هل الشيخ فالح بن نافع الحربي يطعن في الشيخ مقبل الوادعي؟
هل الشيخ فالح بن نافع الحربي يطعن في الشيخ مقبل الوادعي؟
(تنبيه : لقد قرئ هذا الرد على الشيخ فالح بحضرة جماعة من طلبة العلم)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الأحد ، والصلاة والسلام على النبي محمد، وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان ورشد ، أما بعد:
فإن نشر الأكاذيب على أهل السنة والافتراءات عليهم عادةٌ قديمةٌ من عادات أهل الأهواء والبدع ، ساروا عليها منذ ظهرت أول قرونهم إلى هذه الأعصار المتأخرة ، وهذه عادتهم إلى قيام الساعة ؛ لأن الأكاذيب والافتراءات سلاح للعاجز الذي لا يملك حجة ولا بينة ولا أثرة من علم ، وقد تنوعت أساليبهم في أكاذيبهم وافتراءاتهم على طرق شتى ، فتارة يكذبون الكذب المحض الصُراح كما كذب ابن بطوطة في رحلاته على شيخ الإسلام ابن تيمية و زعم أنه رآه نازلا من المنبر قائلاً هكذا ينزل الله إلى السماء الدنيا - تعالى الله عن قوله- وتارة يكون الكذب بالتحريف و تحميل الكلام ما لا يحتمله كما فعل المغرضون الحسدة مع الإمام أبي عبد الله البخاري رحمه الله ونسبوا إليه بأنه يقول : ( لفظي بالقرآن مخلوق ) وهو إنما قال : ( أفعال العباد مخلوقة) فحملوا مقالته على ما أرادوه من معنى سقيم باطل ، وكذَّب البخاري من نسب إليه هذه المقولة وأظنه حلف على هذا وهو الصادق البار رحمه الله كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (12/432) .
لا يكذب المرء إلا من سفاهته أو عادة السوء أو من قلة الأدب
وإن من الشائعات والافتراءات التي تُنشر في هذه الآونة – بقصد التفريق بين أهل الحق وبث الخلافات بين صفهم – أن الشيخ العلامة فالحاً الحربي حفظه الله يطعن في الشيخ المحدث مقبل الوادعي رحمه الله ويقلل من قدره ..... إلى غير ذلك من الأكاذيب التي يحققون بها مآرب نفوسهم المريضة والعياذ بالله .
وإن مما يؤسف - حقاً- أن يكون الناقل لهذه الشائعات والأكاذيب ممن ينتسب للسنة وأهلها ويتظاهر بالعلم لا تدري تدينا أم تصنعاً وتكلفاً نسأل الله السلامة .
إذا ما لم يفدك العلم شـيئـا فخير منه أن لو قد جهلتا
وإن ألقاك فهمك في مهاو فـليتك ثـم لـيتك مـا فهمتا
وسأنقل للقارئ الكريم ما قاله الشيخ فالح حفظه الله في معرض كلامه عن دعوة أهل السنة في اليمن ليتبين لمن كانت له أدنى مسكة من عقل أنَّ مقالته لا تحتمل أي وجه من وجوه الطعن أو التقليل ، ولكنّ أصحابَ النفوس المريضة والقلوب البغيضة يظنون أن الكذب والافتراء يُهوِّن بعضاً من الحقد الدفين الذي أوغل في صدورهم ، وامتلأت به قلوبهم ، فاتخذوا مثل هذه الأساليب المشينة مسلكا مرضيا لهم ، وأنَّى لهم؟!
جهد البليد في الزمان مضيع وإن ارتضى أستاذه وزمانه
وقبل أن أنقل ما قاله الشيخ فالح سدده الله أنقل ما زعمه ذلك المغرض عن الشيخ لتظهر أكذوبته المحرفة وأن أمثال هذه الأكاذيب لا تنطلي على طلبة العلم الذين عرفوا الشيخ فالحاً بنصرة السنة وأهلها وتوقير العلم وأهله .
قال : إن الشيخ فالحاً يقول عن الشيخ مقبل : إنه لم ينشر الدعوة السلفية في اليمن وإنما نشرها طلبة الجامعة حين كان الشيخ مقبل في الحجر والطين ( أي مهنة البناء) .
وهذا – والله – كذب وافتراء على الشيخ حفظه الله يدل على رقة ديانة ناقله و من أشاعه لما فيه من الافتراء على أهل العلم والكذب عليهم فوقع ناشره في سوء ما رمى به غيره بل أشد ، لما في نشر أمثال هذه الأكاذيب من إيغال صدور الطلبة على علمائهم وتفريق الناس عنهم؛وهذا نقض لأصل عظيم من أصول أهل السنة وهو الاجتماع والألفة والتآلف.
ومقالة الشيخ فالح حفظه الله مقالة منصف عادل لا كما صورها ذلكم الناقل المحرف ، وسأنقلها لك الآن لتحكم بحق ، ويظهر لك الحق ، لمّا تكلم الشيخ فالح سدده الله عن دعوة أهل السنة في اليمن قال : إن دعوة أهل السنة انتشرت من قديم في اليمن عن طريق طلبة الجامعة وهم أكثر خريجيها الذين كانوا يتخرجون ويرجعون إلى بلادهم قبل أن ينتسب الشيخ مقبل إلى الجامعة الإسلامية وكان الشيخ يمارس آنذاك الحجر و الطين (أي مهنة البناء، وهذا ليس طعناً في الشيخ ولاغمزاً فيه وإنما ذكرٌ للحال كما سيأكد ذلك آخر الكلام) ولما التحق الشيخ بالجامعة ودرس فيها ورجع إلى بلاده اليمن نشر السنة و ثبته الله عليها بخلاف الكثير فقد اجتالتهم دعوة الإخوان)
أيها القارئ الكريم : هل مقالة الشيخ فالح حفظه الله التي تضمنت بيان حال الدعوة في اليمن قبل رجوع الشيخ مقبل إليها و وصف الشيخ مقبل بالثبات على السنة ونشرها يُعَدُّ طعنا وتقليلا من قدر هذا العالم ؟! ولكن حسبنا أن نتمثل بقول من قال :
وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم
قال العلامة ابن القيم في مدارج السالكين ( وما أكثر ما نقل الناس عن العلماء المذاهب الباطلة بالأفهام القاصرة )
وقال العلامة ابن سعدي في الرياض الناضرة( وكم نقل الناس عن الناس أشياء لا حقيقة لها بالكلية وقد يكون لبعضها نوع من الحقيقة لكنها نميت بالكذب والزور)
وأخيرا : إن هذا المكتوب ما هو إلا دفع للعادية عن أهل العلم وتكذيب لما نسب إليهم من الأباطيل والأكاذيب كهذا النقل الذي لا يصدقه العقلاء فضلا عمن ينتسب إلى العلم من العلماء والطلبة ، وليس ردا للكذب بالكذب والعداء بالعداء ، وما أحسن ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في سياق رده على بعض المفترين ، قال رحمه الله ( والجواب أن يقال ما في هذا الكلام من السب والشتم ليس هو علما يستحق الجواب عليه ويمكن الإنسان أن يقابله بأضعاف ذلك ويكون صادقاً لا يكون كاذبا مثله ويتبين أنه من أجهل الناس و وأسوئهم فهماً وأقلهم علماً وأنه إلى التفهم والتعليم أحوج منه إلى خروجه عن الصراط المستقيم وهو إلى التعزير والتأديب والتقويم أحوج منه إلى أن يقفوا ما ليس له به علم ) الأخنائية (380) .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه و سلم تسليما كثيرا .
كتب في 16/11/1424هـ
-منقول-
