الانبياء معصومون فيما يبلغونه:فتوى للامام عبدالعزيز ابن بازرحمه الله
سؤال/سمعت من عالم اسلامي يقول:إن الرسول صلى الله عليه وسلم يخطئ.فهل هذا صحيح؟
الجواب:قد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام -ولاسيما خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم- معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل من احكام.كما قال عز وجل(والنجم اذا هوى*ما ضل صاحبكم وماغوى*وما ينطق عن الهوى*إن هو الاوحى يوحى*علمه شديد القوى) فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم معصوم في كل ما يبلغ عن الله من الشرائع قولا وعملا وتقريرا،هذا لانزاع فيه بين اهل العلم.
وقد ذهب جمهور أهل العلم أيضا الى أنه معصوم من المعاصي الكبائر دون الصغائر،وقد تقع منه الصغيره لكن لايقر عليها، بل ينبه عليها فيتركها،أم من أمور الدنيا فقد يقع الخطأ ثم ينبه على ذلك، كما وقع من النبي صلى الله عليه وسلم لما مر على جماعة يلقحون النخل فقال:(ما أظنه يضره لو تركتموه)فلما تركوه صار شيصا، فأخبروه صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام:(إنما قلت ذلك ظنا مني،وأنتم أعلم بأمر دنياكم،أما مأخبركم به عن الله عزوجل فإني لم أكذب على الله) رواه مسلم في الصحيح،فبين عليه الصلاة والسلام أن الناس أعلم بأمور دنياهم كيف يلقحون النخل وكيف يغرسون وكيف يبذرون ويحصدون.
أما ما يخبر به الأنبياء عن الله سبحانه وتعالى فإنهم معصومون من ذلك .فقول من قال :إن النبي صلى الله عليه وسلم يخطئ فهذا قول باطل ،ولابد من التفصيل، كما ذكرنا.مجموع فتاوى الشيخ ابن باز/ ص/403
