القرآن كلام الله منه بدأ واليه يعود
بســــــــــــــــــم اللـــــــــــــــــــــه الرحمــــــن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم
أما بعد :
القرآن الكريم كلام الله تعالى على الحقيقة منه بدأ وإليه يعود
قال الله تعالى ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) وقال تعالى ( وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم ) وقال تعالى( إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً ) فهو قول الله تعالى ألقاه على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل الأمين ، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الرب تبارك وتعالى : من شغله القرآن عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ، وفضل كلام الله تعالى على سائرالكلام كفضل الله على خلقه " رواه الترمذى والدارمي .
وعن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عليكم بالقرآن فاتخذوه إماماً وقائداً ، فإنه كلام رب العالمين الذي هو منه وإليه يعود ، فآمنوا بمتشابهه واعتبروا بأمثاله " رواه ابن شاهين في السنة وابن مردويه وابن لال والديلمي ، كما في الجامع الصغير وشرحه .
وروى الدارمي في سننه عن عطية أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من كلام أعظم عند الله من كلامه ، ومارد - أي ما تقرب - العباد إلى الله كلاماً احب إليه من كلامه ".
وروى الترمذي عن جابر رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه في الموسم على الناس في الموقف فيقول : " ألا هل من رجل يحملني إلى قومه حتى أبلغ كلام ربي ، فإن قريشاً منعوني أن أبلغ كلام ربي ".
وعن سعيد بن جبير قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غازياً فلقي العدو فأخرج المسلمون رجلاً من المشركين وأشرعوا فيه الأسنة ، فقال الرجل : ارفعوا عني سلاحكم وأسمعوني كلام الله تعالى . رواه البيهقي
وروى الدارمي بإسناده عن ابن عمر مرفوعاً : " القرآن أحب إلى الله تعالى من السموات والأرض ومن فيهن " .
وروى البيهقي بإسناده عن أبي بكر الصديق رضى الله عنه أنه لما نزلت ( آلم غلبت الروم في أدنى الأرض ) الآية قرأها على قريش ، فقالوا لأبي بكر: كلامك أم كلام صاحبك ؟ فقال : ليس بكلامي ولا كلام صاحبي ولكن كلام الله عزوجل .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :إن هذا القرآن كلام الله تعالى فلا يغرنكم ما عطفتموه على أهوائكم . يعنى بذلك : ابتغوا هدي القرآن الكريم ولا تميلوا به إلى أهوائكم المنحرفة .
كما تفسره رواية الإمام أحمد في كتاب الزهد بسنده عن عمر رضي الله عنه أنه قال : إن هذا القرآن كلام الله عز وجل فضعوه على مواضعه ولا تتبعوا فيه أهواءكم .
وروى البيهقي بإسناده عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال : لو أن قلوبنا طهرت ما شبعت من كلام ربنا ، وإني لأكره أن يأتي عليّ يوم لا أنظر فيه في المصحف .
وروى الطبراني عن الحكم بن عمير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " تبرك بالقرآن ، فهو كلام الله تعالى " . كما في الجامع الصغير والفتح .
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم لا ترجعون إلى الله تعالى - أي لا تتقربون إلى الله تعالى - بشيء أفضل مما خرج منه " أي : بدأ منه ، يعنى القرآن . قال الحافظ المنذري : رواه الحاكم وصححه ورواه أبو داود في مراسيله عن جبير بن نفير .
أكرام أهل القرآن وعدم أذاهم
إكرام أهل القرآن الكريم والنهي عن أذاهم
قال الله عز وجل ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) وقال الله تعالى ( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ) وقال الله تعالى ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً )
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط " رواه أبو داود
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم . رواه أبو داود في سننه والبزار في مسنده
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول أيهما أكثر أخذاً للقرآن فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد . رواه البخاري
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل قال من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب . رواه البخاري وعن الإمامين الجليلين أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما قالا إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي .
*. قال الإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله اعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يغشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )