سئل شيخ الأسلام هل جنس الأعمال شرط لصحة الإيمان..؟
أو بمعن أخر هل جنس الأعمال شرط لصحة الإيمان ؟
فأجاب رحمة الله عليه
معلوم أن الإيمان قول وعمل لا يتم الا بهما وهما ركنان لايتم الإيمان الا بهما والمرجئة زعموا أن الإتيانن بالركن الأول كاف في الإيمان والسلف لايرون ذلك ابدآ .
والسلف اشتد نكيرهم على المرجئة لما أخرجوا العمل من الإيمان ةقالةا : إن الإيمان يتماثل الناس فيه ولا ريب أن قولهم بتساوي الإيمان من أفحش الخطأ بل لايتساوى الناس في التصديق ولا في الحب ولا في الخشية ولا في العلم بل يتفاضلون من وجوة كثيرة .
وأيضآ فإخراجهم العمل يشعر أنهم أخرجوا أعمال القلوب أيضآ وهذا باطل قطعيآ فإن من صدق الرسول وأبغضه وعاداه بقلبه وبدنه فهو كافر قطعآ بالضرورة وأن أدخلوا أعمال القلوب في الإيمان أخطأوا لأمتناع قيام الإيمان بالقلب من غير حركة بدن.
ومن الممتنع أن يكون الرجل مؤمنآ إيمانآ ثابتآ في قلبه بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج ويعيش دهرآ لا يسجد لله سجدة ولا يصوم رمضان ولايؤدي الزكاة ولايحج الى بيته فهذا ممتنع ولايصدر هذا الا مع نفاق القلب ةزندقة لامع إيمان صحيح .
ولا يتصور في العادة أن رجلآ مؤمنآ يكون مؤمنآ بقلبه مقرآ بان الله أوجب عليه الصلاة ملتزمآ لشريعة النبي وماجاء به يأمره ولي أمره بالصلاة فيمتنع حتى يقتل ويكون مع ذلك مؤمنآ في الباطن قط لايكون إلا كافرآ .
وقد تبين أن الدين لابد فيه من قول وعمل وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمنآ بالله ورسوله بقلبه أو بقلبه ولسانه ولم يؤد واجبآ ظاهرآ لاصلاة ولازكاة ولاصيام ولاغير ذلك من الواجبات ولو قدر أنه يؤدي الواجبات لا لأجل أن الله أوجبها مثل من يؤدي الأمانة أو يصدق الحديث أو يعدل في قسمه وحكمه من غير إيمان بالله ورسوله لم يخرج بذلك من الكفر.
فإنه المشركين وأهل الكتاب يرون وجوب هذه الإمور فلا يكون الرجل مؤمنآ بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها النبي .
والمرجئة يرون أن أعتقاد القلب وإقرار اللسان هما تمام الإيمان وبهما نجاة العبد في الآخرة ورأى بعضهم أن قول اللسان يعد عملآ - لما رأوه من أهمية العمل في الشرع - ولهذا أنكر الإمام أحمد على من قال هذا إنكارآ شديدآ وأعتبره قولآ خبيثآ.
وهذا هو الحق فإن مجرد التكلم بالشهادتين ليس مستلزمآ للإيمان النافع عند الله .
والسلام عليكم