القول البديع في بيان مراحل وخطط الإرهابي ربيع

القول البديع في بيان مراحل وخطط الإرهابي ربيع

كتبه أبو عبد الرحمن الزبيدي الحجازي

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات اعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون [آل عمران:102]. يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً [النساء:1]، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً [الأحزاب:70،71].
أما بعد:
إن من أعظم النعم على العبد أن يشرح الله صدره للمنهج السلفي ويثبته عليه ، فالواجب على من عرف هذا المنهج أن يتمسك به ، ولا ينصرف عنه ، ولا يطعن في أهله ، كما فعل ربيع بن هادي المدخلي هداه الله .
فإن بداية انحراف هذا الرجل كانت بيده، فهو الذي قتل نفسه بنفسه، وذلك أنه بدأ يجلس مع أهل البدع، ويدخل أهل البدع منزله، ويرحب بهم ، ويسمع منهم .
وتناسى قول الله تعالى " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم " (1)
________________
(1)سورة الأنعام ( 68 ).

وتناسى قول ابن عباس رضي الله عنهما :" لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب " (1)
وتناسى قول أبو قلابة رحمه الله :" لاتجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ، أو يلبسوا عليكم ما تعرفون "(2)
وتناسى قول عمرو بن قيس الملائي رحمه الله :" لا تجالس صاحب زيغ فيزيغ قلبك ". (3)
وتناسى قول إبراهيم النخعي رحمه الله :" لا تجالسوا أهل الأهواء ، فإن مجالستهم تذهب بنور الإيمان من القلوب ، وتسلب محاسن الوجوه ، وتورث البغضة في قلوب المؤمنين ".(4)
وتناسى قول مجاهد رحمه الله : " لا تجالس أهل الأهواء فإن لهم عرة كعرة الجرب".(5)
والذي يظهر أنه قد أصابته عرة الجرب ، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وتناسى قول إسماعيل بن عبيد الله رحمه الله:" لا تجالس ذا بدعة فيمرض قلبك، ولا تجالس مفتوناً فإنه ملقن حجته ".(6)
___________________
(1)الإبانة (2/438 ).
(2)سنن الدارمي (1/120) ، شرح السنة للالكائي (1/134)، والسنة لعبد الله بن أحمد (1/137) ، والإبانة لابن بطة (2/435) .
(3)الإبانة (2/436).
(4)الإبانة (2/439).
(5)الإبانة (2/441).
(6)الإبانة (2/443).

وتناسى قول مفضل بن مهلهل رحمه الله:" لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته، وفررت منه، ولكنه يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه، ثم يدخل عليك، فلعلها تلزم، فمتى تخرج من قلبك ".(1)

فلم يبالِ ربيع بمنهج السلف, وأخذه الغرور بنفسه، ولعل العذر عنده أنه سلفي قوي أما هؤلاء العلماء الأفذاذ فهم سلفيون ضعاف !!!!

فذهب ربيع يجالس أهل البدع حتى أصابته الشبه والبدع ، فكان بعد ذلك لا يرضى أن يتكلم أحد فيهم ولا يرضى أن يسأله أحد عنهم ، أو عن أي شخص حتى وإن كان رأس في البدعة؛ وهذه الحالة التي أصابته لحظها كثير من السلفيين ، وتعجبوا منها ، لأن السلفي لا يغضب إذا ذكرت له البدع والأهواء بل يبين البدع ويحذر الناس منها.

عن عقبة بن علقمة قال " كنت عند أرطاة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس : ما تقولون في الرجل الذي يجالس أهل السنة ويخالطهم ، فإذا ذكر أهل البدع قال : دعونا من ذكرهم لا تذكروهم ، قال : يقول
أرطاة : هو منهم لا يلبس عليكم أمره ، قال : فأنكرت ذلك من قول أرطاة قال : فقدمت على الأوزاعي ، وكان كشافا لهذه الأشياء إذا بلغته فقال : صدق أرطاة والقول ما قال ، هذا ينهى عن ذكرهم ، ومتى يُحذروا إذا لم يُشد بذكرهم ."(2)
__________________
(1)الإبانة (2/444) .
(2) تاريخ دمشق (8/15).

ولعل بعض السلفيين لا يدري أن سبب تغير ربيع هو الجلوس لأهل البدع والاستماع إليهم، وتألفهم، والعطف عليهم.

قال الإمام ابن بطة رحمه الله :" ولقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ويسبونهم ، فجالسوهم على سبيل الإنكار والرد عليهم فما زالت بهم المباسطة ، وخفي المكر ودقيق الكفر حتى صبوا إليهم".(1)

فاستمر ربيع على هذه الحالة يزجر كل من يسأله عن أي شخص، وكأن السائل وقع في الشرك أو الكفر.

ثم تفاقمت معه الشبه والبدع التي دخلت رأسه فبدأ بعد ذلك يرد على أهل السنة والجماعة، ويطعن فيهم، ويظهر عقيدته ألا وهي عقيدة الإرجاء.
فكتب مذكرتين يزعم فيهما أنه قد وجد بزعمه مخالفات على الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله.
ولا يدري المسكين أن هذه المخالفات عليه وليست له !!!
فإنه عندما دخلت البدع والشبه في قلبه ظن أنه على الحق وأن السنة ومنهج السلف على باطل، فقام وحمل القلم، وبدأ يكتب مخالفات الشيخ فالح الحربي حفظه الله بزعمه.
ولقد صدق القائل :

فدع عنك الكتابة لست منها ولو سودت وجهك بالمدادِ

____________________________
(1) الإبانة (2/470).

ولما كتب الرجل ما كتب ظن أن كلامه سيقبل، وسيخرج الشيخ فالح الحربي حفظه الله من المنهج السلفي ، وكأن المنهج السلفي ملك له يخرج من شاء ويدخل من شاء ، وما ظن هذا الظن إلا بسبب مجالسته لأهل البدع .
ولكن ولله الحمد والمنة انبرى له علماء وطلاب علم فبينوا إرجائه و جهالاته ، فقُصم ظهر البعير ، وبدأ ربيع يتحرك بقوة ، لا لكي يحي وإنما ليموت كالشاة المذبوحة .

فذهب يتصل ويرسل ويحرك ويبعث ويهدد ويُرهب ويخوف ويضرب ويستعمل كل طريقة في سبيل نشر مذهب الإرجاء.(1)
هذا المذهب الخبيث الذي حذر منه السلف أشد التحذير ، فهو يريد أن ينشر هذا المذهب الخبيث في بلاد الحرمين ، في بلاد التوحيد خاصة وفي كل مكان عامة ، لذالك تراه ذهب هو وإبراهيم الرحيلي و النجمي وصاحبه السحيمي إلى مدينة الرياض حرسها الله من كل مكروه ، لكي يقيم دورة بين أظهر العلماء لا يستحي ولا يخجل ولا يحترم ، ألا يعلم بأن مقر اللجنة الدائمة وهيئة كبار العلماء في الرياض !!!
بل يعلم ولكن يريد أن ينشر مذهبه بأي طريقة.

لذالك تراه أرسل تلميذه البار عبيد الجابري إلى عدة بلدان لكي يروج له ، فذهب إلى البحرين واليمن لكي يقيم دورات ترويجية لهذا المذهب الخبيث ،ولا يعبأ ولا يهتم عبيدٌ عند من ينزل ويقيم المهم عنده أن يؤدي رسالة شيخه ربيع ، لذالك تراه ينزل في البحرين عند أهل البدع المحترقين أتباع بن لادن ، ولا يستمع لنصح السلفيين الذين هم أعلم منه بهؤلاء .
__________________
(1)فتراه يُرهب السلفيين من أهل الجزائر والخليج وأوربا وغيرهم، إما أن يكونوا معه وإلا شهّر بهم وحذر منهم في الإنترنت.

وأرسل تلميذه الماكر المراوغ محمد المدخلي إلى المنطقة الشرقية لكي ينشر هذا المذهب الخبيث .
وأرسل المتعالمين عايد الشمري ومحمد بن رمزان الهاجري إلى البحرين أيضاً لنشر هذا المذهب .
وأرسل فلاح إسماعيل والسبيعي إلى البحرين لنشر هذا المذهب .
وأرسل فلاح إسماعيل إلى أوربا لكي يشرح فضيحته الذهبية .
وبقيت سوسة لم تظهر وإنما تحفر في الخفاء , هي من أشعلت نار الفتنة وملئت القلوب ، وفرقت ، إنه عبد الله البخاري هذا الخبيث المشوش ما أظنه إلا دسيسة على أهل السنة .

إن المتأمل في حال ربيع سابقا وحاله الآن يجد البون الشاسع بين الحالين, وذالك أنه الآن يجالس أهل البدع ويخادنهم ، مع أنه قال سابقا(1) " فنحن نحذر الشباب السلفي من مخالطة هؤلاء والاستئناس بهم ، والركون إليهم ، فليعتبروا بمن سلف ممن كان يغتر بنفسه ويرى نفسه أنه سيهدي أهل الضلالة ويردهم عن زيغهم وضلالهم , وإذا به يترنح ويتخبط ثم يصرع في أحضان أهل البدع "أهـ.
وهاهو ربيع كما ترون يترنح ويتخبط في مسائل الإيمان ، لا يعرف مسألة تارك جنس العمل ، ويقول أعمال الجوارح شرط كمال في الإيمان ، ويقول بالتنازل عن الأصول وغيرها من الطامات .

مساوئ لو قسمن على الغواني لما أمهرن إلا بالطلاقِ

وأنظر أيضا ماذا كان يقول ربيع : قال (1): " وكما قال حذيفة رضي الله عنه { إن الضلالة كل الضلالة أن تنكر ما كنت تعرف وتعرف ما كنت تنكر } فترى هذا سائر في الميدان السلفي والمضمار السلفي ما شاء الله ما تحس إلا وقد استدار المسكين ، فإذا به حرب على أهل السنة وأصبح المنكر عنده معروفا ، والمعروف عنده منكرا ، وهذه هي الضلالة كل الضلالة "أهـ.

____________________
(1) تفريغ بعنوان (الموقف الصحيح من أهل البدع ) إعداد عبد الرحمن الغسلي .

الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر .ما أجمل كلامك هذا في وصف حالك .
انظر يا ربيع كيف أصبح حالك بعد جلوسك مع أهل البدع.
نعوذ بالله من الحور بعد الكور، اللهم سلّم سلّم ، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .

ووالله لقد صدق الأخ أحمد المساح حين قال في نظمه :

فقرر اليوم ما بالأمس أنكره وأمّ في الناس نهجاً غير مأموني

اعلم يا ربيع أنه قد كثر النكير عليك من العلماء والفضلاء والأخيار في الآفاق بمقالاتك الفاسدة ، وقد أبانوا وهاء مقالاتك ، وحكوا عنك أنك أبيت النصيحة , فعندك من الأقوال التي لا تليق بالسنة ما يضيق الوقت عن ذكرها ، كأنها صدرت من صدر لم يسكن فيه احتشام العلي العظيم .
وأعلم يا ربيع أنك قد آذيت عباداً وأضللتهم ، فتْرك هذه المقالات الفاسدة وعليك بالتوبة النصوح . وإلا قد أعذر من أنذر , ولن ينفعك من عندك من حثالة الناس ، وما زال العلماء يجهرون بصريح الحق في كل وقت ولو ضربوا بالسيوف ، لا يخافون في الله لومة لائم ، ولا يبالون بشناعة مشنّع ، ولا كذب كاذب ، وتركهم الدنيا ، واعراضهم عنها اشتغالا بالآخرة ما هو معلوم معروف .

ولقد والله سوّدت وجهك بمقالاتك الفاسدة ، وانفرادك بنفسك ، كأنك جبار من الجبابرة ، ولا كرامة لك ولا نعمى ، ولا نمكنك من الجهر بمخالفة أهل السنة ، ولو استقبل من الرأي ما استدبر لم يحك عنك كلام في السهل ولا في الجبل ، ولكن قدر الله وما شاء فعل ، بيننا وبينك كتاب الله وسنة رسوله ، قال الله تعالى " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ".(1)
ولم يقل إلى ربيع المدخلي أو غيره .
وترى كل من أنكر عليك نسبته إلى الجهل ، ففضل الله أوتيته وحدك !
ومن أجهل منك حيث لا تصغي إلى نصيحة ناصح.
فلقد استراح من خاف مقام ربه، وأحجم عن الخوض فيما لا يعلم لئلا يندم.

أخي القارئ الكريم نستفيد من هذا الكلام المذكور أنفاً عدة فوائد:

1-عدم مجالسة أهل البدع والبعد عنهم.
2-التحذير من أهل البدع.
3-البعد عن الغرور .
4-البعد عن الكبر .
5-الأخذ بكلام السلفيين والعمل بنصيحتهم .
6-عدم السعي في الباطل .
7-التوبة المباشرة وعدم العزة بالإثم .
8-احترام العلماء وتوقيرهم.
9-عدم طاعة الشيخ في الباطل, لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
10-عدم التعصب في الباطل .
11-الحرص على التصفية والتربية .
12-التمسك بالدين والمنهج , وعدم التنازل عن أصوله .
13-الالتفاف حول العلماء الربانيين .

الخاتمة:

انتبه يا ربيع قبل الممات ، وحسّن القول والعمل فلعله قد قرب الأجل , ورحم الله عبدا أقبل على شأنه وقصر من لسانه , وبكى على زمانه, وأقبل على تلاوة القرآن ,وأدمن النظر في الصحيحين, وعبد الله قبل أن يباغته الأجل , فاللهم سلم سلم .

كان الانتهاء منه يوم الجمعة الموافق عشرون من شعبان
سنة ستّن وعشرون وأربعمائة وألف من هجرة
النبي صلى الله عليه وعلى آله
وصحبه وسلم .