هل يكفي المعتقد الصحيح عن العمل ؟ الجواب للإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله .

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي بإحسانه ، سدد من شاء من عباده ، وبامتنانه ، وفق من أسعف بإسعاده ، وبعنايته ، أعلى همة من خصه ، بجعل : جمع الأقوال السلفية ، غاية مراده ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة مخلص لله في قوله وعمله ، واعتقاده ؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه ، الذين جاهدوا في الله حق جهاده . وبعد :

سئل سماحة الشيخ الإمام السلفي الأثري عبد العزيز بن باز رحمه الله في شريط بعنوان : ( بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ) نشر وتوزيع " تسجيلات التقوى الإسلامية " ورقم الشريط هو ( 11167 ) الوجه ( الثاني ) السؤال التالي :
السؤال : هل يكفي المعتقد الصحيح عن العمل والاستقامة على شرع الله ؟

فأجاب رحمه الله :
" لا يكفي الإيمان والمعتقد عن العمل ، لا بد من العمل ، (( إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات )) لا بد من العمل ، يؤمن بالله ورسوله ، وتوحيد الله ، ويعمل ، يؤدي فرائض الله ، وينتهي عن محارم الله ، لابد من هذا وهذا ، (( إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم )) ، لابد من الإيمان والعمل ". نعم ..

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ،،،،،،

بارك الله فيك

الامام ابن القيم -رحمه الله -
(( الايمان له ظاهر وباطن ،زظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلاينفع ظاهر لاباطن له وان حقن به الدماء وعصم به المال والذريه ، ولايجزي باطن لا ظاهر له الا اذا تعذر بعجز او اكراه وخوف هلاك ،فتخلف العمل ظاهرا مع عدم المانع دليل على فساد الباطن وخلوه من الايمان، ونقصه دليل نقصه وقوته دليل قوته ..))
وقال :(( وكل علم وعمل لايزيد الايمان واليقين قوة فمدخول ،وكل ايمان لايبعث على العمل فمدخول )) الفوائد
* ويقول -ايضا- (( والله امر عباده ان يقوموا بشرائع الاسلام على ظواهرهم وحقائق الايمان على بواطنهم ولايقبل واحدا منهما الا بصاحبه وقرينه ))
-ثم - (( وكل حقيقه باطنه لايقوم صاحبها بشرائع الاسلام الظاهره لاتنفع ولو كانت ما كانت فلو تمزق القلب بالمحبة والخوف ولم يتعبد بالأمر وظاهرالشرع لم ينجه ذلك من النار )) من الفوائد

خليل الهراس في شرح الواسطية :
(( ..فانه لابد الايمان من قول اللسان واعتقاد بالجنان وعمل الأركان فاذا اختل واحد منهما لم يكن مؤمنا ))

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله فقال :

- من شهد أن لا إله إلا الله واعتقد بقلبه ولكن ترك جميع الأعمال ، هل يكون مسلماً ؟

- قال الشيخ رحمه الله : لا ، ما يكون مسلماً حتى يوحد الله بعمله ، يوحد الله بخوفه ورجاءه ، ومحبته ، والصلاة ، ويؤمن أن الله أوجب كـذا وحـرم كـذا. ولا يتصـور .. مـا يتصـوّر أن الإنسـان المسلم يؤمن بالله يترك جميع الأعمال ، هذا التقدير لا أساس لـه. لا يمكــن يتصـور أن يقـع مـن أحـد .. نعم ؛ لأن الإيمان يحفزه إلى العمل ؛ الإيمان الصادق .. نعم)
(نقلاً من التعليق على فتح المجيد شرح كتاب التوحيد الشريط الثاني أول الوجه الثاني) ذكره السناني في اقوال ذوي العرفان

** وقال أبو طالب المكي رحمه الله فيما نقله شيخ الإسلام عنه في (الفتاوى:7/336) :"وأيضاً الأمة مجتمعة أن العبد لو آمن بجميع ما ذكره من عقود القلب في حديث جبريل من وصف الإيمان ولم يعمل بما ذكره من وصف الإسلام أنه لا يسمى مؤمناً ، وأنه إن عمل بجميع ما وصف بـه الإسلام ، ثم لم يعتقد ما وصفه من الإيمان أنه لا يكون مسلماً ، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته لا تجتمع على ضلالة".المصدر السابق

جزاكم الله خير الجزاء ورحم الله سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة واسعة .

جزاكم الله خير الجزاء ورحم الله سماحة الوالد الشيخ العلامة المحدث الفقيه عبد العزيز بن باز رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى آمين .

رحم الله العلماء الاجلاء

جزاك الله خير