(( حديث : ذهب الظمأ ..؟))

(( حديث : ذهب الظمأ ..؟))


اتصل بي أحد الإخوة من قطر - ثم أرسل لي عن طريق الشبكة - يسألني عن حديث : ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أفطر قال : ذهب الظمأ ، وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله ) ؟
قال : إن بعض العلماء حسنه ، ومنهم الألباني - رحمه الله – لكنه يشك في إسناده ؛ لأن فيه رجلاً لم يوثقه سوى ابن حبان وانفرد بالرواية عنه اثنان ؛ فهو مجهول الحال ؟
فأجبت - وبالله التوفيق - : نعم هذا حديث حسنه شيخنا الألباني في
( إرواء الغليل ) برقم 920 ، وذكر أنه قد حسن إسناده أيضاً الدارقطني ،
وأن تحسينه لإسناده ، وتصحيح الحاكم له مما يقوي من شأن ذلك المجهول الحال ، واسمه : مروان بن سالم المقفع !
وأقول كلام شيخنا رحمه الله قوي ؛ بل قد أقر الحافظ في ( تلخيص الحبير)
2 / 202 تحسين الدارقطني للسند فلم يتعقبه بشيء ؛ لكن بمقتضى الصناعة الحديثية وحسب اصطلاح الحافظ نفسه في ( التقريب ) ص81 ،
فإنه قال عن المقفع هذا : مقبول ، أي عند المتابعة ، وإلا فلين الحديث .
وبعد البحث عن متابع لهذا الراوي ؛ فإني أقرر لين السند ، لا حسنه !
وقد بحثت في مصادر أخرى لم يذكرها شيخنا مثل ( الترغيب والترهيب )
للأصبهاني 2 / 372 – 373 ، و( شرح السنة ) للبغوي 6 / 265 ، وغيرهما فلم أقف على متابع للمقفع هذا ، بل قد رواه المزي في ( تهذيب الكمال ) 27 / 391 من طريق ابن مندة الذي قال عقبه : هذا حديث غريب لم نكتبه إلا من حديث الحسين بن واقد ) .
والحسين يروي عن المقفع ، مما يؤكد لنا تفرد الثاني به فلم يتابعه أحد عليه ، وعليه فلم تطمئن النفس لثبوت هذا الحديث ، والله أعلم .