( حديث يحول من الضعيفة إلى الصحيحة ))

(( حديث يحول من الضعيفة إلى الصحيحة ))
قرأت تخريج شيخنا الألباني رحمه الله تعالى لحديث : ( كان إذا اهتم قبض على لحيته ) من ( الضعيفة ) برقم 707 ؛ فرأيته قد أجاد غية الإجادة في الكلام على طرقه وشواهده ؛ لكن فاته إسناد حسن للحديث عند أبي الشيخ في ( أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) ص71 ؛ إذ قال : ثنا عمر بن الحسن الحلبي ، نا عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي ، نا عبد الله بن إدريس ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن عائشة قالت :
( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا اشتد وجده أكثر مس لحيته ) 0
قال الحافظ العراقي : ( أبو الشيخ بإسناد حسن ) 0 تخريج الإحياء 2 / 378 0
قلت : وهو كما قال رحمه الله ؛ فرجاله كلهم ثقات من رجال( التهذيب) ، وشيخ أبي الشيخ في هذا الإسناد هو المترجم في ( تاريخ الخطيب ) 11 / 221 –222 ، و( سير النبلاء ) 14 / 254 ، وهو ثقة كما قال الدارقطني 0
ومحمد بن عمرو بن علقمة حسن الحديث على الراجح كما قال الذهبي رحمه الله في ( المغني ) برقم 5876 0
فإذا انضم هذا الإسناد لشاهد الحديث من رواية أبي هريرة رضي الله عنه الذي فيه : رشدين بن سعد - الضعيف عند الجمهور - أخذ الحديث به قوة فأصبح صحيحاً لغيره كما هو معروف عند أهل هذا العلم الشريف ؛ فينقل حينئذ من ( الضعيفة ) إلى ( الصحيحة ) 0
والذي دفعني لتحرير هذه المقالة أمران :
الأول : أنه من الأحاديث التي خرجتها في تحقيقي للطب النبوي لأبي نعيم الأصبهاني رحمه الله 0
الثاني : أن بعض الناس يظن - والظن أكذب الحديث - أني متعصب
للألباني ،مقلد له تقليداً أعمى !
فالحمد لله كثيراً ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله مجمد وعلى آله وصحبه أجمعين 0