الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فقد ابتُليت الأمة الإسلامية هذه الأيام بأناس جهلة ليس عندهم علم ولا فقه منضبط وفق منهج أهل السنة والجماعة ولا يُجيدون سوى الكذب والتعالم وظنوا أنهم قد بلغوا من العلم مبلغاً فتراهم يلقون المحاضرات عبر وسيلة الإنترنت ويلتف حولهم أحداث أغرار وُجِهوا الوجهة السيئة وربوا على الألتفاف حول المجاهيل والأحداث والأصاغر من أهل الأهواء والبدع وتركوا التلقي عن العلماء الكبار المقتفين لآثار السلف والمحذرين من سلوك طريق الخلف وينطبق على هؤلاء الذين نفخوا أنفسهم وظنوا أنهم هم الموجهيين للشباب زعموا قول القائل :
من كان مرعى عزمه وهمومه *** روض الأماني لم يزل مهزولا
ومن هؤلاء (أبوعمر أسامة عطايا العتيبي الفلسطيني ) فإنه قد بان لكل منصف حيفه وظلمه وتعديه على فضيلة الشيخ فالح الحربي ومن حق الشيخ فالح علينا وهو من أعلام السنة والمدافعين عنها وإن رغمت أنوف فيما نعتقد وندين الله به أن ندافع عنه ونرد عنه العادية وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم كما في الحديث : (
أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً .. ) وقال عليه الصلاة والسلام : (
من رد عن عرض أخيه ردَّ الله عن عرضه النار يوم القيامة ) .
و السلفي المنصف إذا قرأ إجابة ( العتيبي الفلسطيني ) حينما سُئل عن الشيخ فالح الحربي حفظه الله يتضح ويتجلى له الحق أن هذا الجاهل المتعالم قد ظلم نفسه بهذه الفتوى الجائرة والقائمة على الكذب وعرَّض نفسه للوعيد الذي ورد في الحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم : (
ومن قال في مؤمن ما ليس فيه ؛ حُبِسَ في ردغة الخبال) ونقف وقفتين فقط للرد على هذا المفتون :
الوقفة الأولى :
لقد حذر السلف أشد التحذير من أخذ العلم عن غير أهله ومن علامات الساعة أن يُتلقى العلم عند الأصاغر وهم أهل الأهواء والمخالفيين لطريقة السلف ومنهجهم . ولا شك ولا ريب أن أبا عمر العتيبي الفلسطيني ليس بعالم بل هو جاهل متعالم ، وليس له حق أن يطعن في الشيخ أو يتكلم فيه ويخرجه من أهل السنة فهو كما قيل :
(
ما أنت بالحكم الترضى حكومته ) . والواجب عليه حينما سئل عن الشيخ فالح أن يحيل إلى العلماء الكبار السلفيين المنصفيين أمثال الشيخ صالح الفوزان والشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظهما الله وغيرهما من العلماء الأفاضل فهم متجردون للحق ولم تعصف بهم هذه الفتنة التي أججها أستاذ الفلسطيني وشيخه ربيع المدخلي الذي أظهر الطعن في الشيخ فالح بل وصل به الأمر إلى تكفير الشيخ ووصفه بأوصاف اليهود والماسون والرافضة بل يشابه الرافضة من ثلاثة عشر وجهاً ولا يرى سماحة الشريعة وهذا تكفير صريح من ربيع المدخلي ناهيك عن إطلاق الألفاظ التي تُخرج الشيخ فالح من السنة . ولكن ولله الحمد والمنة عرف الناس الحق من الباطل ولم يثبت على الحق الجلي إلا أهل الحق والعدل {
كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ } (17) سورة الرعد . وقد سئل العلماء من الهيئة واللجنة الدائمة عن المسائل المختلف فيها بين شيخك ربيع والشيخ فالح فظهر الحق مع الشيخ فالح وخطئوا ربيعاً وطالبوه وألزموه بالرجوع إلى الحق لكن لم نر منه إلا العناد والمجادلة بالباطل والمراوغات التي ذكرتنا بمراوغات أهل الفتن والضلال بدءً بعائض القرني وسلمان العودة وعبد الرحمن عبد الخالق والمغراوي والمأربي وكما قيل :
تاالله ما بعد البيان لمنصفٍ***إلا العناد ومركب الخذلانِ
الوقفة الثانية :
نقول لك (
أثبت العرش ثم انقش ) فأين هو تكفير الشيخ فالح للعودة والقرني كما تزعم وأين هو طعن الشيخ في ابن باز والألباني والعثيمين عليهم رحمة الله جميعاً أم أنك سمعت كلمةً فقلتها ؟ وهذه هي بضاعتكم في هذه الفتنة !! ماعندكم إلا الكذب بل التواطؤ على الكذب ولا حول ولا قوة إلا بالله . كما فعل رفيقك ( الكذاب ) ( عبد الواحد المدخلي ) الذي شهد القاصي والداني على كذبه وإبطال ما نقل من الشهادات المزعومه التي لا تصح في أصلها لأنها شهادة خصوم . وقد أُحرج بتكذيب ( أحمد جيلان ) أحد الشهود لما نسبه إليه وكذلك تكذيب الشيخ ملفي الصاعدي حفظه الله له وهذا كله موجود بالصوت . ثم لو فرضنا أن عالماً سنياً رأى بما أعطاه الله من العلم والبصيرة النافذة أن شخصاً من الأشخاص قد خرج عن الملة أو تزندق أو أصبح مبتدعاً أو فاسقاً بعد توفر الشروط وانتفاء الموانع هل يلام على ذلك ويصبح من الخوارج . فلا زال أهل العلم يحصل منهم هذا وهذا معلوم في باب الأسماء والأحكام ولكنهم فيه منضبطون بضابط الشرع لا الهوى والعاطفة وهذ1 هو الفرق بين تكفير أهل السنة والخوارج فأهل السنة يكفرون من كفره الله ورسوله وتحققت فيه الشروط وانتفت في حقه الموانع أما الخوارج فهم غلاة في هذا الباب ودليلهم الهوى والجهل والتكفير بالكبائر. أما ما نقلت أن الشيخ فالحاً طعن في ابن باز فهو كذب صريح فأثبت هذا بالصوت إن كنت صادق في دعواك . و والله الذي لا إله غيره ولا رب سواه أنني تعلمت من خلال سماعي لأشرطة الشيخ فالح تقدير أهل العلم في هذا الزمان وعلى رأسهم الشيخ بن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله . وهذه شهادة لله .
وكون الشيخ فالح يرد خطأ وقع فيه الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني رحمه الله أو الشيخ ابن عثيمين أو ابن باز أو الفوزان أو غيرهم لا يلزم منه الطعن . ولا يفهم من هذا الرد والتبيين للأخطاء أنه طعن إلا الجهلة أمثالكم ممن لم يعرفوا هدي السلف في إنكار المنكر والخطأ . فهذا ديدن العلماء قديماً وحديثاً يردون على المخالف كائناً من كان ولا يخافون في الله لومة لائم فالسني يحفظ حقه ويحذر من خطئه خصوصاً والمبتدع يهان ويذل ويحذر منه عموماً .
ثم لماذا لم تقم وترد على شيخك ربيع وقد سمع الناس طعنه الصريح في الشيخ ابن باز عليه رحمة الله حينما قال وهذا بالصوت (
أنه طعن في السلفية طعنة خبيثة أو شديدة ) أم أن ربيعاً إمام الجرح والتعديل كما تزعمون وتحرفون لأن الألباني قال ( حامل لواء الجرح والتعديل ) ولم يقل ( إمام ) فليفهم هذا وينتبه إليه ؛ يجوز له الطعن في العلماء والمشائخ وغيره تكذبون عليه وتدَّعون أنه طعن وهو في الحقيقة لم يطعن . فنسأل الله أن يفضح أمركم وأن يكشف ستركم وقد حصل شيء كثير من هذا وما اجتماعك مع ( سليمان الخراشي ) الذي يثني على المبتدعة في منتدى الكاشف إلا خير دليل على ضلالك وانحرافك .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
.
