بيان كذب ربيع المدخلي على علماء السنة في مسألة التنازل عن الأصول

الحمد لله

والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد :

فقد أنزل أبواسحاق السطائفي مقالا في منبر سحاب القطري – منبر من لامنبر له – يدعي فيه أن علماء أهل السنة والجماعة مع شيخه ربيع في دعواه للتنازل عن الأصول !!!.

وحقيقة الأمر أن ربيعا إنما وقعّ على ورقة كتبها وأرسلها لبعض المشايخ في مدينة الرياض وغيرها ، فما كان من هؤلاء المشايخ إلا أن كتبوا ما أنزله السطائفي ؛ وحَسِبَ أنه قد كسب الجولة ورفع شيخه الى قمة السؤدد!! ولكن هيهات هيهات !!! .
فمن وضعه الله فلن يرفع أحد .
وحقيقة الأمر - أن الشيخ ربيعا لما تورّط في هذه المعضلة التي حاول أن يكيد بها للشيخ فالح فحارت الرحى عليه وعلى أتباعه ، راح يبحث عن مخرجٍ يسد بها سقطته الجديدة ، وخاصة ان الكثير من العلماء قد تكلموا ووضحوا وبينّوا ضلال أقواله واستدلالاته عندما عرضت عليهم ، ومن بينهم أحد المشايخ الذين إستدل بهم أتباع ربيع لتأيد شيخهم !! ، فما كان من ربيع المدخلي إلا أن يُدخل في لعبته القبيحة هذه باب أخر ألا وهو باب الضرورات وقد نبّه الشيخ فالح لذلك في ( الصارم المصقول ) بقوله :
" وحاول أن يلبس على القارئ بإدخال الضرورات في محل النزاع وكأنه لا يعرف الفرق بين باب المصالح والمفاسد وباب الضرورات، وقد يكون الأمر كذلك، لكن يبعده قوله: "فهناك أصول يتسامح فيها حتى في غير حال الإكراه"، فالرجل أدخل الضرورات عمداً ليلبس على القارئ، وعلى كل حال فإن ما استدل به ليس له فيه دلالة، ولا يستقيم له لا في ضرورة ولا في غيرها، بل والله إنه مما يضحك عليه العقلاء ويكشف عن جهله وضحالة فقهه .." انتهى كلامه - حفظه الله -

وصدق الشيخ فالح في ذلك فإن حتى ماحوال أن يستدل به المدخلي في باب الضرورات كانت عليه لا له .

وهل يستقيم الظل والعود أعوج !!!؟

أعلما أن أحد المشايخ الذين أرسل له ربيع تلك الورقة التي وقعّها قد تمت مناقشة بينه وبين العلامة صالح بن عبدالله الفوزان – حفظه الله – حول هذا الاأمر ، فما كان من الشيخ صالح إلا أن أخرج له مقالات ربيع التي يقررّ فيها جواز التنازل عن الأصول والعقائد ! وبيّن له فيها تخبط الرجل في هذا الباب حتى جعل ماهو سنة أو مستحبا أصلا من أصول الدين القويم ، وبنى على ذلك علالي وقصور ، وقد فنّد هذه الشبهات التي ألقاها الشيطان في روع ربيع المدخلي الشيخ العلامة فالح بن فلاح الحربي في سفره المبارك ( الصارم المصقول في الدر على الصيال على الأصول ) .
ولما أدرك ربيع المدخلي أنه قد وقع فيما حاك به الشيخ فالحا – حفظه الله – كتب وريقاته تلك التي عرضت في سحاب ، ولم يستطع أن يصرح باسم الشيخ فالح ، وأرسلها لبعض القضاة والمشايخ مدعيا فيها أنه هذا ما يقوله ويدعيه ، ولكن لماذا لم يرسل له تقريراته الفاضحة التي إستدل بها على جواز التنازل عن الأصول في مذكرتيه وبقية مقالاته التي أبانت عن عقليته المهزوزه في هذا الباب فضلا عن غيرها من الأبواب .

وقد أبان الشيخ فوزي الأثري هذا الأمر بجلاء في أكثر من مجلس مجالسه وفي نصائحه لأهل الجزائر وغيرها ، ومن ذلك ما قاله في مادة صوتية نشرت علىالإنترنت ؛ حيث قال فيها :-
" ولذلك الشيخ ربيع ذهب الى بعض المشائخ في الرياض ونقل لي البعض أنه لم يقل عن التنازل عن الأصول ومع أنه موجود في مذكرته وقال بالتنازل عن الاصول , كما نقل لي ذلك بأنه وقع على ورقة لكن هذه الأخطاء تشهد عنه وهذا في الحقيقة الذهاب الى المشايخ لا ياتي بفائدة لا ن هذه الاخطاء موجودة فعليه أن يرجع عن ذلك
ولايسلك مسلك عبد الرحمن عبد الخالق الذي قام يراسل المشايخ ويقول لم أقل ويراوغ ويلف ويدور فلم ينفعه ذلك
وكذلك عدنان عرعورهذا طريقه ومحمد المغراوي وغير هؤلاء لم يستفدوا من ذلك لان دين الله سبحانه وتعالى اذا أخطا فيه العبد من عالم وغيره يتوب لله سبحانه وتعالى وأمام الله سبحلنه وتعالى لا أما الخلق وأخطاء الشيخ ربيع موجودة في أشرطته وكتبه ومذكراته والى الأن موجودة في شبكة سحاب وهو المشرف عليها على ما فيها من منكرات "

وبعد هذا أقول :

فالشيخ ربيع قد ثبت عنه أنه في مذكرتيه الفاضحتين أنه قد جوّز التنازل عن الأصول وبدون تقيد ولا غير ذلك ، واستدل على ذلك بمستحاب الأعمال وجعل منها أصولا تنازل عن الشارع الحكيم – طوعا واختيارا - .
وهذا الأمر – وهو التنازل عن الأصول – مع الرغم من أنه المقرر عن ربيع في مقالاته فهو أيضا مقرر في أفعاله الأخيره ، لاسيما في باب منزلة العمل من الإيمان ، فقد جعل شبكته سحاب التي هو مشرف عليها مسرحا يرتع فيه الطاعنون لعقيدة أهل السنة والجماعة في باب الإيمان ، فكم من طاعن في كتب اللجنة الدائمة التي تحذر من الحلبي وأتباعه ومنهجه المرجيء المردي ، وكم من مشرف يلعب دور مقص الرقيب لفتاوى اللجنة الدائمة في التحذير من فتنة الإرجاء ؟!.
بل هو نفسه لما قُرأت عليه هذه الطعونات أثنى عليها وجعلها : ( تستحق أن تكتب بماء الذهب !!) ،
بل ومقال الناصح الصادق الذين كنا ولازلنا نطالبه أن يتبرأ منه وينفيه عن نفسه ، ثم يتبرأ ويتوب من دفاعه – هو شخصيا عنه – ولا يكون كالنعامة التي تخفي رأسها في الأرض عند الشدائد ظانه أن لا أحد يراها ، بل يجب عليه أن يتحمل مسئوليته فيما يكتب ، ومن ذلك أن يتراجع عن كلامه الأخير الذي فنده سماحة المفتي والعلامة الغديان والعلامة صالح الفوزان ، وذلك بقوله : ( أن كثير من العلماء يقولون أن الإيمان أصل والعمل كمال ) ،
وهو موجود في مقاله الذي كتبه باسمه الصريح بعنوان : ( كلمة في التوحيد والتعليق على أفعال الحدادية الجديدة ) فهذا أصل عظيم من أصول الدين وهو منزلة العمل من الإيمان جعله محل نظر ورؤية إجتهاد !!!
وغير هذه البلايا والطوام ، فعليه أن يكون شحاعا ، ولا يوكل عنه الفساق والفجار من أمثال شيطان النساء الديواني ولاغيره .فهذا أصل عظيم من أصول الدين وهو منزلة العمل من الإيمان جعله محل نظر ورؤية إجتهاد !!!.

وإن كان ربيع يرد أن يكذب على المشايخ وأنه لايرى التنزال عن الأصول فإننا نقول : ياربيع هذه كلمات التي سطرتها في مقالاتك باسمك الصريح ونشرتها في شبكتك وعبر موقعك ، تب منها ، ثم تراجع عنها ، وبيّن أنه ضلال مبين ، ثم قل إني لا أقول بالتنازل عن الأصول ، أما أن تكذب على من شابت لحاهم ، وتستغل ثقتهم فيك ، فاعلم – رحمك الله – نه لاينفعك – لانه ثابت عنك ، وها أنا ذا أذكرك ببعضها لعلك تتذكر و تخشى :
قلت في مذكرة النصيحة الاولة والثانية ما نصه :
(وإذن فترك الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا العمل ليس من باب عمل فرعي وإنما هو دفع للفتنة وتأصيل للأمة لتواجه به الأخطار والمشاكل والفتن".
وقال: "وصلاة الصحابة وراء عثمان وهو يتم في صلاة كان يقصرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ليس من التنازل عن سنة أو عمل فرعي".
وقال: "وأضيف أليس المشركون أنفسهم قد اقترحوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أموراً يوم صلح الحديبية للتنازل عنها فلأجل المصالح والمفاسد التي راعاها استجاب لهم فيها وهي من أصول الأصول".
وقلت –أيضا – ((أن استدللت على مذهبك بالنهي عن سب أوثان المشركين، وموافقة النبي صلى الله عليه وسلم على محو كتابة "الرحمن الرحيم" و" محمد رسول الله" من الصحيفة يوم الحديبية -: " فهل هذا التصرف وهذه الموافقة والتسامح كانت في أمور يسيرة أو كانت في أمور كبيرة وأصول عظيمة.. ؟!!"

وها أنا ذا أنقل ماقالوه علماء الممكلة من الشيخ المفتي والعلامة صالح الفوزان -وما أجابوا به على ما إستدل به ربيع المدخلي في جواز التنازل عن الأصول :

أولاً:
سئل : سماحة المفتي عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ عن جواز التنازل عن أصول الدين هذا السؤال –في مادة صوتية-:
بعضهم يقول جواز التنازل عن أصول الدين، ويستدل على قوله بأن النبي صلى الله عليه وسلم تنازل عن كتابة "بسم الله الرحمن الرحيم" في صلح الحديبية وتنازل عن "اتجاه القبلة في الصلاة على الدابة" ما صحة هذا الكلام؟.
فأجاب سماحته بقوله:
" ... مقالة... المتكلم بها أخشى أن يكون في قلبه زيغ.
كيف يتنازل؟!، شرع الله ليس لنا، ... ، شرع شرعه الله وأوجبه علينا {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك...} الآية.
الشرع ليس بأهوائنا وعقولنا، هذه أوامر رب العالمين وواجبات أوجبها الله علينا.
النبي ما تنازل، هو رسول الله؛ لكن لما قالت قريش: لا تكتب اسمك، قال: "أنا رسول الله وإن أبيتم"، هل تنازل؟، ما قال: أنا ما قلت إني رسول الله، حاشى وكلا، قال: أنا رسول الله وإن كذبوني.
القول بأن هذا تنازل عن المبادئ والثوابت؛ هذه أقوال خاطئة كاذبة لا يمكن لهم دليل.
هذه أقوال يأتي بها من يروج الباطل ويدعو إلى الباطل، الرسول ما تنازل، إنما هو رسول الله، قال: "أنا رسول الله وإن كذبتموني"،لم يقل: لست برسول الله، لم يقله على لسانه، ... حاشى وكلا، إنما أرادوا أن يمحوا لفظ الرسول من الكتابة، هذه الفكرة (التنازل) أقوال سيئة كاذبة يتقولها ويفتريها من لا علم له بشريعة الله"

.
ثانياً:
سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان –في مادة صوتية- فقيل له:
بعضهم يقول: يجوز التنازل عن الأصول، ويستدل على قوله أن النبي صلى الله عليه وسلم تنازل عن كتابة "بسم الله الرحمن الرحيم" في صلح الحديبية، وقال: "اكتب باسمك اللهم"، وتنازل عن الاتجاه إلى القبلة في الصلاة على الدابة، ما صحة هذا الكلام؟.
فأجاب الشيخ:
" هذا كلام باطل وضلال، والعياذ بالله، الرسول لم يتنازل عن الرسالة، لما قال: اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله، هو محمد بن عبد الله، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس من لازم ثبوت رسالته أن يكتب على الورق، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا من ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما، هذا من درء المفاسد، درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، هذه قاعدة شرعية، لكن ليس معناها أن الرسول قال: أتنازل أنا ماني برسول الله، هل قال هذا؟ حاشى وكلا، قال: "والله إني لرسول الله وإن كذبتموني، اكتب محمد بن عبد الله".
وأما صلاة النافلة على الراحلة إلى حيث توجهت به فهذا ليس تنازلاً عن السنة، لكن قبلة الراكب في النافلة حيث توجهت به راحلته، وأما قبلة غير الراكب وفي الفريضة فلابد أن تكون إلى الكعبة؛ لأن استقبال القبلة من شروط صحة الصلاة في الفريضة، وأما النافلة فأمرها أوسع، والله جل وعلا يقول: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله}، قال بعض المفسرين: هذه الآية نزلت في التنفل على الراحلة في السفر".

وختاما أقول للدكتور ربيع بن هادي :

إن قيامك بإرسال هذه الوريقة الى بعض المشايخ ، إنما هو من باب التدليس والتلبيس ليس إلا !، وذلك لانك تعلم أن الشيخ العلامة صالح الفوزان لن يسكت عن ضلالك وغيك ، فتحاول عبثا أن تخفف أثر الصدمة على أتباعك ، وأقولك لك :
لماذا لم تقم بإرسال نسخة للشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - لتكسب تأيده مع من كذبت عليهم ودلست من المشايخ !؟
الإجابة معروفه وهي :

الشيخ الفوزان وربيع المدخلي مختلفان لا توافق بينهما

وها أناذا أزفُ لإخواني الأثريين خبراً قد وصلني من قبل أن اكتب هذه الأسطر - وتأكد منه الليلة - قبيل كتابة هذه الكلمات أن العلامة صالح الفوزان سيفصل في شأن ربيع المدخلي قريبا ، كما أفاد بذلك الشيخ فوزي الأثري - حفظه الله - في مكالمة هاتفية مع أحد أحبابنا في الجزائر .

وصلى الله على سيدنا محمد وآله مصحبه أجمعين
الدينوري

.