حكم التقليد من اقوال الائمه الثقات((هديه الى ابى المكرمات))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه وبعد:
ففى الاونه الاخيرة كتب احد المتعالمين مقالا فى احدى الشبكات وادعى فيه انه سيوجه سؤلان يعجز عنهما المسؤل وطنب فيهما والغريب ان الموضوع((مميز)) لديهم وانى التميز؟!!
ومما اثاره هذا المتعالم التقليد فقد ذكر التقليد بطريقة طرحه للسؤال على انه مما يعاب على صاحبه فى اى وقت وانه مما يعجز به صاحبه فاحببت ان ابين له الموقف الحق لعله يتذكر او يخشى
واننى اناشده ان يدع هذا الاسلوب الذى اثخن جرح الدعوه وزاد من شتاتها وهو الانكار لاجل الانتصار لا لاجل النصيحه والبيان فقد اجبت عن اسئلتك التى طرت بها فرحا.
فعليك ان تكتب اعتذارا الى هذه الشبكة فهذا ما يتوجب عليك الان فكن عند الواجب او اتى لنا باجوبه عن الردود التى رد بها الاخوة عليك كما طلبت ام تريد ان يصدق فيك قول ابو الدرداء رضى الله عنه:((علامة الجهل ثلاثه:العجب، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه، وان ينهى عن شىء وياتيه)).
اما التقليد فاعلم وفقنى الله واياك ان الناس صنفين عالم وجاهل وان شئت فقل انهم اهل الذكر واهل سؤال فالصنف الاول وهم العلماء الراسخون فى العلم يسوغ لهم الاجتهاد وهم اهله والواجب على طلاب العلم ان يقتدوا بهم قال الامام البغوى فى تفسيره:" لعلمه الذين يستنبطونه منهم"اى يستخرجونه وهم العلماء، اى علموا ما ينبغى ان يكتم وما ينبغى ان يفشى، والاستنباط: الاستخرج يقال استنبط الماء اذا استخرجه)).
وكما انهمم هم اهل الاجتهاد فى النوازل الا انهم لا يعيبهم ان يقلدوا غيرهم بل ان كل امام او عالم هو مقلد لغيره ولا بد.
فهذا الامام احمد كما روى المروذى انه قال:" اذا سئلت عن مسئلة لا اعرف فيها خبرا ، قلت فيها بقول الشافعى، لانه امام عالم من قريش" .
وقال الامام ابن قيم الجوزيه رحمه الله بعد ان ذكر ان للمفتين فى شرع الله اربعة اقسام:" احدهم: العالم بكتاب الله وسنة رسول الله واقوال الصحابه، فهو المجتهد فى احكام النوازل، يقصد فيها موافقة الادله الشرعيه حيث كانت، ولا ينافى اجتهاده تقليده لغيره احيانا، فلا تجد اماما من الائمه الا وهو مقلد من هو اعلم منه ، وقد قال الشافعى رحمه الله ورضى الله عنه فى موضع الحج قلت تقليدا لعطاء"اعلام الموقعين(4/212)
اما الصنف الاخر وهم صغار طلبة العلم او العوام فلا يسعهم الا تقليد العلماء ولا يلزم ان يبين لهم الدليل فقد قال الامام الشاطبى فى كتابه الموفقات:((فتاوى المجتهدين بالنسبه الى العوام كالادله الشرعيه بالنسبه الى المجتهدين.
والدليل عليه ان وجود الادله بالنسبه الى المقلدين وعدمها سواء اذا كانوا لا يستفيدون منها شيئا، فليس النظر فى الادله والاستنباط من شانهم ، ولا يجوز لهم البته وقد قال تعالى " فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون" والمقلد غير عالم فلا يصح له الا سؤال اهل الذكر واليهم مرجعه فى احكام الدين على الاطلاق)).
وقد قال الشيخ محمد عمر بازمول فى كتاب عبارات موهمه عند رده على عبارة(( انا غير ملزم بتقليد هذا الشيخ او ذاك)):
" ثانيا: استعمال هذه العبارة فى المسائل الاجتهاديه من طالب العلم ، ليرد بها كلام العلماء الذين هم اكبر منه، واسن منه واعلم واتقى منه خلاف هدى السلف الصالح)).
فعليه ارجوا ان يعلم هذا وامثاله ان التقليد ليس بمحرم على الاطلاق بل قد يكون مما افترضه الله على المقلد وقد يكون مستحبا وانما كان سبب التحريم عند من حرمه هو الخوف من التعصب لاراء الرجال والمذاهب وهو ما قاله الشيخ العثمين رحمه الله.
وقد انتهى ما عندى وبالله التوفيق
راجيا من اخوانى ان يساهموا بما لديهم لكى تزيد الفائده وتعم
اخوكم ابو اسحاق العمرى الليبى
حمزه ياسين عثمان عمر
aboeshak2@yahoo.com
