بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ،
وبعد:
استجابة لأمرالله تعالى في قوله : { أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير}[ سورة لقمان آية (14)]
ولقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (( لا يشكر الله من لا يشكر الناس)) [ صحيح الجامع برقم:( 6417) ] ، أشكر الله جل وعلا على ما أولاني من نعم عظيمة لا أبلغ شكرها ، ومن أعظمها نعمة الإسلام والسنة ، والإستقامة على العقيدة السلفية، فاللهم لك الحمد والشكر وحدك لا شريك لك حمدا يوافي نعمك، كما أتوجه بالشكر الجزيل لفضيلة الشيخ الوالد فالح بن نافع بن فلاح الحربي-حفظه الله تعالى- على مجهوداته القيمة الجبارة في هذه الفتنة و بخاصة التي بين فيها حقيقة الخلاف في مسائل الإيمان بين عقيدة المرجئة الفاسدة المفسدة، وعقيدة السلف الصالح-رضوان الله عليهم أجمعين- ، والذي شد انتباهي ثباتك كالجبل الراسي لا يتزحزح عن الحق والثبات عليه ، فجزاك الله كل خير-يا شيخ- على التوضيح وإزالة الإلباس لأبنائك وإخوانك ، ونقول لك قل كلمتك و امشي، وإعلم يا شيخ أن الكثير من أبنائك هنا في الجزائر كلهم أذانا صاغيا، وأصبحوا يريدون الحق ويقبلونه بدون تهويل و تشنيع وتأييد بالإجمالات والجهالات، خاصة بعد كلام الشيخ ربيع -غفر الله له- عنكم أنك لم تتكلم في سيد قطب-أقنوم الخوارج المبتدع- وأنه ليست لك ردود عليه؟؟، فكانت هذه الكلمة من الشيخ ربيع -سدده الله- بمثابة محرك بحث وباعث عن الحقيقة من الكثيرين، أما بالنسبة لتسجيل أشرطتك في التسجيلات و نشر بينات وردود الحق في هذه الفتنة له أسباب فالمسألة تتعلق بالإيمان و ليس بالردود على التكفيريين والخوارج المارقة؟...و أكتفي بهذا الأثر المروي في الإبانة للإمام إبن بطة ولعل الكل يعيه ويفهم مقصودي وهو: قال الإمام ابن بطة- رحمة الله عليه- في كتابه [الإبانة...]: " وَذَكَرْتُ اَلْأَهْوَاءَ عِنْدَ رَقَبَةَ بْنِ مِصْقَلَةَ, فَقَالَ: أَمَّا اَلرَّافِضَةُ فَإِنَّهُمْ اِتَّخَذُوا اَلْبُهْتَانَ حُجَّةً وَأَمَّا اَلْمُرْجِئَةُ فَعَلَى دِينِ اَلْمُلُوكِ ... " فلنكن فطناء لا خوارج ولا مرجئة ، بل الخوارج هم المرجئة...فجزاك الله كل خير يا شيخ على ما قدمت.
ولي كلمة لكل أخ-صادق مع الله تعالى- ظهر له الحق أن يصدع به ولا يخاف في الله لومة، لأننا عند الممات وسؤال الملكين في القبر لن نسأل عن فالح أو ربيع أو عبيد أو...ولكن سنسأل عن الأصول الثلاثة التي زهد الكثير فيها ، ومن لم يظهر له فليبحث عنه وليغتنم ركعتين في الأسحار، عسى الله أن يريه الحق حقا و يرزقه الإتباع ويريه الباطل باطلا و يرزقه إجتنابه.
أما بخصوص أخان أبا علي السلفي-حفظه الله ووفقه لكل خير- فأقول له وأكررها له -حفظه الله تعالى-:
لا تظن أن أحد يَخلُص من الألم البتة، فعليك بالصبر بارك الله فيك- واليقين في الحق، فالله جل وعلى يقول في كتابه الكريم:{ فاصبر إن وعد الله حق و لا يستخفنك الذين لا يوقنون} ،وعليه فاعلم أخي- غفر الله لي و لك - أن الخفيف لا يثبت بل يطيش ، وصاحب اليقين ثابت لا يتزلزل ، ولعلك تتصفح كتب ابن القيم -رحمة الله عليه - ففيها الكثير لتسلية أهل السنة والأثر والغربة في هذه الفتنة والله المستعان. قال الله تعالى: {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآيتنا يُوقنون} راجع تفسيرها أخي الفاضل.
أما الكتاب في شبكة سحاب*1* فهم أصناف ولم أجد أحسن من كلام الإمام ابن قيم الجوزية-رحمة الله عليه-حيث قال:"حذاري حذاري من أمرين لهما عواقب سوء، أحدهما: رد الحق لمخالفته هواك فإنك تعاقب بتقليب القلب و رد ما يرد عليك من الحق رأسا ولا تقبله إلا إذا برز في قالب هواك ، قال تعالى{ ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة}.
والثاني: التهاون بالأمر إذا حصر وقته فإنك إن تهاونت به ثبطك الله و أقعدك عن مراضيه و أوامره عقوبة لك قال تعالى{ فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا و لن تقاتلوا معي عدوا، إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع القاعدين}،
فمن سلم من هاتين الآفتين و البليتين العظيمتين فليهنه السلامة"*2* نعم أيها الإخوة من سلم من هاتين البليتين العظيمتين فليهنه السلامة.
عذرا على الإطالة وأخيرا أوصي إخوتي أعضاء وكتاب شبكة الأثري بتقوى الله ، والقوة في ديننا، ونشر العلم: خصوصاً في كشف الشبهة التي راجت على من لا بصيرة له " والله أعلم وصلى الله و سلم على نبينا محمد.
محبك في الله محمد بن أحمد الصميلي السلفي الجزائري
6/أفريل/2005م
دولة الجزائر صانها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين
-----------------------------------
*1* - الحزبية بلا شك وخير دليل على ذلك نزعهم موقع دليل الفراج للمواقع الخبيثة لتحذيرنا منه بالصورة وهذا من الدلائل الواضحات على ردهم الحق إذا جاء من شبكة الأثري ثبتنا الله على الحق والصدع به وجميع الإخوة في هذه الشبكة السلفية الأثرية آمين.-
*2*من كتاب [بدائع الفوائد] لإبن القيم -رحمة الله عليه- المجلد الأول صفحة 180 طبعة دار الكتاب العربي -بيروت
