1 مرفق
درر من أقوال العلامة فالح بن نافع الحربي في التفصيل في مسألة التقليد و الإتباع
بسم الله الرحمن الرحيم
1) قال الشيخ العلامة أبو عبد الرحمن فالح بن نافع الحربي - حفظه الله - في شرحه لمتن ( شرح السنة ) للإمام البربهاري - رحمه الله - عند قول البربهاري :( وإعلم أن الدين إنما هو بالتقليد والتقليد لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم) (الشريط رقم 5 / أ ):
(...وقصده بالتقليد أيضاً هو الإتباع ، إتباع الآثار وهذا طريق أصحاب رسول الله صلى الله عليه ، والإتباع إما أن يكون إتباعاً بالنسبة لمن بعدهم ، إما أن يكون إتباعاً لعلم يعلمه الشخص فيتبعه ، يتبع علمه بالكتاب والسنة وما كان عليه اهل السنة والجماعة في منهجهم ،في تأصيلهم وبأحكامهم والنّظر في ادلتهم التي يستدلون بها على تلك الأحكام ، فهذا إتباع يتبع الشخص علمه أو غيره يتبع علمه بمعنى يسأله كما قال سبحانه وتعالى :( فإسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وكله إتباع لأن الله قد أمر به ولا يصح ان يقال بأنه تقليد وفرق بين هذا التقليد الذي لابد منه أو الذي هو الإتباع في الحقيقة ، ولا يمكن ولا يقبل العقل فضلا عن الشرع أن - أي- كل من هب ودب له أن يجتهد وله ان يأخذ الأحكام ويحكم ويفتي حتى الأطفال والأحداث والعوام وكل الناس ، لا أبدا ، الناس إنما إما عالم وهم قلة ، العلماء قلة ، أهل التحقيق ، أهل السنة الذين يعرفون ، يدافعون عن دين الله سبحانه وتعالى قد رفعهم الله سبحانه وتعالى بذلك وأقام بهم الحجة وإما من دونهم فإنهم يرجعون إليهم وهذا كله إتباع وليس تقليدا وسميه ماشئت ، هذا هو الذي كلف الله به : ( ولا يكلف الله نفسا) ما كلفهم -يعني- بما لايستطعون وما لا يطيقون ( لايكلف الله نفسا إلا وسعها ) ، ( لا يكلف الله نفسا إلا ما أتاها ، فإتقوا الله ما إستطعتم ) فهذا حينما من ليس عالما حينما يسأل أهل العلم إنما هو متبع في ذلك وحتى أهل العلم لو أعطوه ما عندهم من علم ، ما لديهم من أدلة وطلبوا منه أن يستنتج الحكم لا يستطيع حتى ولو أعطوه الدليل لا يستطيع أن يأخذ الحكم من الدليل فإذا لا بد وأن يرجع لحكم العلماء ، ويُشبه على الناس فيقال : ( نحن لا نقلد ) ويُفهمون عوام الناس ، الغوغاء ، الجهلة بأن كل واحدمنهم له أن يحكم ويجتهد ويفعل كما يفعله العلماء هذا في الحقيقة تضييع للناس وينطبق عليه :
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له***إياك إياك أن تبتلى بالماء
يتبع...