الرجوع للحق من الفضائل العظيمة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين في القواعد المثلى الشريط السادس الوجه الأول 23:31
قوله تعالى (( ذلك خير وأحسن تأويلا )) تأويلا : بعنى مآلا ، خير:
في الحال - حتى لو غلب أحدنا أجيبوا ياجماعة - حتى لو غلب يصير خير له وهو مغلوب - نعم - الأنسان إذا توضع لله ورجع عن قوله لأن له يخالف الكتاب والسنة فهو ليس بمغلوب بل هو غالب
-غالب على نفسه - والجهاد جهاد النفس - أما بالنسبة للغالب فواضح أنه خير له لأنه دل على خير وقال بالخير فكان خيرله ، (أحسن تأويلا ) أي أحسن عاقبة من أن يركب بعضكم رأسه ولا يخضع للحق ويقول أنا من أنا أنا ابن الجلى وضلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفونني . ولا أقبل منكم ولا شئ - وش أنت ؟ أنت رجل وأنا رجل - إذا أبى وذاك أبى سوف يبقى التنازع وتبقى الأمة متفرقة ولاخير في أمة متفرقة أبدا .
فصار الرجوع إلى الله ورسوله خير في الحال والمآل
ولا تظن أنك إذا غلبت حين رجعت إلى الكتاب والسنة أن مآل ذلك
وعاقبته سيكون سوء لك وسيقول الناس فلان غلب مسكين ماعنده علم - لا - هو خير ؛ بل إنك إذا رجعت إلى الحق وثق الناس بك أكثر ، كما أنك إذا سئلت عن شئ لا تعلم عنه وقلت : لا أدري وثق الناس بك أكثر ؛ اما الأنسان الذي ماشاء الله !! كل مسألة ولو كانت
من أعضل المسائل ترد عليه - على طول - يقول الحكم فيها كذا الحكم كذا أو يقول فيها قولان والعلم عند أولدي ......
فالمهم أنك إذا رجعت إلى الحق حينما حصل النزاع وحكمتم الكتاب والسنة ورجعت إلى الحق لا تظن أن هذه هزيمة - هذه غنيمة - ولهذا أوصى عمر بن الخطاب أبى موسى الأشعري رضي الله عنه في كتابه القضاء الذي كتبه إليه عمر -وهذا الكتاب هو الذي بناء عليه ابن القيم كتابه إعلام الموقعين - نهاه أن يمنعه من قول الحق ماقضاه بالأمس قال : إذا أدلى إليك بشئ موافق للحق أحكم به ولا تقل أمس حكمت بضده - الرجوع إلى الحق فضيلة -...
والرجوع إلى الصواب فضيلة يا أخوان لا يمنعكم القول بالأمس أن تقول بالحق اليوم الأمام أحمد رحمه الله وهو إمام أهل السنة ونهيك به محدثا وفقيها كان يرجع للقول الذي قاله ولايبالي ...
فالمهم إن الرجوع للحق من الفضائل العظيمة - نسأل الله وإياكم أن يجعلنا ممن يتبع الحق
