حوار مع معالي الشيخ اللحيدان بشأن محاكمة موقوفي التفجيرات واستهداف منشآت النفط
الشيخ اللحيدان: محاكمة موقوفي التفجيرات قريباً ..واستهداف منشآت النفط أعظم جريمة إفساد
كشف رئيس مجلس القضاء الأعلى، عضو هيئة كبار العلماء، معالي الشيخ صالح بن محمد اللحيدان –حفظه الله- النقاب عن البدء قريبا في محاكمة موقوفي التفجيرات والحوادث الإرهابية في المملكة. وقال معاليه في حوار هاتفي مع "عكاظ" من الطائف ان النظر في قضايا موقوفي الحوادث الإرهابية والمنتمين للفئة الضالة من صميم عمل القاضي وإجراءاته والذي نرجو الله أن يوفقه إلى إصابة الحق إرضاء لله واتباعا لسنة نبيه –صلّى الله عليه وسلّم-. ووصف معاليه دعوة القاعدة وتحريضها لعناصرها باستهداف منشآت النفط ومقاتلة رجال الأمن بأنها دعوة إجرام وإفساد بل إنها من أعظم جرائم الإفساد في الأرض مشيرا إلى وجوب معاقبة كل إنسان ينتمي لهذا التنظيم الإرهابي فكرا وعملا. وثمن رئيس مجلس القضاء الأعلى ضربات رجال الأمن الاستباقية مؤكدا أنها انجازات موفقة في القضاء على منابع الشر وقطع دابر تغذيتهم من خارج المملكة وبين أن التعاطي والاستجابة مع رسالتين للرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري تدعوان إلى جمع التبرعات إجرام بحق البلاد والعباد. ووصف الظواهري بأنه شاذ لم تسعه بلاده فذهب للمناطق المضطربة وسعى هو وغيره لتخريب المملكة الحريصة على خدمة المسلمين ومناصرة قضاياهم . وشدد فضيلته على أن صيانة عقول الشباب مسؤولية مشتركة تبدأ من التعليم ثم البيت والمجتمع. وفيما يلي نص الحوار:
رجال الأمن محل اعتزازنا
على ضوء بيان وزارة الداخلية في شأن القبض على 520 من المنتمين للفئة الضالة وتفكيك خلاياهم وإفشال مخططاتهم الإجرامية كيف تنظرون فضيلتكم إلى ما تحقق؟
- اسأل الله أن يوفق المسؤولين ورجال الأمن في هذه البلاد كافة على تتبع الخلايا السيئة والخطيرة التي لا تريد الخير للبلاد بل تريد الشر وكل محب لهذه المملكة وأهلها يفرح إذا قضي على منابع الشر وخلاياه وقطع عليهم دابر التغذية من خارج البلاد.. ولاشك أن ما قام به رجال الأمن والقائمون عليه وموجهوهم هو محل اعتزاز لكل مهتم بأمر هذه البلاد.
إذا ما هي المسؤولية الملقاة على المجتمع بكل مؤسساته والمواطنين في التصدي للمجرمين من الفئة الضالة ومواجهة نواياهم الشريرة؟
- الواجب على كل إنسان في هذه البلاد اذا علم بأمور تدبر للمملكة او جماعة يخططون للشر أن يبادر الى التبليغ عنه واعلام السلطات احتسابا لوجه الله جل وعلا وقياما بالامانة الواجبة على كل من يعلم بشر يدبر للمسلمين والمؤمنين .
مخربون وشواذ
اعترضت قوى الأمن خلال الاشهر الماضية رسالتين من الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الارهابي ايمن الظواهري تحثان على جمع التبرعات فما حكم التعاطي والتجاوب مع مثل هذه الرسائل ان كان بالتبرع او نشرها على نطاق واسع؟
- هؤلاء الشواذ الذين ما وسعتهم بلادهم وذهبوا للعراق وغير العراق يسعون لتخريب المملكة التي لا اعرف أن بلدا في العالم الاسلامي حرص على مصلحة المسلمين وبذل الجهد والاعانات والمساعدات كما تبذلها المملكة ولكن وكما يقول ذاك "حسب الفتى اذا لم ينل سعده" الذي يتعاون مع هؤلاء ويستجيب لهم يعتبر مجرما ونسأل الله جلا وعلا ان يكشف كل من يريد ببلادنا شرا او يتعاون مع المجرمين ان يكشفه امام اعين العباد.
برأيكم ما الذي يقود شابا سعوديا الى السفر للعراق او غيره من المناطق المضطربة لتفجير نفسه او الانضواء في تنظيمات ارهابية للتدرب ثم العودة للمملكة للقيام بتنفيذ هجمات؟
- فتنة الخوارج الاولى اغرت بشباب مثل هؤلاء فطاشوا وقتلوا اهل الايمان وعفوا عن اهل الاوثان..هؤلاء الذين يذهبون للخارج ويخططون لايذاء المملكة واهلها والاعتداء على اقتصادها هم في شرهم لا يقلون عن شر الخوارج الذين فتحوا بابا خطيرا على الامة الاسلامية في عمرها الاول.
لكن الله جل وعلا لطف وكبت الشر وان بقيت آثاره واشتعلت بعض ناره بين فترة وأخرى.. اذا وقانا الله شر أنفسنا ورزقنا حسن الرجوع اليه بالتوبة والعمل وأخذ الحذر فلن يضرنا عدو ان شاء الله.
جرائم افساد
ما حكم الشرع تجاه من يخطط او يقوم بعمليات تستهدف منشآت النفط ومقاتلة رجال الأمن الساهرين على أمن هذه البلاد؟
- مقاتلة أي انسان بغير حق جريمة فكيف اذا كان يحارب ويقاتل من يؤدي خدمة تعود على الجميع بتوفير الأمن والأخذ على أيدي السفهاء وحراسة الناس في بلادهم ودمائهم وأموالهم ويتعمد تدمير منشآت النفط.. هذه من أعظم جرائم الفساد في الأرض.
كيف يمكن صيانة عقول شبابنا من صغار السن والمراهقين من الانزلاق في مغبة فكر التكفير والتفجير؟
- هذه تحتاج الى الدعوة الصادقة من البيت والمدرسة ووسائل الاعلام مع الأخذ في الحذر الابتعاد عن ما من شأنه ان يضر الناس لأن كثرة المنكرات وما يبث في وسائل الاعلام من أمور غير محمودة شرعا تضر بالشباب ويأتيهم المجرمون مثلما غدروا بالسابقين.. كل هذه تعد من الجرائم وأسبابها جرائم مثلها لكن على الناس ان يكونوا في غاية الحذر من أنفسهم بالبعد عن المحرمات وقمع الباطل أيا كان نوعه وعدم الافساح لدعايات الخلاعة والمجون والأخذ على أيدي من يروجون لها بعزيمة صادقة لانه اذا ظهر الفساد في الأرض تكالبت المصائب والفتن.
مراقبة الشباب
وماذا عن الانترنت ودخول الشباب في مواقع مشبوهة يستدرجون من خلالها الى مستنقعات الارهاب والضلال؟
- الشباب ان لم يحصنوا فهم اغرار ..التحصين في اساس التعليم وحذر البيت الذي قد يكون فيه غفلة واهمال لا بد ان يسأل الفتى عن اسباب تأخره الليل كله ولماذا ومن اصحابه فالجليس الصالح وجليس السوء مثل بائع المسك او نافخ الكير اذا لم تراقب البيوت منافذ أبنائها وبناتها أيضا لانه اذا انتشر فساد ترتب عليه شر عظيم.
بن لادن من دعاة الشر
وما هو حكم الانتماء لتنظيم القاعدة الارهابي الذي يتزعمه اسامة بن لادن؟
- هذا الرجل نفسه بعمله وما يقوم به ليس من دعاة الصلاح والفلاح بل من دعاة الشر والفساد والذي يتبع ما يدعو اليه بن لادن هذا فهو يتبع الفساد ولو ان انسانا جلس وصار يصلي الليل ويتهجد ويدعو الى شق عصا الطاعة لقيل هذا مجرم لا ينفعنا ولا يتبع طاعة الله وتقاه فكيف اذا كان يحث على ان يدمر اطهر دولة في العالم الذي لا شك فيه ان خير دولة على وجه الارض هي المملكة العربية السعودية ولا شك ان الافساد فيها وزعزعة أمنها وضرب منشآتها ومصادر أساس اقتصادها والذي يدعو الى ذلك ويحرض الناس عليه فهو مجرم كمن يسمون برجال القاعدة فهذه قواعد شر وليست قواعد خير.
اذاً ما حكم الانتماء لتنظيم القاعدة فكراً وعملاً؟
- كل ذلك شر ومن ينتمي اليها ينبغي ان يعاقب.
متى يبدأ القضاء الشرعي في محاكمة المتورطين في الحوادث والتفجيرات الارهابية ومعتنقي الفكر الضال؟
- هذه لها وضع آخر سينتهي ان شاء الله عن قريب.
وكيف ستكون نظرتكم في مجلس القضاء الأعلى في اسلوب محاكمة هؤلاء؟
- هذه ينظر اليها القاضي الذي سينظر القضية وهذه من صميم أعمال القاضي واجراءاته الذي نرجو الله ان يوفق كل قاضٍ ان ينظر في قضيته الى اصابة الحق الذي يرضي الله جل وعلا ويتبع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
منقول من موقع عكاظ
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2008...0709208371.htm
