احذروا قاعدة المعذرة والتعاون للإخوان بجميع صورها
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد الصادق الأمين وآله وصحبه وبعد:
فمما ابتليت به أمة الإسلام أشد البلاء، العدو الداخلي، وهم كثر لاكثرهم الله، فإنهم قد عثوا في الأرض فسادا، وقد حققوا
مطالب أعداء الإسلام، وكفوهم المؤنة، ومن هؤلاء، فرقة الإخوان المسلمين، وهذه الفرقة لها أصول وقواعد تسير عليها،ومن أبرز هذه القواعد وأهمها: قاعدة المعذرة والتعاون، ومقصودهم بالمعذرة: أن تتنازل كل فرقة وتعذر أختها فيما اختلفوا فيه من الأصول ويتعاونوا على أهم مصلحة عندهم وهي التعاون على ما اتفقوا عليه، وهذه القاعدة لها صور شتى، كلما كشفت صورة أتوا بغيرها، فمرة يقولون: يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ونتعاون على ما اتفقنا عليه، ومرة يقولون وحدة الصف لا وحدة الرأي، ومرة يقولون نريد منهج واسع، ولكننا اليوم نتصادم مع صورة جديدة لقاعدة المعذرة والتعاون ،وهي صورة فتاكة مزخرفة بشبه داحضة، ولعلكم عرفتم هذه الصورة الجديدة لهذه القاعدة ؟
الصورة الجديدة لهذه القاعدة هي: التنازل عن الأصول بحجة المصلحة والمفسدة.فإن الإخوان يرون التنازل عن الأصول بحجة المصلحة ويعذر بعضهم بعضا في الأصول الباطلة اللتي يحملها المبتدعة من كل حذب وصوب ، حتى جرتهم هذه القاعدة إلى التنازل عن أصل الولاء والبراء في مواطن كثيرة، ودعوا إلى التقارب بينهم وبين النصارى، ودعوا إلى وحدة الأديان، وأدى بهم التنازل عن الأصول إلى قولهم بأن العداوة التي بيننا وبين اليهود ليست عداوة دينية، فقد هتكت هذه القاعدة مبدأ الولاء والبراء عند الإخوان فلم تبق منه إلا القليل، حتى أنهم أدخلوا في صفوفهم من يقول بوحدة الوجود، ومن يطعن في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقد ضمت هذه القاعدة تحت لواء الإخوان فرق كثيرة، فلم يعد لأصل مبدأ الولاء والبراء عندهم إلا القليل، فالله المستعان،
ولقد سألت الشيخ علي بن ناصر فقيهي -حفظه الله - ما نصه :
شيخنا بارك الله فيكم من المعلوم أن قاعدة الإخوان يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ونتعاون فيما اتفقنا عليه، أي يعذر بعضهم بعضا في الخلاف في الأصول، ولكن هناك صورة جديدة فلا أدري هل هي موافقة لهذه القاعدة أم لا؟ ألا وهي التنازل عن اصول بحجة المصلحة والمفسدة؟
فأجاب -حفظه الله - بقوله: هي عينها.
هذا واتلحمد لله رب العالمين
