تناقض أقوالهم وتضاربها - شرح مسائل الجاهلية -لفضيلة الشيخ/:صالح الفوزان
(التناقض الواضح , لما كذبوا بالحق, كما قال تعالى:(بل كذبوا بالحق لما جآءهم فهم في امر مريج)
الشرح:
التناقض هو: تضارب الاقوال واختلافها , فمن ترك الحق فإنه يبتلى بالتناقض وتضارب أقواله , لان الضلال يتشعب , ولا حد
لشعبه .وأما الحق : فإنه شيئ واحد لايتشعب ولايختلف والله جل وعلا يقول: (فماذا بعد الحق الاالضلل)فمن ترك الحق وقع
في الضلال , والضلال متاهة والعياذ بالله , فتجده اصحابها مختلفين فيما بينهم , بل تجد الواحد منهم مختلفة آراؤه, لأنه ليس
عنده هدى يسيرعليه , وإنما يتخبط, تارة يقول كذا , وتارة يقول كذا . قال تعالى(بل كذبوا بالحق لما جآءهم في امرمريج)
يعني:مختلف,فأهل الباطل يختلفون فيما بينهم , ويتاعدون ويضلل بعضهم بعضا ,او يكفر بعضهم بعضا , اما اهل الحق
المتمسكون بالحق فإنهم لايختلفون , وإن اختلفوا على اجتهاد فإنهم لايتعادون ولا يتقاطعون , واذا تبين لهم الصواب رجعوا
اليه ,وتركوا اقوالهم , قال تعالى (وما اختلفتم في شيئ فحكمه الى الله ) (فإن تنازعتم في شيئ فردوه الى الله والرسول)
وتجدون الخلاف بين الائمة الاربعه وبين الفقهاء, ولااحد منهم ضلل الاخر او كفر الاخر , كل يعمل بحسب مايظهر له من
الدليل ,واذا ظهر انه مخالف رجع الى الحق . اما اهل الضلال فليس لهم مرجع يرجعون اليه, وانما مرجع كل منهم الى
هواه , والاهواء تختلف
من كتاب(شرح مسائل الجاهليه لشيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب) شرح الشيخ /الفوزان- ص287
