رسالة / حول ما نسبه عبدالواحد المدخلي من طعون للشيخ فالح في عائشة وحفصة/ للأهمية
تنبيه أولي الأحلام والعقول
في بيان أن
" الإمعة "
عبدالواحد المدخلي لايدري ما يقول
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً
، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه ويلم - وشرّ الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة :
أما بعد :
فقد نُسب في شبكة سحاب و في منبرها العام ، كلاما لفضيلة الشيخ فالح بن نافع فلاح الحربي - حفظه الله ووفقه - كلاما تدعي فيه أن الشيخ حفظه الله يتنقص بعض صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد تولى كِبر هذه الفرية رجل محسوب عليهم ؛ ألا وهو المدعو عبدالواحد بن هادي المدخلي - هداه الله وأنجاه من خصومة الفجار - وكتب في ذلك رسالة ، وأضيفت هذه الرسالة في مكتبة شبكته بموافقة المشرف العام على موقعه ، ولما كان مجرد أن هذا الخبر مصدره هو المدعو عبدالواحد المدخلي ، كان ذلك كافيا لأهل الحق لأن يعرفوا كذب هذه الفرية ، فالرجل ثبت عنه الكذب على رؤوس الأشهاد ،
فقد نسب عبدالواحد المدخلي كلاما للشيخ فالح الحربي في رسالته تلك وهي قوله أنه قال عن المفتي (إخواني خبيث ) ثم علق في حاشية كتابه ذاك بقوله " شهد بذلك أحمد بن حمد الجيلان !" ، ولما إتصل أحد إخواننا في الله في ليلة 5/5/1426هــ
برفيقه الجيلاني هذا ، نفى ذلك ؛ بل والأدهي من ذلك أنه قال : " الشيخ فالح لم ألتقي معه إلا مرتين في حياتي !!" .
وهذه الفضيحة سُجلت هذه المكالمة وعُرضت على شبكات الإنترنت للإستماع لتلك الفضيحة تجدها من هنا ، وإن تعجب فعجبٌ من أن الجيلاني هذا الذي نسب إليه عبدالواحد تلك الشهادة ، فضلا عن نفيه لما نُسِب إليه من شهادته تلك المزعومة ، فإنه نفى معرفته بالمدعو : عبدالواحد بن هادي المدخلي !!
أثبّت باطلي فيكون حق * * وحقاً غير ذي شُبهٍ لويتُ
وعلى العموم فكذب هذا الرجل قد شهد عليه القاصي والداني ومن ذلك ما نسبه في رسالته تلك من أن الشيخ فالحا يطعنُ في عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ويصفه بأنه قد طاش عقله لما مات رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلّم - ، وقد شرّق بذلك وغرّب ّّ وذلك بسبب جهله وخفة عقله وغلبة هواه .
ناسياً المسكين أن خمساً من أصحاب السير من أهل التحقيق قد كانوا سلفاً للشيخ فالح الحربي في كلامه ذاك الذي إنما هو وصفٌ لحال بعض الصحابة الكرام - رضي الله عنهم وأرضاهم - لمعرفة العلماء الذين وافق الشيخ فالحا في هذه المسألة اضغط على الرابط هنا
وقبل تجاوز هذه المسألة أقلو للمدخلي عبدالواحد : لولم تطيشوا عقولنا يا عبدالواحد المدخلي بوفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبموتٍ من تطيش العقول -إذاً - وتذهلُ الألباب وتتفطرُ الأكباد وتجفٌّ الدموع !؟.
ومن أخر ما نقله عبدالواحد المدخلي من فرياته التي نسبها للشيخ فالح - أعزه الله في الدارين - قوله أنه يطعنُ في عائشة وحفصة - رضي الله عنها - ونقل هذا في كتابه العفن ذاك !!! وكعادته لم يذكر المصدر لأنه متطفلٌ في جمع هذه الأكاذيب على بقية دجاجلته الذين يزينون له صنعته القبيحة !!!!!.
ومصدر الكلام الذي نقله هو من شرح شيخنا لفاضل فالح الحربي لكتاب الإعتصام بالكتاب والسنة الشريط الثالث الوجه الأول ، وهو في شرح حديث النبي -صلى الله عليه وسلم - ( إنكن لأنتن صواحب يوسف ) !.
وقد نقل الشيخ فالح هذا الكلام في الوجه الأول من الشريط الثالث ، ثم تراجع عنه في نفس الشريط من الوجه الثاني ، حيث نبه على ذلك وقال : ( قد رجعت عنه بعد أن تبين لي من الدليل وأنه خطأ ، أو خلاف مارأيتُ ، فلاينسب إلي بعد هذا البيان .. الخ ماقال )) وسيأتي نقل كلامه حفظه الله كاملاً لمزيد الإيضاح ، علما أن÷ قد سُئل فضيلة الشيخ القاضي عبدالمحسن العبيكان - حفظه الله - السؤال التالي :
" فضيلة الشيخ هل يجوز وصف أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - بالكيد ومجادلة النبي -صلى الله عليه وسلم - !؟
فأجاب : { لا شك أنو كان بيصدر منهن - رضي الله عنهن - كونه بصدر بيصدر ، وحصل منهن حتى إيذا للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن مع هذا نترضى عنهن ، إذا حصل منهن شيء هذا من طبيعة البشر .}
شيخ : وهل يجوز وصفهن بمجادلة النبي - صلى الله عليه وسلم - !؟
{ نعم ؛ المجادلة حصلت ، وأيضا في قصة " كلمة غير واضحة " }
وكلام الشيخ عبدالمحسن العبيكان هذا مسجل بصوته - حفظه الله - ويمكنك إستماع ذلك من هنا
قال الحافظ بن حجر في شرح كِتَاب الْأَذَانِ في الفتح : (( قوله: (فاعاد الثالثة فقال: انكن صواحب يوسف) فيه حذف بينه مالك في روايته المذكرة، وان المخاطب له حينئذ حفصة بنت عمر بامر عائشة، وفيه ايضا " فمر عمر، فقال: مه انكن لانتن صواحب يوسف " وصواحب جمع صاحبة، والمراد انهن مثل صواحب يوسف في اظهار خلاف ما في الباطن.
ثم ان هذا الخطاب وان كان بلفظ الجمع فالمراد به واحد وهي عائشة فقط، كما ان " صواحب " صيغة جمع والمراد زليخا فقط، ووجه المشابهة بينهما في ذلك ان زليخا استدعت النسوة واظهرت لهن الاكرام بالضيافة ومرادها زيادة على ذلك وهو ان ينظرن الى حسن يوسف ويعذرنها في محبته، وان عائشة اظهرت ان سبب ارادتها صرف الامامة عن ابيها كونه لا يسمع المامومين القراءة لبكائه، ومرادها زيادة على ذلك وهو ان لا يتشاءم الناس به .))
فتأملوا - يا رعاكم الله - إلى من قال الشيخ العلامة عبدالمحسن العبيكان - حفظه الله - وقارنه بما قاله الشيخ فالح الحربي فهل تجد فرقاً بينهما !؟
تالله مابعد البيان لمنصف * * إ إلا العناد ومركب الخذلان
بل تأمل في كلمات الحافظ بن حجر في شرحه للبخاري تجده إستخدم ما هو أشد من ذلك كوصفه لحال أم المؤمنيين عائشة رضي الله عنها - بأنها أظهرت ما كانت تبطن !!
ومع الرغم من ذلك لم يشأ شيخنا العالم الجليل فالح بن نافع بذلك ، لكي لا تكون ذريعة لأهل التحزب للطعن في المنهج السلفي من خلاله ، وما كان يظنُ -حفظه الله - أن ذلك سيصدر ممن كانو يتمسحون به من أهل شبكة سحاب ، ولكن كما قيل :
أبناءُ جلدتنا ، وزرعُ ربوعنا * * لكنهم في ديننا دُخلاء
فتراجع عن ذلك في نفس الشريط من الوجه الثاني ، وهو ما حذفه ولم ينقله لا عبدالواحد المدخلي ولامن ينقله عنهم ، فالله حسيبهم وهو يتولاهم في الدارين وحسبنا الله ونعم الوكيل ممن إذا خاصم فجر !!.
والآن سأنقل نص كلام الشيخ فالح الحربي -وفقه الله وبارك فيه من ذلك الشريط ونسأل الله أن يزيده عزاً وعلما -
يقول الشيخ فالح الحربي -حفظه الله تعالى - :
{ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن إستن بسنته واقتدى بهداه :
أما بعد :
قد كان مر معنا بالأمس ما قالته حفصة - رضي الله عنها - لعائشة : " مَاكُنتُ لأُِصيبَ منك خيراً قط " وكان ظهر لنا من السياق أن الأمر متعلق بالتقديم للصلاة ، تقديم أبي بكر أو تقديم عمر ؛ والسياق محتمل ، أو يحتمل ذلك في نظري ، لكن تبيّن ليّ بعد التمعن خلاف ماكنتُ رأيته ، وكنت وددت لو أن أحد الإخوة نبهوني إلى ذلك ، وقد نبهني إليه ابني محمد ، وبمراجعة رواية ليست معنا وهي في البخاري وجدنا أن المقصود هو أنها أحرجت من مراجعتها للرسول - صلى الله عليه وسلم - وذلك لأنه قال لها كلمة في تلك الرواية وهي ليست معنا في هذه الرواية ، كلمة زجر وهي قوله - صلى الله عليه وسلم - " مَه ؛ إِنكُن لأَنتُن صَوَاحِبُ يُوسُف ، مُرُّ أبابكرٍ ليُصَلِ بالناسِ " ؛ فهذا يدل على أنه كَرِهَ مُرَاجَعتَها للرسولِ - صلّى الله عليه وسلم - حتى أنه صدر منها ماصدر .
فإذن ؛ ما قُلتُه بدليل هذه الرواية خلافُ الصواب ، فينبغي أن يُ تنبه إليه ، وهو قد رجَعتُ عنه بعد أن تبيّن ليّ من الدليل ، وأنه خطأ ، أو خلاف ما رأيت فلايُنسبُ إليّ بعد هذا البيان ، والصواب من باب إفادة إخواننا طلبة العلم السامعين هو ماذكرت من أنها لما راجعت - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسمعت منه هذا الكلام القوي الذي فيه نهي وزجر وهو قوله - صلى الله عليه وسلم - ( مه ) ، وجاء بعد ذلك " إنكن لأنتن صواحب يوسف " - ايضا - مما يدل على أن حفصة - رضي الله عنها وعن عائشة وعن الصحابة أجمعين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد - أنها تألمت لذلك وأن الذي حملها على ذلك ،إنما هو عائشة - رضي الله عنها - حينما كانت تأمرها أن تذر له من كون أبي بكر لايصبر فيبكي وربما تشلئم النا - وهذا ماذكره الشُّراح وبعض الرواة - بل عن عائشة - رضي الله عنها - لكن حصل من رسول الله ماحصل - مما لم يتوقعنه - فتأثرت بذلك حفصة - رضي الله عنا فقالت ما قالت : " ما كنتُ لأصيب منكِ خيرا قط " }
إنتهى كلامه - حفظه الله وغفرله -
وبعد هذا كله نقول :
فانظر بعين الحق لاعين الهوى * * فالحق للعين الجلية عارِ
وبه نختم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين
16/شعبان/1426 هجرية
