ما هو الواجب على المسلم في باب الاعتقاد وغيره؟ شيخ الإسلام ابن تيمية يجيبك...
بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع فتاواه (12/237):
َالْوَاجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ: أَنْ يَلْزَمَ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُنَّةَ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ، وَالسَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ مَنَّ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَاَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانِ.
وَمَا تَنَازَعَتْ فِيهِ الأُمَّةُ وَتَفَرَّقَتْ فِيهِ: إنْ أَمْكَنَهُ أَنْ يَفْصِلَ النِّزَاعَ بِالْعِلْمِ وَالْعَدْلِ، وَإِلاَّ اسْتَمْسَكَ بِالْجُمَلِ الثَّابِتَةِ بِالنَّصِّ وَالإِجْمَاعِ، وَأَعْرَضَ عَنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دَيْنَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا؛ فَإِنَّ مَوَاضِعَ التَّفَرُّقِ وَالاِخْتِلافِ عَامَّتُهَا تَصْدُرُ عَنْ اتِّبَاعِ الظَّنِّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى.
وَقَدْ بَسَطْتُ الْقَوْلَ فِي جِنْسِ هَذِهِ الْمَسَائِلِ بِبَيَانِ مَا كَانَ عَلَيْهِ سَلَفُ الأُمَّةِ الَّذِي اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْعَقْلُ وَالسَّمْعُ، وَبَيَانِ مَا يَدْخُلُ فِي هَذَا الْبَابِ مِنْ الاِشْتِرَاكِ، وَالاِشْتِبَاهِ، وَالْغَلَطِ، فِي مَوَاضِعَ مُتَعَدِّدَةٍ؛ وَلَكِنْ نَذْكُرُ مِنْهَا جُمْلَةً مُخْتَصَرَةً بِحَسَبِ حَالِ السَّائِلِ.
وَالْوَاجِبُ أَمْرُ الْعَامَّةِ بِالْجُمَلِ الثَّابِتَةِ بِالنَّصِّ وَالإِجْمَاعِ، وَمَنْعُهُمْ مِنْ الْخَوْضِ فِي التَّفْصِيلِ الَّذِي يُوقِعُ بَيْنَهُمْ الْفُرْقَةَ وَالاِخْتِلاَفَ، فَإِنَّ الْفُرْقَةَ وَالاِخْتِلافَ مِنْ أَعْظَمِ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ.