كلمة الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودية
رعى ختام فعاليات ملتقى الفروع.. الأمير نايف لـ «عكاظ»:
إلغاء «الهيئات» أمر مرفوض وليس هناك ما يسمى بمحكمة أمن الدولة
رفض صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية المناداة الداعية لالغاء ما يعرف بالشرطة الدينية «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر». جاء ذلك في رده على سؤال لـ «عكاظ» حول مناداة بعض الجهات بالغاء ما يسمى بالشرطة الدينية عقب رعايته مساء امس اختتام فعاليات اعمال الملتقى الثاني لمديري الفروع ورؤساء هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المدن والمحافظات حيث قال: «هذا أمر مرفوض امس واليوم وغدا» وفي رده على سؤال آخر حول انشاء محكمة أمن الدولة قال سموه: «ما في شيء اسمه محكمة أمن الدولة، والقضية تدور بين مجلس القضاء ووزارة الداخلية ووزارة العدل على اختيار قضاة معينين يتفرغون للنظر في هذه القضايا».
وكان سموه قد ارتجل كلمة خلال رعايته اختتام فعاليات اعمال الملتقي الثاني لمديري الفروع ورؤساء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جاء فيها:
«انه لشرف لهذه البلاد أمة وقيادة ان فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وان الدولة هي التي تقوم على هذا العمل والذي يحقق هذا الامر وتعمل من اجله وليس بجديد، فقد قامت هذه الدولة على يد الامام المصلح محمد بن سعود والملك عبدالعزيز وعلى هذا الأمر، ويجب ان يعلم الجميع داخل البلاد وخارجها ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو ركن أساسي في دولة الاسلام ويكفي ان تأخذ من مثل هذا الاسم «أمر بمعروف ونهي عن المنكر» فمن الذي لا يحب ان يأمر بالمعروف ومن الذي لا يحب ان ينهى عن المنكر؟ وعلى الهيئة واجبات ومسؤوليات في هذا العصر المضطرب وان تعايش هذا الأمر معايشة دون تجاهل المستحدثات والتي غالبيتها سيئة جداً».
حقيقة الامر بالمعروف
ومضى سموه يقول: لقد تحدث سماحة الشيخ عبدالعزيز في ملتقى الهيئات السابق عن حقيقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكيف يجب علينا السير وفق منهج الله وقد طلبت من فضيلة الشيخ تدوين ذلك لايضاح تلك الكلمة وتوزيعها حتى يعرف الجميع ما هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وماهي حقيقته. واتمنى ان يكون فيه ايضاح كامل ومتابعة وندوات حتى يكون الجميع على بينة بذلك وحتى يعرف الجميع في الداخل والخارج ما هو الأمر بالمعروف وما هو النهي عن المنكر وارجو ان يتحقق ذلك» واستشهد سموه بقوله صلى الله عليه وسلم لان يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم.
وكلنا يعلم حقيقة ذلك واستشهد بقوله تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال كلنا نعرف قوله تعالى (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك).
وقال سموه يجب ان تطبق هذه الامور على أرض الواقع وان الامر اكبر من ذلك كما ذكر سماحة الشيخ واصحاب الفضيلة في حديثهم.
واضاف: الاسلام دين الأمة وختم الله به الاديان والرسالات ونحن في هذه البلاد اولى فنحن شرفنا الله بتحكيم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتمسكنا بما عليه السلف الصالح وقامت الدولة السلفية الصحيحة لكن اعداء الحق واعداء الاسلام لا يريدون لهذه الدولة ان تقوم وان يكون لها وجود كأنهم يقولون ان الاسلام لا يستطيع ان يقيم دولة أين العقل وأين البصيرة؟
وقال سموه وكيف عمل قام به رسول الله واصحابه لاصلاح البشرية لا يمكن ان يصلح البشر لكن كل انسان صريح وصالح وواضح هل هناك أمر ما تركه الاسلام ولم يعالجه حتى في تعامل الاسلام مع نفسه وضحه الاسلام..
الاسلام الشريعة الوحيدة القائمة تهتم بكل شيء، حي او جماد والاسلام يدعو دائما الى القوة والتماسك وكل هذه الامور لن تتحقق بأي حال من الحوال الا بعمل.
نحن أيها الاخوة لسنا بوحدنا في هذا العالم ولسنا في كوكب مستقل نحن في وسط العالم بخيره وشره واقولها وبكل وضوح ان شر العصر الذي نحن فيه أكثر من خيره وليعلم الجميع ان بلادنا لانها دولة الاسلام ودولة تطبق شرع الله وسنة نبيه فهي المستهدفة الاولى، من هذا امور تحدث في العالم واذا لم ندرك جميعا اننا مستهدفين والهدف هو هدم هذه الدولة تماما حتى ان هناك من قال كان
نحن لا نشارك إلا في بناء الاسلام والبشرية و بلادنا مستهدفة وآن لنا ألا نصمت
الغرب سبقنا في الاقتصاد والتنظيم وتقدمنا عليهم في الاخلاق والانسانية
اطالب العلماء بالدفاع عن الدين والعقيدة وستبقى دولتنا سلفية
سنضرب بيد من حديد كل من يضر بعقيدتنا
من شذ عن دستورنا فليقف عند حده
ناقشت اصحاب عرائض الانترنت فلم أجد جوابا مقنعا
القاعدة اداة في أيدي الاعداءوما يسمى باسامة بن لادن تافه
لانريد ابعاد احد عن وطنه وهل يرضي الله ان يقاتلنا ابناؤنا
الهيئة مطالبة بمعايشة العصر المضطرب وسنقف معها للغرب عدو اول وهو الشيوعية وانهوها وقال علينا عدو ثان وهو الاسلام.
الاسلام والانسانية
وتساءل سموه قائلا: هل يوجد اعدل وارحم من الاسلام هل يوجد انسانية في اي قانون او وقت اكثر من انسانية الاسلام اقولها لانني فرد مسلم بين علماء يعلمون اكثر مني في ذلك.
وأكد سموه انه قد آن لنا الا نصمت، الاستهداف أتانا من طرق متعددة وبكل ألم وبكل أسف أتانا من مدعيي الاسلام واصبح هؤلاء جرعات ومطايا لاعداء الاسلام سواء علموا او لم يعلموا ويجب على من علم ان يتقي الله ويعود الى الحق ويجب على من جهل ان يستفيد من العلماء واهل العلم ويسألهم.
وقال سموه كم حدث في هذه الحياة من احداث ونسبوها للاسلام ولهذه البلاد وكأننا وجدنا لنحارب هذا العالم نحن لا نشارك الا في البناء وفي الاسلام وفي بناء البشرية.
ومضى سموه يقول: هل اعتدينا على أحد؟ لم نعتد، هل طمعنا في أحد؟ لم نطمع ليس لأحد فضل على هذا البلد الا فضل الله عز وجل ثم ابناء هذا الوطن ولتعلموا ان بلادكم الوحيدة في العالم التي لم تمد يدها لأحد ولم يكن لأحد فضل عليها في كل أمر من الأمور كبيرها وصغيرها لا في عمل ديني ولا عمل دنيوي فليس لأحد فضل في علم تعلمناه ولا في مرض نتقيه، من الذي فتح عندنا مستوصف او ساعدنا في مكافحة مرض او فتح عندنا فصل دراسي لا أحد.
توحيد البلاد
واضاف سموه لقد حصل امران الاول وفق الله الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- ومن معه من رجال العلم وأبناء الوطن لتوحيد هذه البلاد تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله وفقه الله للاعتناء بمكة المكرمة والمدينة المنورة وكما تعلمون ان بلادكم من البحر الاحمر الى الخليج العربي ومن اليمن الى العراق والاردن وما جاورها.
والثاني أفاء الله عز وجل على هذه البلاد من الخيرات وعشنا وعاش غيرها ولم تبخل هذه البلاد على أحد ولم يصب أي مسلم بأذى في أي بلد الا توجهت هذه البلاد لمساعدته ومن توجه لهذه البلاد يجد الأمن على نفسه وعلى عرضه وعلى ماله.
واستشهد سموه بقوله تعالى (وما جزاء الإحسان إلا الإحسان)
واضاف سموه: قد جازونا بالاساءة وادخلوا علينا أفكارا دخيلة ليست مستمدة من كتاب الله وسنة نبيه وليتهم بقوا على ملتهم ولكنهم عملوا بجد واجتهاد على نشر أفكارهم في هذه البلاد وتحويل عدد من أبناء هذه البلاد الى أفكار تختلف تماماً عما سار عليه الآباء والأجداد من كتاب الله وسنة نبيه لكني اقول وبكل ما عرفته وقرأته من قيادة هذه البلاد ولي شرف أن خدمت بلدي منذ عهد الملك عبدالعزيز والملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد -رحمهم الله جميعا- والآن في عهد الملك عبدالله وعضده الأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظهم الله وحكومتهم وفقهم الله جميعا.
دعاة الاسلام
ومضى سموه يقول: نحن مستهدفون في وطننا وعقيدتنا وفي وطننا اقولها بكل صراحة لعلمائنا لطلبة علمنا وللهيئة ولخطباء المساجد دافعوا عن دينكم ووطنكم وأبنائكم وأجيالكم القادمة لقد سلمونا الأمانة سليمة وعشنا بضلها وبخيرها ونحن سنسلمها للأجيال القادمة كما سلمها لنا الأجيال السابقة من الآباء والأجداد وارجو ذلك.
ولا أخفيكم أننا لا زلنا مقصرين ويجب أن نقوم بمجاهدة أعداء الله الذين هم بيننا ومن يسمى أنفسهم انهم دعاة يدعون الاسلام ويسمون انفسهم دعاة ويقولون عنا اننا مع الغرب وفي نفس الوقت الغربيون وغيرهم يقولون اننا منشأ هؤلاء أين نحن لماذا لا نناقش؟ لماذا لانحاور؟ لم نمنع الجهلاء الحقيقة ان الحقيقة ان النهج الواضح ان دولتنا دستورها ومنهجها واستراتيجيتها الاسلام ومن كان على هذا النهج فهو ابن الوطن ويجب ان يعمل معنا ومن شذ عنه يجب ان يجد من يقول له قف عند حدك، نحن لا نريد ان نبعد أحدا عن وطنه ولكن اذا اراد الاساءة بوطنه قلنا له لا مهما عملنا نحن رجال الأمن من تضحيات الا اننا من نقاتل نحن انهم ابناؤنا وهم يقاتلوننا هل هذا يرضي الله؟ أين هم المربون أين مسؤولية العلماء والجامعات ودور العلم أين اجهزة الاعلام أين هي؟
وهناك من يدعي التقدم والاصلاح التقدم الى أين الي ان نكون مثل الغرب هذا تأخر والذي يريد ان يصل الى الحقائق كما هي عليه ان يعيش مع هذا القوم.
قد انهم سبقونا في الاقتصاد في التنظيم نعم لكن في الاخلاق والانسانية لا..، يجب ان ندافع عن ديننا ونصلح انفسنا وأمتنا وان يقول العلماء وأهل العلم كلمتهم ويجب ان يعيشوا هذا العصر وان يأخذوا الأهم في الأهم.
مناشدة للعلماء
واضاف سموه ان المخططات والفتن تحاط بهذه البلاد ومنذ ان قامت وهي تحارب.
وأناشد العلماء وطلبة العلم الا يهتموا بأمر أكثر من أمر الدفاع عن دينهم وعقيدتهم ويجب ان تبقى دولتنا دولة سلفية لانها لا تتدخل في شؤون أحد واذا ناقشنا أحدا يجب ان نكون مستعدين للمناقشة وان ندرك ان اعداء الاسلام استعانوا بعرب لاسقاط الاسلام وبكل أسف.
وقال سموه فاقد الشيء لا يعطيه ومن يخالف يجب عليه ان يقف عند حده ويجب يوم يعلن فيه كل شيء وتساءل سموه من الذي اباح التكفير وقتل النفس وان رجال الأمن لم يقتلوا أحدا وأكبر دليل انتظارهم 19 ساعة في جدة في انتظار العملية السلمية.
وما يقوم به رجال الأمن واجب ونحن محتاجون الى أمن فكري ولمخاطبة العقول وان نستخدم كل وسائل الاعلام الحديثة والقنوات والانترنت للدفاع عن عقيدتنا ووطننا.
وقال سموه هل هناك اهانة للاسلام عموما ان يكون شخص عادي تافه عادي يسمى اسامة بن لادن أتفه من التافه لكنه عميل ولا زال عميل للمخابرات الاجنبية من الذي اقام القاعدة لقد كان من بلد آخر وأكتسب الجنسية السعودية. من الأب الروحي لهؤلاء عبدالله عزام. من هو عبدالله عزام في وجهه وفكره.
..اخواني الخطر اكبر لقد اصبحوا ادوات في ايدي الاعداء واذا لم نواجه الواقع بالحقيقة والشجاعة والدليل وسنمنع كل من يحارب الاسلام وسنقطع ألسنتهم ونحن أقوياء بالحق وان شاء الله مخلصين لديننا.
وطالب سموه الاهتمام بشبابنا رجالا ونساء وقال لا تتركوهم للشيطان واهتموا بهم وقولوا لهم الحق ووجهوهم للحق.
وقال سموه اذا لم يكن الأمن الفكري أقوى من الأمن البشري فنحن في خطر فيجب ان نصدع بالحق ونعين دولتنا على الحق.
وقال سموه ان ابواب أولياء أموركم مفتوحة وقلوبهم مفتوحة فما الذي يجبرنا على نشر العرائض بالانترنت وتوزع وتنشر في الصحف وتوقع ولقد ناقش مجموعة من هؤلاء ولم أجد منهم الجواب المقنع.واضاف ان العلم والدعوة يجب الا يخوض فيها إلا من كان مؤهلا لها وسوف نضرب بيد من حديد على كل من يضر بعقيدتنا وديننا مؤكداً سموه سنقف مع الهىئة وسنعمل من اجلها وسنحافظ على كرامتها ويجب ان ننقيها ممن ليس أهلا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودعا سموه ان يحفظ بلادنا وولاة أمورنا وان يعين أبناءنا على القيام بأعمالهم.
حوار مفتوح
بعد ذلك فتح سموه الحوار مع رجال الهيئة حيث قال في معرض رده على سؤال حول من يسيء الى الهيئة أياً كان فهو اما عن جهل منه او عدم وجود ايمان داخل قلبه ويجب ان يقولوا الخير او يصمتوا وطالب سموه الرد على من يسيء للهيئة بوضوح لكي يدان المخطئ شرعا وقال سموه أرى جراءة غير مقبولة ويجب على الجميع ان يكون أهلاً للمسؤولية.وفي رده على سؤال عن قلة الشرط المرافقة لرجال الهىئة قال سموه المملكة قارة والنمو في تزايد وقال سموه ان لرجال الأمن مهمة في اكتشاف الجريمة وحماية النفس والاعراض وسوف نبحث ذلك مستقبلاً ولاشك وجود قوة تدعم الهيئة امر مطلوب وهذا ليس أمرا صعبا ان يتحقق.
وفي رده على سؤال عن زيادة رواتب موظفي الهيئة بنسبة 20% قال سموه ان ذلك محل الاهتمام ويجب ان يكون العاملون في هذا المجال مؤهلين تأهيلا كاملا مبديا سعادته بانشاء معهد ملحق بجامعة أم القرى وقال سموه ان طريقة الانشاء لم تكن كما كنت اتمنى سواء من حيث العمادة او الفصول او المدرسين ويجب ان يكون المعهد مهيأ لينتج ما نريد.
منقول من صحيفة عكاظ ( الخميس 28/08/1427هـ ) 21/ سبتمبر/2006 العدد : 1922
