-
(أنا مؤمن إن شاء الله)
سئل فضيلة الشيخ : قول القائل (أنا مؤمن إن شاء الله) يسمى عند العلماء (مسألة الاستثناء في الإيمان) وفيه تفصيل:
أولا: إن كان الاستثناء صادرًا عن شك في وجود أصل الإيمان فهذا محرم بل كفر ؛ لأن الإيمان جزم والشك ينافيه.
ثانيا: إن كان صادرًا عن خوف تذكية النفس والشهادة لها بتحقيق الإيمان قولا وعملا واعتمادا، فهذا واجب خوفا من المحذور.
ثالثًا: إن كان المقصود من الاستثناء التبرك بذكر المشيئة، أو بيان التعليل وأن ما قام بقلبه من الإيمان بمشية الله، فهذا جائز التعليق على هذا الوجه - أعني بيان التعليل - لا ينافي تحقيق المعلق فإنه قد ورد التعليق على هذا الوجه في الأمور المحققة كقوله - تعالى -:{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ} [الفتح: 27]. والدعاء في زيارة القبور (وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) وبهذا عرف انه لا يصح إطلاق الحكم على الاستثناء في الإيمان بل لابد من التفصيل السابق.
المناهي اللفظية_محمد بن صالح العثيين رحمه الله تعالى
-
-
-