لقاء منهجي مع معالي الشيخ صالح العبود حول مرجئة العصر و بعض الضلال

قام بعض الاخوة الكرم في بعض المنتديات النافعة بتفريغ مادة الشرط

تفريغ اللقاء :

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين أما بعد:

فهذا لقاء مع سماحة الشيخ العلامة صالح بن عبد الله العبود حفظه الله و رعاه و سدد خطاه، يوم الخميس الموافق الحادي عشر من ذي القعدة عام 1433 من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة و السلام، نطرح على صالح حفظه الله ما تيسر من الأسئلة و نرجو من فضيلته الإجابة حفظه الله و رعاه.
السؤال الأول : لقد ظهر علينا الآن في الساحة من يقول أن تارك عمل الجوارح يعتبر مسلما ناقص الإيمان و من كفَّر تارك الصلاة فقد توافق مع الخوارج و هنالك كذلك من يقول يوحد قول للسلف آخر بعدم كفر تارك جنس عمل الجوارح فما هو قولكم حفظكم الله و رعاكم؟

الشيخ صالح العبود : بسم الله الرحمن الرحيم، إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نتوب إليه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله، رسول الله لا يكذب بل يطاع و يتَّبع و لا يُعبد إلا بما شرع، اللهم صل و سلم عليه و على أصحابه و تابعيه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد، فجزاك الله خيرا على حسن ظنك و تلقيبك لي بألقاب لا أستحقها و إنما أنا طويلب علم، و لكن ما سألت عنه هو من الأصول، من أصول الدين التي لا يسع مسلما جهلها، و لذا فأقول ما يسر الله عز وجل حسب معرفتي، نعم ، أما من يقول أن تارك عمل الجوارح المشروعة مسلم ناقص الإيمان و أن من كَفَّر تارك الصلاة فقد توافق مع الخوارج و من يقول بوجود قول للسلف يقولون أن تارك جنس عمل الجوارح أنه لا يُكَفَّر، هذا في الحقيقة مخالف، فحقيقة الإيمان من ثلاثة أركان، إعتقاد بالقلب و قول باللسان و عمل بالجوارح، و يعتبر عمل الجوارح ركن من أركان الإيمان، و لا يمكن أن يسمى مؤمنا و هو يترك عمل الجوارح المشروعة في الإسلام، و لهذا السلف الصالح إذا ترك الصلاة فإنهم يرون كفره يعني الصحابة من ترك الصلاة فإنهم يرون كفره، و الحديث ينص على هذا " العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر"، و لا يوجد من السلف الصالح من يقول إن تارك جنس عمل الجوارح أنه مؤمن، فهذا ترك ركنا من أركان الإيمان، و لا يعتبر قد سَعِد بحقيقة مسمى الإيمان إلا من اعتقد بجنانه و نطق بلسانه و عمل بأركانه، و من قال إن من كفَّر تارك الصلاة فقد توافق مع الخوارج فهو في هذه المقولة يزعم أن النبي صلى الله عليه و سلم توافق مع الخوارج لأنه قال " العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر"، فلا حول ولا قوة إلا بالله، نسأل الله أن يرد سائر المسلمين إلى رشدهم، نعم.

السائل : أحسن الله إليكم.
شيخنا أحسن الله إليك ، السؤال الثاني، فقد استمعنا ممن ينتسب إلى العلم أن من سب الله أو الرسول أو الدين و العياذ بالله لا يُحكم بكفره لأنه قد يكون عاش في بيئة فاسدة أو أنه جاهل، و يزعم أنه يوجد من أهل العلم من يعذره بالجهل فما هو قولكم ؟

الشيخ صالح العبود : من سب الله أو الرسول أو الدين فهو كافر، {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون، لا تعتذروا} كما قال الله عز وجل ، فالله الذي حكم بكفره، كما هو معلوم من قصة المنافقين الذين قالوا مقالتهم فأنزل الله عليه الآية { قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } ، و التعليل بأنه قد يكون عاش في بيئة فاسدة أو أنه جاهل يلزم على قوله هذا أن الكفار الأصليين لا يحكم بكفرهم، وهذا كلام فاسد، وهذا كلام ما قاله أحد من المسلمين، بل لابد من الدعوة إلى الإسلام، و هذه الأصول البينة الظاهرة لا يعذر أحد في مخالفتها، و زعمه أن الجهل قد يكون عذرا فهذا فيه إجمال، لا بد من التفصيل، فالجهل الذي نشأ عن الإعراض أو عن التفريط، فرط في ما لا يسعه جهله أو أعرض، سمع ببعثة الرسول صلى الله عليه و سلم و سمع بالقرآن، بلغه القرآن و أعرض عنه، فهذا لا يعذر بجهله الذي نشأ عن هذا الإعراض أو عن هذا التفريط، أما من بدل جهده و استفرغ وسعه وجهل في أمور أخرى ليست من الأمور الفطرية فهذا لا يعذر بجهله. لقد اجتمعت بسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله على مائدته في ليلة ما و سألته عن القول المنشور للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رده على السويدي عالم العراق حينما قال له السويدي إن الناس يزعمون أنك تكفر المسلم الذي لم يهاجر إليك و يدخل تحت طاعتك فقال إذا كنت لا أكفر من يعبد الصنم الذي على قبر البدوي و لا أكفر من يعبد الصنم الذي على قبر الجيلاني لأنه ليس عندهم من ينبئهم و يبين لهم فكيف أكفر المسلم وهو مسلم لأنه لم يهاجر إلي ولم يدخل تحت طاعتي إلى آخر ما قال رحمة الله عليه، فوقف الشيخ عبد العزيز عن الأكل برهة ثم رفع رأسه و قال لي لعل هذا في أول الدعوة أما الآن فالقرآن قد بلغهم فلا حجة لهم، لا حجة لمن يعبد الصنم الذي على قبر البدوي و لا حجة لمن يعبد الصنم الذي على قبر الجيلاني، لأن القرآن انتشر و بلغتهم الحجة، من بلغه القرآن فقد بلغته الحجة، ولا يعذر بكونه يحتج بأنه جاهل، لأن جهله لا يكون إلا عن إعراض أو تفريط، فلهذا لا يعذر بالجهل على الإطلاق كما يزعم هذا الزاعم و الله اعلم .

السائل : السؤال الثالث يا شيخنا جزاكم الله على إجابتكم.
ما قولكم حفظكم الله و رعاكم في مسألة من أشرك بالله الشرك الأكبر و هو يعيش بين المسلمين؟، لأنه هنالك من يقول لا يحكم بكفرهم بأعيانهم إلا أن يفهموا الحجة و تزول عنهم الشبهة و يقتنعوا، و من كفرهم بمجرد بلوغ القرآن لهم و هم عرب لا يكفي، و منهم من يطعن في بعض مؤلفات أئمة الدعوة مثل الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله و الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله و غيرهم ممن حكموا على القبوريين بأنهم كفار بأعيانهم، و يرمونهم بالتشدد وإلى آخر عباراتهم، فما هو قولكم حفظكم الله؟

الشيخ صالح العبود : الله المستعان في كل قول و أهله، فمن يزعم أن من أشرك بالله الشرك الأكبر و هو يعيش بين المسلمين أنه لم تقم عليه الحجة لا شك أنه نسأل الله السلامة مطموس البصر و البصيرة، مطموس البصيرة و إن كان فاتح البصر، يعني إذا كان يعيش بين المسلمين و يقول إن الشرك الأكبر من ارتكبه لا يحكم بكفره و الله يقول { إن الله لا يغفر أن يشرك به }، أن يشرك به، و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء، و يدخل في هذا الشرك الأكبر و الشرك الأصغر، لكن الشرك الأكبر يحبط العمل و يخلد في النار، أما الشرك الأصغر فلا يحبط العمل الآخر الذي لم يلابسه، و لا يخلد في النار، و لكنه لا يغفر بمعنى أنه يدخل في الموازنة أي يوزن بحسناته، فإن رجحت حسناته بهذه السيئة دخل الجنة لكن لا يدخلها في منزلة من يدخلها بغير حساب ولا عذاب، أما من رجحت سيئة الشرك الأصغر بحسناته فإنه يدخل النار حتى يتطهر و يكَفَّر عنه و يخرج بحسنة التوحيد، لأن الشرك الأصغر قد يجامع حسنة التوحيد، و إذا قلنا إنه لا يغفر أي أنه يدخل في الموازنة، لأن الله سبحانه و تعالى إذا غفر الذنب الأكبر الذي هو دون الشرك الأصغر فإنه لا يحاسبه به إذا غفره، لا يحاسبه به و لا يوزن، يدخل في الموازنة، أما الشرك الأصغر فإنه لا يغفر بمعنى أنه يحاسب به و يدخل في الموازنة، هذا معنى أنه لا يغفر، و من قال أن الشرك الأصغر هو مثل كبائر الذنوب تحت المشيئة، هذا قوله مخالف للصواب، بل الشرك الأصغر لا يغفره الله عز وجل بالمعنى الذي ذكرت، أما الشرك الأكبر فالأمر فيه واضح أن من كان مشركا الشرك الأكبر هو يدعى إلى الإسلام و لابد أن يبين له أن هذا دين أبي جهل و التوحيد دين محمد صلى الله عليه و سلم، فإذا اختار بإرادته دين أبي جهل فالحكم فيه ظاهر حكمه حكم أبي جهل، و أبو جهل قد قامت عليه الحجة العلمية لكنها ليس علما مثل علم أبي بكر و عمر، فأبو بكر و عمر إنما أنعم الله عليهم بعلم الاهتداء حينما قبلوا الحجة و لم يعاندوا، زادهم الله علما و زادهم الله بصيرة فعلمهم علم اعتداء، أما علم أبي جهل فعلمه عِلم قامت به الحجة، حينما سمع القرآن أبو جهل و سمع من النبي صلى الله عليه و سلم، هو يعلم أن هذا كلام الله و أن محمدا رسول الله لكن حمله الإباء و حمله الكبر الجاهلي، نعم.

السائل : كذلك في مسألة طعنهم في بعض أئمة الدعوة كالشيخ أبا بطين.

الشيخ صالح العبود : لكل قوم وارث، الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمة الله عليه و الشيخ إسحاق و مشايخ الدعوة لا شك أنهم حققوا التوحيد وبينوا الشرك، و إمامهم في هذا شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه، و حينما حكموا على القبوريين أنهم كفار بأعيانهم بمعنى أن هؤلاء قامت عليهم الحجة و لا يعذرون بدعوى الجهل، لأن دعوى الجهل فيها إجمال، لا بد من التفصيل في هذا، كما بينت قبل قليل فهناك جهل نشأ عن الإعراض كأن يذَكَّر و يعرض عن الذكر، ونتيجة إعراضه كان جاهلا، لا يعذر بجهله، أو خرَّقَ فيما لا يسعه جهله، يقول أنا مسلم و لا يعرف الإسلام، لا يتعلم الإسلام، لا يتعلم ما يجب عليه، يفرط فيما لا يسعه جهله، فلا يعذر بجهله الذي نشأ عن التفريط أو نشأ عن الإعراض، و هذا هو الخلاصة في الموضوع، و الله الموفق.

السائل : السؤال يا شيخنا غفر الله لكم ، لقد ظهر وجه في القنوات الفضائية و قد اغتر به بعض العامة و هذا الرجل أحسن الله إليك يدعى عمر خالد ، يقول و العياذ بالله إنه رأى الله في ميدان التحرير في مصر، و يقول صعب على الله أن يغَيِّر واقع الأمة و العياذ بالله، و يقول إبليس لم يكفر بالله لأنه يقول ربنا، و يقول عن نبي الله آدم عليه الصلاة و السلام أنه ما يعرف يتوب و ما يعرف يستغفر و الله يغششه و العياذ بالله، و يقول عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه مَرَّ بستة و عشرون محاولة كلها فشلت، إلى آخر ما عند هذا الرجل من الضلالات، فما هو توجيهكم لعامة الناس من هذا الرجل؟ و جزاكم الله خيرا.

الشيخ صالح العبود : نسأل الله العفو و العافية و السلامة ، هذا الكلام كلام خطير، و عمر خالد أنا لا أستمع له و لا أعرف ما سمعت له، إلا أن هذا الكلام الذي تفضلت بعرضه كلام خطير، كلام خطير، و يعتبر كفر من جنس كفر من شطح بين الصوفية و أنهم يرون الله و يزعمون أن الله حل في قلوبهم، و لا يستغرب على الصوفية الشاطحة عن الحق و الصواب أن يدعوا مثل هذه الدعوى. هناك حكاية تذكر عن عبد القادر الجيلاني رحمه الله أن إبليس تبدَّى له في صورة ضوء في الأفق فقال له يا عبد القادر أنا ربك أسقطت عنك التكاليف، فرد عليه عبد القادر وقال أنت رب العالمين؟ فاستحال هذا الضوء دخانا، فقال يا عبد القادر بالعلم نجوت مني، لا شك أنه نجا بالعلم، لأنه عبد القادر يعلم قوله تعالى { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين }، فما طرحت التكاليف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، و لا تطرح، مع أنها لا تسمى تكاليف، لكن شرائع الإسلام لا يعفى منها أحد حتى يموت، فيعتبر لهذا التشريع له في هذه الدنيا قد انتهى و يصبح في دار الجزاء و ليس دار العمل أما في الدنيا فهي دار عمل و ليست دار جزاء، هذا عمر خالد لاشك أن هذا الكلام نسأل الله العفو و العافية يتفق مع ابن عربي الصوفي الطائي و يتفق مع شطاح الصوفية نسأل الله العفو و العافية، و كلامه لا يحتاج إلى كثير تأمل، تصور هذا الكلام كاف في بطلانه و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، هذا ينبغي أن يُحذَر و يُحذَر كلامه و يجتنب، و يعامل مثل هذا بشرع الله عز وجل، يعامل بشرع الله، و لاشك أنه قد بلغته الحجة و لكنه خالفها، إي نعم، و كما ذكر أو كما يروى عن عمر رضي الله عنه أن سارقا احتج عليه و قال أنا سرقت بقدر الله فقال عمر وأنا أقطع يدك بقدر الله و شرعه، فهذا ينبغي أن يعامل بشرع الله عز وجل و بقدره بحسب ما يقدر الله ولاة الأمر عليه، و الله المستعان ، هذا كلام خطير و كلام لا ينبغي نسأل الله العفو و العافية لا ينبغي حكايته إلا على سبيل إبطاله و تهجيره و الله المستعان، يقشعر منه الرأس نسأل الله العفو و العافية،

السائل : هنالك يا شيخنا غفر الله لكم من يزعم أن العلماء لم يكفروا ابن عربي و ابن الفارق القائلين بوحدة الوجود لأنهم لم تقام عليهم الحجة، و ينسب ذلك إلى بعض أئمة الدعوة و شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله تعالى، فما هو قولكم؟ و جزاكم الله خيرا.

الشيخ صالح العبود : ابن عربي بالتنكيل منكر، ابن عربي الطائي و ابن الفارق كذلك، و هؤلاء نسأل الله العفو و العافية الذين قالوا بوحدة الوجود لم يفرقوا بين الخالق و المخلوق بل قالوا الخالق و المخلوق سواء، زعموا أنهم في الوجود سواء و لم يفرقوا بين الخالق و المخلوق، و لا شك أن هذا كفر ظاهر و كفر عظيم نسأل الله العفو و العافية، و قوله إن من العلماء من لم يكفر ابن عربي، من لم يكفر ابن عربي بعد معرفة أقواله في الفصوص و غيرها من أقواله الإلحادية فهو ليس من العلماء، و كلمة لم تقم عليهم الحجة هذا كلام فاسد و كلام باطل، لكن ينبغي أن نفرق بين ابن العربي المالكي وبين ابن عربي هذا الطائي، فابن عربي النكرة بدون إدخال الألف و اللام لام التعريف فهذا ابن عربي الطائي النكرة صاحب وحدة الوجود لاشك أنه إمام كفر، و زعمه أن شيخ الإسلام ابن تيمية لم يكفره كذب و باطل، و هكذا يعني، لكن نقول له إذا كنت مخبرا فالصحة وإن كنت مُدَّعِيا فالدليل، إي نعم، فينبغي أن يثبت ما قاله من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، أما ابن العربي المالكي فهذا من أئمة أهل السنة لا شك و من علماء المالكية، و لهذا يقولون عرف المعروف و نكر المنكر، و الله أعلم.

السائل : شيخنا أحسن الله إليكم و غفر لكم.
هنالك رجل يا شيخ من المتصوفة يقال له الحبيب علي الجفري يظهر في قناة إقرأ و الرسالة و غيرها من القنوات الفضائية أحسن الله إليك، هذا الرجل يقول و العياذ بالله أن الولي يخلق الولد في رحم المرأة و هذه كرامة من الله، و يقول عن الرسول صلى الله عليه و سلم إنه غياثنا في الدنيا و البرزخ و يوم القيامة، و هذا الشيخ لسبب ظهوره في بعض القنوات الفضائية واغترار بعض عامة الناس الذين لا يميزون أحببنا يا سماحة الشيخ أن نطرح عليكم هذا السؤال لتبينوا لعامة الناس غفر الله لكم.

الشيخ صالح العبود : غفر الله لنا ولكم و للجميع، نسأل الله العفو و العافية، فالجفري تقول الحبيب هذا ليس حبيب هذا بغيض (...) بغيض الجفري، لا شك أنه نسأل الله العفو و العافية، أنه أقواله فاسدة و لقد سمعت به منذ مدة ، و قوله إن الولي يخلق الولد، هذا كفر بتوحيد الربوبية نسأل الله العفو و العافية، لأن الله خالق لكل شيئ { أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون }، لا يغتر بمثل هذه الأقوال من يقرأ القرآن و يتدبر القرآن و لا حول ولا قوة إلا بالله.

السائل : بقي سؤال أخير أحسن الله إليكم و جزاكم الله خيرا على إجاباتكم شيخنا.
شيخنا ابتلينا في هذا العصر و في هذا الزمان ببدعة منهج الإرجاء، هنالك يا شيخنا لا سيما في منطقة نجد و الحجاز و غيرها من يروج بدعة الإرجاء، يقول أحسن الله إليك أن تارك عمل لجوارج لا يكفر، ويقول أحسن الله إليك لا كفر إلا باعتقاد، و يقول أحسن الله إليك أن مسألة عباد غير الله الذين يقعون في الشرك الأكبر يقال إنهم يسمون موحدين، و يقول نرى أن العذر بالجهل مانع كالإكراه و لا يوصف بالشرك بعينه، فما هو توجيهكم للشباب و تحذيركم من مذهب الإرجاء؟ و جزاكم الله جنات عدن.

الشيخ صالح العبود : نسأل الله العفو و العافية، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، يعني من يزعم مثل هذه المذاهب التي ذكرت لا شك أنه جاهل، جاهل لا يعذر بجهله، جاهل لا يعذر بجهله، و مذهب الإرجاء له تاريخ قديم، فهؤلاء هم مرجئة محضة، و لا أدري هل مثل هؤلاء يُقبلون أو يُقبل قولهم في أنهم مسلمين، نسأل الله السلامة، حتى أن من يزعم أن من سجد للصنم فهو مؤمن حتى يسأل عن اعتقاده هذا ضال في عقيدته و ضال في قوله، نسأل الله العفو و العافية و السلامة والمغفرة، و قد تقدمت الإجابات عن مجمل ما ذكرتم في السؤال الأخير، و نسأل الله سبحانه و تعالى العفو و العافية و التوفيق و الهداية، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.

السائل : جزاكم الله خيرا و نفع الله بكم ، هذا و الله أعلم و أحكم و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.

تعقيب في محله من بعص الاخوة

.
لي تعليق على قول الشيخ الآتي :

اقتباس:

و زعمه أن الجهل قد يكون عذرا فهذا فيه إجمال، لا بد من التفصيل، فالجهل الذي نشأ عن الإعراض أو عن التفريط، فرط في ما لا يسعه جهله أو أعرض، سمع ببعثة الرسول صلى الله عليه و سلم و سمع بالقرآن، بلغه القرآن و أعرض عنه، فهذا لا يعذر بجهله الذي نشأ عن هذا الإعراض أو عن هذا التفريط، أما من بذل جهده و استفرغ وسعه وجهل في أمور أخرى ليست من الأمور الفطرية فهذا لا يعذر بجهله

.
.
أولا : أظن أن الشيخ سبقه اللسان و زاد كلمة (لا) في قوله : (وجهل في أمور أخرى ليست من الأمور الفطرية فهذا لا يعذر بجهله). و الكلام يستقيم بدون كلمة النفي (لا).
ثانيا : هذا التفصيل من الشيخ حفظه الله لا يُفهم منه أن غير المعرض و غير المفرط يكونان مسلمين بارتكابهما الشرك الأكبر الجلي . فقوله :( وجهل في أمور أخرى ليست من الأمور الفطرية فهذا يعذر بجهله ) ، معناه أن من جهل في الأمور الفطرية و هي التوحيد الأكبر و أصول الدين التي لا تصح كلمة التوحيد إلا بها .أنه لا يعذر و لو لم يكن مفرطا و لا معرضا . و تأمل أيضا في قوله قبل هذه الجملة : (و هذه الأصول البينة الظاهرة لا يعذر أحد في مخالفتها، ).
فتفصيله السابق إذن هو في المسائل المشهورة بالمسائل الخفية . فليتنبه لهذا و كلام الشيخ حفظه الله دقيق و مؤصل جزاه الله خيرا و حفظه .

منقول لاخوة كرام نفع الله بهم