بعض الفقرات من ( نسمة الخريـف في الـذب عن الشيخ فالح وأن العلم ليس بكثرة التأليف )
نسمـة الخريـف في الـذب عن الشيخ فالح وأن العلم ليس بكثرة التأليف
قد لاحظت في هذه الشبكة الحزبية ( سحاب ) من يتهم الشيخ فالح – حفظه الله - بالتذبذب والتناقض في الأحكام ، وهذا بسبب الجهل المقزز الذي ظهر منه الشيء الكثير في هذه الفتنـة ، لأنه من المعلوم عند سلفنا الصالح أن الرجل إذا كان هدفه الحق فـلا لوم عليه عند أهل السنَّة ، ولأن إنزال الأحكام على من تظهر مخالفته للعالم هو حماية للشريعة ونصحا للإسلام وأهله ، وإليكم نقل مهم لابد منه لعل القوم يستيقظون من هذه الغفلة :
قال الشيخ عبد السلام برجس – رحمه الله - :
وليعلم أن أكثر أحكام الشريعة العملية مبنية على الظن الغالب الراجح ، يعرف ذلك أهل العلم وطلابه ، بل أكثر قواعد الشرع مبينة على ذلك كما في قاعدة المصالح والمفاسد فإنها مبنية على الظنون ، وقد عرف أهل العلم أن الظن المعتبر ثلاث مراتب ظنٌ في أدنى المراتب وظنٌ في أعلاها وظنٌ متوسط ، كما قرر ذلك العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى ، وفائدة هذا التقسيم هو الرجوع عند الاختلاف إلى أعلى الظنون دون متوسطاتها وأدناها وإذا تعارض المتوسط مع الأدنى قدم المتوسط وهكذا .
إلى أن قال – رحمه الله - :
وليعلم طالب العلم أن أكثر [ تصنيف أهل العلم في قديم الزمن وحديثه إنما هو بالظن المعتبر ، أما التصنيف باليقين فهو نادر جداً في الأمة ] .
والتصنيف بالظن كالتصنيف بالشهادة فإذا شهد عدلان على رجل بأنه من أهل الأهواء والبدع حكم عليه بذلك ، والتصنيف بالقرائن ونحو ذلك من الأمور التي هي مبناها على الظن كما هو في أكثر أحكام الشريعة الإسلامية . اهـ [ شريط الرد العلمي على منكري التصنيف ] .
أما انتقادهم كثرة أقواله في الرجال - حصل هذا أو لم يحصل - فإليكم ما يناسب المقام :
قال الإمام الألباني - رحمه الله - :
... وما ذلك إلا لاختلاف اجتهاد الناقد في الراوي ، فقد يوثقه ، ثم يتبين له جرح يسلتزم جرحه به فيجرحه ، وهذا الموقف [ هو الواجب بالنسبة لكل ناقد عارف ناصح ] . [ السلسلة الضعيفة 3/111 ] .
قلت : والعلة المشتركة في هذا بين الرواية - في القول السابق - وبين فتاوى العلماء هو النصيحة في الدين .
وقال الشيخ ربيع – وفقه الله - :
بل العالم الواحد تجده له قول في شخص قولان أو ثلاثة لأنه يدور مع الحق ، هذا العالم زكاه ثم درس حاله فتبين له أنه مجروح فجرحه . اهـ
وقد سُـئِلَ الشيخ النجمي - وفقه الله – عن هذا الأمر ما نصّه :
قالوا أنه – يعني الشيخ فالح - يخدش في الكلام ، مرَّة يجرِّح ومرَّة يعدِّل ، ومرَّة يجرِّح ومرَّة يعدِّل ، [ وغير متثبت في كلامه ] ، لهذا نحن نريد من شيخنا موقفكم ورأيكم في هـذا الرجل ؟ .
الجواب : هذا الرجل -فالح الحربي- هو أخونا في الله ، سلفي العقيدة ، من الاخوة السلفيين [ المجتهدين في إظهار الحق ودحض الباطل ] . اهـ [ شريط تزكيات أهل العلم للشيخ فالح الحربي ] .
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ –رحمه الله- :
إن كان الـمُكَفِّرُ لبعض صلحاء الأمة متأولاً مخطئًا وهو ممن يسوغ له التأويل . فهذا وأمثاله ممن رفع عنه الحرج والتأثيم لاجتهاده ، وبذل وسعه ، كما في قصة حاطب بن أبـي بلتعة ... [ عيون الرسائل ، 2/958 ] .
هذا في التكفير فما بالكم بما دونه ! ، وهذا هو ظننا في الشيخ فالح –حفظه الله- أنه ممن رُفِعَ عنه الحرج ما دامت فتاويه عن اجتهاد وتحر للحق ، فلو جرَّح فضيلته وعدل ألـف مرة فما يضيره هذا بشيء ، وإذا أردتم نقض هذه الأقوال فأنتم مطالبون بالأمثلة على ضد ما سبق ومنكم نستفيد .
ومن شبههم أن الشيخ قد يتكلم في شخص بريء مما نسبه إليه الشيخ من حكم !!؟ ، وإليك ما قاله الشيخ عبد السلام برجس - رحمه الله - :
( وأنت إذا أخذت جانباً آخر من هذا الباب وجدت كتب الجرح والتعديل مليئة بنسبة من دون أولئك إليهم ما داموا مشتركين معهم في نحلتهم ووجهتم [ وبصرف النظر عن ثبوت ذلك في حق من نسب إليه هذا الأمر أو عدم ثبوت ذلك . المقصد أن أهل السنة فعلوا ذلك فإن ثبت فقد حصل المقصود وإن لم يثبت بُرِّءَ من نسب إليه ذلك ] .
أقول هذا لأن بعض من نسبوا إلى ذلك الأمر قد لا يثبت عنهم نسبتهم إلى تلك البدع وهذا كما قيل في الجوزجاني إبراهيم بن يعقوب ....... تجد من هذا الكلام شيئاً كثيراً في كتب السلف رحمهم الله تعالى ، فثبت بجميع ما ذكر أن التصنيف حق أجمعت عليه الأمة فلا ينكره عاقل ) . اهـ
فتدبروا إن كانت لديكم عقـول يا كُتـَّاب سحاب ؟! .
وقال الشيخ ربيع – وفقه الله – في فتنـته هذه ما نصه :
( ثم إن الأزهر وإخوانه من الدعاة إلى المنهج السلفي في الجزائر .... [ لا يقصرون في العلم عن منـزلة الشيخ فالح بل قد يفوقه بعضهم بل الأزهر لا ينـزل عن درجة الشيخ فالح العلمية ] ) . [ المذكرتين ] .
وقال : ( فكيف يحكم الشيخ فالح على الأزهر بهذا الحكم الجائر .... [ ومستواهما العلمي واحد ] أو متقارب ) . [ المذكرتين ] .
وقال : ( فبعضهم دكاترة وبعضهم كذا ...... أهانهم الشيخ فالح [ وهم أعلم منه ] ) اهـ [ مكالمة هاتفية نشرت عبر الشبكة ] .
وقال : ( فيهم بركة [ وهم أعلم من فالح ] هذا الذي نصّب نفسه إمام الدنيا ) اهـ [ مكالمة هاتفية نشرت عبر الشبكة ] .
أما هذه الأقوال فلا نزيد إلا نرد عليها بهذا الأثر :
قال حماد : لقيت عطاء وطاوساً ومجاهداً فصبيانكم أعلم منهم بل صبيان صبيانكم ، قال مغيرة : هذا بـغي منه ، قال أبو عمر : صدق مغيرة . اهـ [ جامع بيان العلم وفضله ص437 ] .
وقول المغيرة هو قولنا للشيخ ربيع – وفقه الله - ، ولاحول ولا قوة إلا بالله ، لأن المدعو " لزهر سنيقرة " معروف عند الجزائريـين ، ونرد على الشيخ ربيع بقوله في رد أحد التزكيات القديمة " لو زكاه الإمام أحمد بن حنبل ما تُقبّل منه " ، فالرجل فاسد المنهج والتأصيل ، أما المستوى العلمي فشيخه الكتب !! وهذا معروف عنه وهو من الذين يقمشون من هنا وهناك فقط ! هزلت والله ، وأما الطلاب الذين تمدحهم فالله أعلم بأحوالهم ، وأخشى أن يكون هناك نوع من التدليس في كلامك هذا .
وأيضا مما يشنعون به على فضيلته أنه قد تكلم في الشيخ ربيع – وفقه الله- بعبارات شديدة اللهجة !! .. فنقول إن الميزان عندنا الكتاب والسنّة لذلك فاسمعوا إلى ما قاله الباري عز وجل : ( وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِـكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِـيلٍ ) ( الشورى:41 ) .
قال بن تيمية – رحمه الله - : ( فمتى ظلم المخاطب لم نكن مأمورين أن نجيبه بالتي هي أحسن ) [ مجموع الفتاوى 3/252 ] .
وقال أيضا : ( ما ذكرتم من لين الكلام والمخاطبة بالتي هي أحسن فأنتم تعلمون أني من أكثر الناس استعمالا لهذا لكن كل شيء في موضعه حسن وحيث أمر الله ورسوله بالإغلاظ على المتكلم لبغيه وعدوانه على الكتاب والسنة فنحن مأمورون بمقابلته ، لم نكن مأمورين أن نخاطبه بالتي هي أحسن ومن المعلوم أن الله تعالى يقول : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) فمن كان مؤمنا فإنه الأعلى بنص القرآن ) [ مجموع الفتاوى 3/232 ] .
فمن الظالم البادئ في هذه الفتنة ؟! ، ثم أين ذهبت عبارات الشيخ ربيع – وفقه الله – التي فيها التبديع والتضليل والتفسيق بل والتكفير نسأل الله السلامة والعافية ، أم أن الهوى يعمي ويصم ؟ فاللهم ثبت عقولنـا .
