كلام لشيخ العلامة فالح الحربي في المدخلي في (الصـــارم المصقـــول)يكتب بماء الذهب
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا يا الشيخ فالح الحربي وبارك فيك وفي علمك
الشيخ العلامة فالح الحربي يقول في الصارم المصقول لمقارعة الصيال على الأصول (فأعرضت عنه رجاء أن يقف عند هذا الحد لأنني لا أريد أن أدخل معه في مجادلات ومكاتبات لا تجر إلا الفتن وتشويش الأذهان والجناية على الدين وأهله، وكنت أظن أن خطل هذا المذهب لا ينطلي على صغار طلبة العلم فضلاً عن كبارهم، ولكنني فوجئت بتأييد بعض من ينتسب إلى العلم لهذا المذهب حتى قال بعضهم: كلام ربيع كله حق وكلام فالح كله باطل، وأخذ هذا المذهب ينتشر بين طلبة العلم، بل لج هؤلاء وجدوا في إغلاظ النكير على من يقول لا يتنازل عن أصول الإسلام وضللوه وبدعوه وأمروا بهجره، وبان أنهم كانوا من الضعف في فقه الدين على حال متدن -للأسف- أكثر مما كان يظن فيهم، فأدركت خطر هذا المذهب وأنه لا يجوز السكوت عليه، )
الشيخ العلامة فالح الحربي (ليعلم ربيع ومن يؤيده ومن على شاكلته أنهم بذلك قد وقعوا في مخالفة الإجماع، ولن يستطيعوا أن يأتوا بسلف لهم في هذا المذهب، وبهذا يعلم طالب العلم مدى تطبيق ربيع لقاعدة أهل السنة والجماعة في وجوب الاحتكام إلى فهم السلف، ومدى حذرهم من القول بقول لا سلف لهم فيه، فالرجل لديه جرأة عجيبة على التقعيد والتأصيل والهجوم على نصوص الوحي دون الرجوع إلى فهم السلف، وقد أوقعه في ذلك مغالاته في محاربة التقليد، وترك تفصيل أهل العلم وتأصيلهم.)
الشيخ العلامة فالح الحربي(وحال ربيع في جميع المسائل التي طبق جهله فيها عليّ وأصدر عليّ بها أحكامه الجائرة كما قال ابن حزم –رحمه الله- في جهل الخوارج وخواء عقولهم وسفاهة رأيهم، ولقد قال ابن القيم:
العلم معرفة الهدى بدليــله مـا ذاك والتقليد مستـويان
وتعر من ثوبين من يلبسهمـا يلقـى الردى بمذمـة وهوان
ثوب من الجهل المركب فوقه ثوب التعصب بئست الثوبان
وتحل بالإنصاف أفخر حلةٍ زينت بها الأعطاف والكتفان
وبهذا فإن الخوارج أفرطوا بما اعتقدوه أصلاً، وعقدوا عليه ولاء وبراء فكفروا، وربيع فرّط بما اعتقده أصلاً وعقد عليه هو ومن تبعه ولاءً وبراءً يضلل مخالفه، ويجعل أصوله فاسدة‼ ويأمر بهجره!!والحق بين هذين الطرفين المذمومين:الإفراط والتفريط:الغلو والتقصير:-
ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد كلا طرفي قصد الأمور ذميم
وإن ما ذكرناه لكاف في هذا المقام الهام الدقيق فهي حجج كثيرة، وأدلة متظافرة، وفيض من كلام أهل العلم، وكل ذلك يظهر بوضوح أن هذه المسائل ليست من الأصول كما يزعم المدخلي ومن معه فلا دليل لهم بها على مذهبهم في التنازل عن الأصول.
وفيما أوردناه مقنع لطالب الحق وناشد الصواب، ولو ذهبنا نستقصي كلام أهل العلم لكان بسطاً لا حاجة إليه، وهنا يقف القلم، ويحجم الفارس عن الإقدام، والحمد لله على عظيم ألطافه، وعميم توفيقه والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده )
الشيخ العلامة فالح الحربي(هذه من المضحكات المبكيات فهل الحائض والنفساء تركتا الصلاة والصيام مراعاة للمصالح والمفاسد أم أن الله حرم عليهما ذلك بأدلة خاصة ؟!! ولولا هذه الأدلة لما خرجتا من إيجاب الصلاة والصيام عليهما، وهل يقول عاقل إن هذا من باب الضرورة؟!!.
لقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها وحتى سامها كل مفلس )
الشيخ العلامة فالح الحربي(ونحن ننتظر من فضيلة الشيخ المزيد من هذا الفقه العجيب ومزيداً من الأصول التي يُتنازل عنها من أجل المصالح والمفاسد؟!!!.
وننتظر المزيد من التفريق بين الأصول وما ليست أصولاً؟!!!.
أأترك ما علمت لرأي غيري وليس الرأي كالعلم اليقيـن
وما أنا والخصومة وهي لبس تصرّف في الشمال وفي اليمين
وقد سنت لنــا سنن قوام يلحن بكـل فج أو وجيـن
وكان الحق ليـس به خفاء أغـر كغـرة الفلق المبيـن
وحال ربيع ومؤيديه وحالي معهم كما قيل:
ويحمد في الأمر الفتى وهو مخطئ ويعذل في الإحسان وهو مصيب
وينطبق قول الآخر:
فلا تك حفاراً بظلفـك إنما تصيب سهام البغي من كان باغياً
وحال القوم كما قيل:
يقضى على المرء في أيام محنته حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن
وكما قيل – أيضاً -:
كتاركةٍ بيضَها في العــراء وملبسة بيض أخرى جناحــاً
أو كما قيل:
كمرضعة أولاد أخرى وضيعت بني بطنها هذا الضلال عن القصد
الشيخ العلامة فالح الحربي (وفي ختام هذه البحث أنبه القارئ إلى أن ربيعاً المدخلي وقع فيما وقع فيه من مخالفات لأسباب من أهمها:
1 – أنه لم يضبط أصول أهل السنة والجماعة بل أصول أهل العلم، فتراه تارة يخالف إجماعاتهم، وتارة يقعد قواعد ويؤصل أصولاً تخالف قواعدهم.
2 – العجلة والهجوم على النصوص دون الرجوع إلى ما قاله أهل العلم، فإذا انقدح في ذهنه معنى من النص قال به، بل ربما قعد عليه قواعد دون أن ينظر في أقوال أهل العلم وهل له سلف في ذلك أم لا؟، وهل هذا الفهم راجح أو مرجوح؟.
3 – أن الرجل يخلط بين أبواب العلم ولا يفرق ولا يميز بينها، فيجعل ما هو من أبواب مختلفة باباً واحداً وما هو من باب واحد من أبواب مختلفة، كما أنه لا يميز بين المسائل التي يدخل فيها الاجتهاد والنظر، وبين ما هو مشرع بأدلة خاصة من الكتاب والسنة.
4 – حب القيادة والزعامة وبسبب ذلك يتبين له الحق ويعرض عنه، ويتركه أو يحاول أن يراوغ أو يلبس ويوجد لنفسه المخارج من المضايق التي أوقع نفسه فيها، كل ذلك محافظة على تصدره، ومكانته لدى مقلديه الذين لا يفرقون بين التمرة والجمرة، ولا يبالي بما يترتب على مغالطاته وتلبيساته من جناية على الحق وأهله، وما يقع بسبب ذلك من إضلال من لا فقه عنده وإنا لله وإنا إليه راجعون.
هذا والحمد لله في البدء والانتهاء والصلاة والسلام على خير الأنباء وعلى آله وأصحابه الأكرمين الأصفياء.
الصارم المصقول لمقارعة الصيال على الأصول
