف عقول الشباب؟ فاجاب هذا السؤال مهم والواقع ان المكتبات نفعها او ضررها يعتمد على امرين : (1)الكتب الموضوعة فيها:هل هي كتب سلفية مبنية على مذهب اهل السنة و الجماعة او كتب عقلية منحرفة فان كانت الاولى فنعم المكتبات وان كانت الثانية فلا بد من التصحيح.. (2) القائمون عليها من هم وما منهجهم وما عبادتهم وما اخلاقهم ؟ لا بد ان يكون القائمون عليها ممن يوثق بهم علما و منهجا لان المكتبات مأ وى الشباب والشباب كالعجينة بيد العاجن يتكيف حسب ما يكيف فاذا يسر له اهل الخير يدلونه على الحق و يرشدونه لما فيه مصلحته دنيا واخرى نفع الله بهذه المكتبات و صارت في الحقيقة نواة خير للشباب وان كانت اخرى ايا كان القائمون عليها ذوي انحراف واتجاه غير سليم فهنا يكمن الضرر فاما ان يغير القائمون عليها واما ان تغلق لان الدين الاسلامي مبني على تحصيل المصا لح اما الخا لصة واما الراجحة واذا كان في الشئ مصلحة و مفسدة قدم الراجح منهما كما قال تعالى ( يسالونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما ) ولهذا حرما ، وان كانت المصلحة اكبر اخذ بها و اندرجت المفسدة في ضمن المصلحة وهذا كما ينطبق على الاعمال ينطبق على العامل ، وهل كل عامل من اهل الخير عمله كله خير محض ؟ لا، في خير و شر لكن من الناس خيره اكثر ومنهم شره اكثر ،ولهذا لا يجوز ان ننظر للمسلمين من منظار الشرع فقط بل من الامرين جميعا ونقارن ونوازن وعلى حسب ما يظهر يكون العمل ، ارى ان المكتبات اذا قام عليها اهل الخير من ذوي العلم والامانة والاتجاه السليم والخلق الكريم فهي من خير المنشآت بشرط ان يتحقق الامر الاول وهو سلامة الكتب ...