أنظروا إلى الشبه بين ما قاله عائض القرني وما قاله ربيع المدخلي
أنظروا إلى الشبه بين ما قاله عائض القرني وما قاله ربيع المدخلي
قال ربيع المدخلي في مقدمة رده على أبي الحسن:
فقد وصل إلي نداء موجه من عدد كبير من طلاب العلم والدعاة إلى الله إلى العلماء يعتبون عليهم فيه عدم النهوض بواجبهم تجاه الفتنة التي قامت في اليمن، واشتد أوارها، ودامت وقتا طويلا، ولم يدل العلماء ببيان الحق فيها، فكان سكوتهم سببا لاستعارها، واشتداد أوراها، ونشكرهم على غيرتهم للحق، ومناداتهم بالصدع به ونصره ونصرة المظلومين.
من مقال إعانة أبي الحسن على الرجوع بالتي هي أحسن ص3
وتأملوا في كلام عائض القرني:
العلماء كثير منهم لا يقول كلمة الحق ولا يبين للناس ولا يقود الشباب ولا يوجههم ولا يحاورهم، حتى أن خرج بعض الآراء من الغلو والانحراف الفكري بسبب انه ما وجد العلماء يبصرونهم ويقودونهم إلى الوجهة السليمة ...
العلماء الآن لم يؤدوا دورهم ـ معذرة ـ كما ينبغي، لم يوجهوا كلمة للأمة...
انتهى كلامه من محاضرة له اقتطفت تفريغها من محاضرة الشيخ فالح الحربي التحذيرات الجلية من تخبطات القرني ومقاماته الشيطانية القرني والشيطان لقاء كذَّاب مع كذوب.
فانظروا- رحمكم الله - إلى هذا التشابه الغريب والعجيب مما يجعلنا نتأكد من أن ربيعا المدخلي - زيادة على تصريحاته المسموعة والمقروءة بانتقاص العلماء وعلى رأسهم هيئة كبار العلماء الموقرة رغم أنفه - وعائضا القرني لهما نفس الشخصية من حب التعالي وتزكية النفس وحب الظهور على حساب العلماء، فهما من خلال كلامهما يحاولان أن يبرزا أنفسهما وكأنهما الوحيدان الذان يهتمان بشؤون الأمة ومشاكلها، وأن غيرهما ليس كذلك.
وبما أننا أمرنا بالعدل والإنصاف فلا بد من أن ننبه إلى أن عائضا القرني كان أحسن أدبا من ربيع، لأنه لم يعمم في بداية كلامه وإنما قال كثير من العلماء.
كما أنه انتبه إلى سوء أدبه وقلة حيائه فأدخل كلمة مؤدبة وسط وقاحة ووساخة كلامه وهي *معذرة* – بالرغم من أنها غير مسلمة له مع كل ما قاله - ولكن على الأقل إعتذر وكما يقال الأعمش خير من الأعمى
[طبعا هذا إن سلمنا انه اعتذر عن كلامه، وأنه لم يقل معذرة لسبب آخر]
ولكن ربيعا – والعياذ بالله – لا تخصيص ولا اعتذار ولا هم يحزنون [عادي فهو ربيع ليس يشبهه ربيع ].
وانظرو – رعاكم الله – إلى كلامه الأخير[ ونشكرهم على غيرتهم للحق، ومناداتهم بالصدع به ونصره ونصرة المظلومين]
فهذا الكلام – إن أحسنا الظن به – فيه إيهام بأن العلماء على غير هذه الصفة من غيرة للحق ومناداة للصدع به إلى آخر مديحه وثنائه على طلاب العلم الذي لم يخص به أحدا من علمائنا.
ولو لاحظ الإخوان، فإن فتنة أبي الحسن كانت عثرة تحول كامل وانقلاب مفاجئ لربيع المدخلي والسبب طبعا مجهول –على الأقل بالنسبة لي – ولكن لا مانع من وجود احتمال واحد يفسره ألا وهو مناصرة جماعة الأردن والعباد لأبي الحسن هذا طبعا إن لم يكن الأمر أكبر من هذا وكما قيل:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا *** ويأتيك بالأخبار ما لم تزود
وكلمة أضيفها في الأخير لأكون صادقا مع نفسي - وأرجو من الجميع أن يكون كذلك - والله وبالله وتالله لولا الإرهاب الذي كنا نعيشه مع المدخلي وسحاب لكانت ردوده وما تفوه به خلال فتنة أبي الحسن كفيلة بان تجعلنا نعيد النظر في عقليته المريضة ونفسيته المهزوزة ومنهجه المخروم، ولكن ما عسانا نقول قدر الله وما شاء فعل وهذه هي الحياة مدرسة نتعلم منها كل يوم فعلينا -بارك الله فيكم- أن نعتبر بما حدث وأن نعطي كل ذي حق حقه دون إفراط أو تفريط.
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة ونعوذ بك من سوءها.
